الأربعاء, يوليو 16, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثمفاتيح "الحرب الكبرى".. بيد إيران؟

مفاتيح “الحرب الكبرى”.. بيد إيران؟

spot_img
spot_img
spot_img

| زياد أ. يمين |

هناك حالياً ثلاث قوى متورطة في حرب الشرق الأوسط وهي “إسرائيل” وأميركا وإيران.

“إسرائيل” نجحت في تحييد بعض من الدفاع الجوي الإيراني، ولكنه سيرمم مجدداً، والمنشآت النووية بقيت سليمة رغم الأضرار الجدية القابلة للإصلاح. أما تدمير بعض فتحات الصواريخ البالستية وصواريخ كروز (CRUISE)، فلا يعني شيئاً في العلم العسكري لأنها موجودة على منصات متحركة يسهل نقلها من مكان إلى آخر، إضافة إلى أن جيش “إسرائيل” أصبح منهكاً وشبه منهار، وينغل فيه فساد الفرار من الخدمة العسكرية بعد خسائره البشرية والعتادية، إثر حرب لبنان وحرب غزة التي يخسر فيها يوميا من 15 إلى 25 جندياً بين قتيل وجريح ومعوق نفسي، كما أنه لا يقدر على البقاء طويلا على هذا المنوال من الحروب فهو قد تمدد جغرافياً ولوجستياً كثيرا بعد توغله في سوريا ومع حربه البحرية على اليمن، أي أن موارده لن تستطيع تلبية هذه المساحة القتالية الكبيرة.

بالنسبة لأميركا، فهي مشاركة في الحرب عن طريق الدعم المالي واللوجستي والتسليحي والتكنولوجي ـ الاستخباراتي لتل أبيب. لكن أميركا لا تستطيع الاستمرار على هذا النهج مطولاً، بسبب أزمتها المالية الداخلية التي لا يعرف أحد متى ستنفجر، وأزمة حدودها مع المكسيك التي تؤثر على الشعب الأميركي لصالح قضايا يريد الاستفادة منها هو، أي المكلف الضريبي الأميركي، وليس تمويل حرب افتعلتها “إسرائيل” من دون أي مسوغ قانوني دولي. زد على ذلك أن مخازن الأسلحة الأميركية التي تغذي الجيش الإسرائيلي أصبحت في مستوياتها الأدنى جراء حرب أوكرانيا. أما مصانع إنتاجها الحربي فهي غير قادرة، لا تقنياً ولا تكلفة ولا تشغيلياً، على إنتاج كميات ضخمة في الكم والنوع من السلاح لهكذا حروب مصيرية، خصوصاً أن هذه الحرب مرشحة لأن تطول في الزمان ولأن تتمدد في المكان.

وبالوصول إلى إيران، فإن أوراقها الرابحة هي الصواريخ البالستية وصواريخ كروز المجنحة والصواريخ الفرط صوتية، والمسيرات الفائقة العدد من كل نوع ونوعية (هي الأسباب الحقيقية للحرب)، فلا زالت وبنسبة كبيرة منها لم تتأثر بالضربة الإسرائيلية الأولى، وستستعملها طهران وفق توقيتات زمنية مدروسة لكسر معنويات الإسرائيليين وجيشهم، ولضرب كل المراكز الحساسة: قيادة وسيطرة، لوجستيات، مطارات وموانىء عسكرية، منشآت للحرب السيبرانية، نقاط تجمع المواصلات والإتصالات وكل ما له صلة بوزارة الدفاع الإسرائيلية حتى إنهاكها ريثما تصبح عاجزة عن القتال، وهذا أمر غير مستبعد بسبب الأزمات الداخلية الكثيرة التي يعاني منها الإئتلاف الحاكم حالياً.

وعلى عكس “إسرائيل” التي تتكئ على أميركا المأزومة اقتصادياً وعسكرياً وداخلياً لدعمها في حربها المرفوضة من الرأي العام العالمي، هذا الرفض الذي بدأ يتصاعد دوره تدريجيا وسيزداد، فإن إيران تستند على اتفاقيات شراكة استراتيجية مع كل من روسيا الاتحادية والصين، وهما وإن لن تتدخلا ـ أقله الآن ـ في الصراع، فستدعمان إيران بالمعلومات التجسسية والمراقبة والترصد، وهي مفاتيح الانتصار في الحروب، عبر أقمارهم الصناعية لتجنب خطأ الضربة الأولى الإسرائيلية، وبمعدات الحرب الإلكترونية والتشويشية، والتوريد لها لقطع ومستلزمات آلتها الحربية، لا بل إنها قد تسلمها دفعات كاملة من هذه المعدات عند الانتقال من مرحلة إلى أخرى أخطر من هذه المنازلة، إضافة إلى الكثير من الذخائر التي قد تحتاجها طهران، وهو أمر سهل بالنسبة للمجمع الصناعي ـ العسكري الروسي الذي تفوق كماً ونوعاً على نظيره الأطلسي ـ الأميركي…

من الناحية العسكرية الصرفة، فإن مفاتيح الحرب الكبرى في الشرق الأوسط، والقائمة على العوامل الكلية المستترة في العلم العسكري، أي على الدعم اللوجستي والتسليحي والتذخيري والمالي الطويل النفس، وعلى الإنتاج الصناعي العسكري بكافة أشكاله والمستند على أكبر قوة عسكرية في العالم حالياً، أي روسيا بعد انتصارها وحيدة عل كل حلف الناتو في أوكرانيا، وكذلك على أكبر قوة اقتصادية تصنيعية عرفها هذا العصر، أي الصين، هي تميل إذاً لصالح إيران ـ على عكس ما يعتقد البعض ـ وستميل أكثر فأكثر لصالحها إذا ما طالت هذه الحرب.. وهذا هو الأرجح…

spot_img
spot_img
spot_img
مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img