/ خلود شحادة /
ما إن رُفع الستار عن نتائج الانتخابات النيابية، حتى بدأت معركة “القرار” تعلو الخطابات والمنابر.
“حرب” شرسة خاضها “الثنائي الشيعي” على جميع الجبهات. من هتافات “اسقاط السلاح” خلال تظاهرات 17 تشرين، إلى “العقوبات الدولية” التي فرضت على أسماء بارزة في “حزب الله” و”حركة أمل”، وصولاً الى لغة “الإالغاء” التي مارسها خصوم “محور المقاومة” بخطاباتهم خلال الفترة الماضية.
بالنسبة للثنائي الشيعي، “أمل” و”حزب الله”، فإنّ الانتخابات كانت عبارة عن استفتاء شعبي، يوجه رسالة واضحة للقوى، الداخلية والخارجية على حد سواء.
ومع اعلان نتائج الانتخابات، بدأ خصوم “أمل” و”حزب الله” بالتصويب عليهما من جديد، من اعلان قرارهم بعدم انتخاب رئيس حركة “أمل” نبيه بري رئيساً لمجلس النواب الجديد، واصرارهم على إقصاء قرار “السلاح” في الصرح التشريعي.
ليس جديداً هذا الخطاب، ولم يشكل عامل مفاجأة لدى “أمل” و”حزب الله”.
وقد دلّ بري وأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في خطابات ما قبل الانتخابات، إلى “حماوة المرحلة” وصعوبتها وحساسيتها. وشرحوا لجمهورهما، “المؤامرة” المحاكة للمضي في “المشروع الصهيوني” عبر إسقاط “قرار المقاومة” وإحلال “خيار التطبيع” مكانه، أسوة ببعض الدول العربية.
رفع السقف من قبل “الثنائي”، بدأ عقب النتائج مباشرة، ولأن “الخطاب بالخطاب” يذكر، رسم “الثنائي” الخطوط الحمراء علناً للخصم.. والحليف أيضاً.
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، “رعَد” بتصريح قال فيه: “نحن نرتضيكم أن تكونوا خصومًا لنا في المجلس النيابي، لكن لا نرتضيكم أن تكونوا دروعًا لإسرائيل”، منبهاً من العزلة بحال قرروا عدم التعاون!
هذا الخطاب عالي السقف، أعقبه بساعات بيان لحركة “أمل” في ذكرى اتفاق 17 أيار، تحذر فيه من “عودة هيمنة القرار الصهيوني، كما جرى في 17 أيار 1983″، وأعلنت “أمل” استعدادها “للدفاع عن ما حققته انتفاضة 6 شباط بكل الوسائل”، مع تكرار بعض الثوابت ـ الشعارات، مثل “أهمية الوحدة الوطنية والتعايش بين أبناء الوطن الواحد”.
في السياق ذاته، عبّر بري عن جهوزية لبنان الذي يملك كل “عناوين القوة”، للدفاع عن حدوده البحرية وثرواته.
في قراءة ما بين السطور، يبدو أن “الثنائي الشيعي” قد استشعر بقوة خطر حضور المشروع الذي يستهدفه في لبنان. وهذا ما دفع بـ”الثنائي” إلى رفع النبرة، وتوجيه الخطاب للجمهور “العقائدي” من جهة، وللخصم الذي “يحلم” بأنه، في حال حصوله على أكثرية، “يستطيع أن يغير وجه لبنان الوطني المقاوم، المعادي أولاً وأخيراً للعدو الاسرائيلي، والداعم الاساسي للقضية الفلسطينية”.
هنا يبرز سؤال: هل سيكون لبنان على موعد مع “انتفاضة” جديدة، ليصبح مشهد اليوم شبيهاً جداً بزمن 6 شباط الأولى.. حين قال بري عن الانتفاضة آنذاك أنها “نقلت لبنان من العصر الاسرائيلي الى العصر العربي”؟