يتربّع لبنان في موازاة هذه الحرب، على قمّة القلق من التداعيات، والحذر ممتد من أدناه إلى أقصاه، ويقرأ بوضوح على وجوه المواطنين، وعززه الإعلان بعد ظهر الجمعة عن إطلاق صفارات الإنذار الإسرائيلية في مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود مع لبنان، وكذلك مسارعة بعض الدول إلى الإعلان عن وقف رحلاتها إلى لبنان. ولاحقاً، أعلنت مديرية الطيران المدني إغلاق المجال الجوي اللبناني أمام حركة الطيران.
واما الدولة فمستنفرة بكل مستوياتها لتجنيب البلد تداعياتها واحتمالاتها الصعبة. ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ حركة اتصالات مكثفة سياسية وأمنية جرت في الساعات الأخيرة في أكثر من اتجاه داخلي سياسي وحزبي، لتغليب التعقل والحكمة ومحاذرة السّقوط في أيّ منزلقات سواء تحت عنوان دعم او إسناد، من شأنها ان تهدّد البلد بأمنه واستقراره بصورة عامة.
وأُفيد في هذا السياق عن إبقاء الاتصالات مفتوحة بين الرئاسات الثلاث، فيما تولّت جهات أمنية لبنانية الاتصال المباشر مع «حزب الله». وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة «الجمهورية» عن ورود نصائح متتالية عبر قنوات ديبلوماسيّة خارجية متعدّدة، فحواها عدم فتح مجالات الخطر امام لبنان، وتجنّب عواقب جرّ الجبهة الجنوبية إلى مخاطرة قد يلجأ إليها أيّ فصيل لبناني أو غير لبناني.
وفيما لوحظت في الساعات الاخيرة كثافة في الإجراءات الأمنية في العديد من المناطق اللبنانية، عبّر مرجع كبير عن مخاوف جدّية من انّ المنطقة برمتها باتت في دائرة الخطر، حيث يخشى بروز تطورات دراماتيكية في الآتي من الايام، على اكثر من ساحة، وخصوصاً انّ زمن الحرب مفتوح وتنذر بالأسوأ. وهو ما اكّد عليه ايضاً مسؤول أممي بقوله رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «منطقة الشرق الأوسط تمرّ في أخطر أوقاتها، ولا مصلحة لأي طرف في الاستمرار في حرب تهدّد الامن والسلام الاقليميين».














