تم توقيف العميل بسام المصطفى خلال الحرب، والذي كان يزرع “البريد الميّت”، أي يخبّئ أغراض وأموال للعملاء الآخرين في أماكن مختلفة عبر وسيلة جديدة وهي الأقفال الخاصة بالدراجات النارية.
روى بسام المصطفى قصة “وقوعه” في فخ الموساد، زاعماً أنه لم يكن يعرف أن العمل الذي أقدم عليه له علاقة بالعدو الإسرائيلي.
فبعد توقيفه من قبل جهاز “الأمن العام”، عندما اشتبه أن الشبكة لها علاقة بأرقام من الموساد، قال المصطفى أنه كان يتصفح “فيسبوك” في 2019، حين وجد فرصة عمل مغرية، وقدم طلب انتساب لهذه الوظيفة، فتواصل معه بعد 3 شهور شخص يدعى أوليفر، وقرروا أن يعيدوا التواصل معه، وبعد يومين عاود الإتصال به حيث سأله عن حياته الشخصية وعائلته ووظيفته الأسياسية.
وبسام المصطفى، لبناني الجنسية، يقيم في ألمانيا من مواليد 1972 ضيعة البستان في صور، يتردد إلى لبنان خصوصاً إلى ضيعة كوثرية الرز.
إتفق بسام وأوليفر أن يلتقيا في اليونان، حيث كان اللقاء الأول. وبعد عدة لقاءات هناك، طلب أوليفر من بسام أن يستلم مبلغ 2000$ ويوصله لشخص في لبنان، وبالفعل قام بسام بالمهمة مقابل صخرة الروشة بعد أن اشترى رقم هاتف لبناني، وهذه كانت المهمة الأولى من دون أن يعرف أي تفاصل أخرى حسب قوله.
بعد ذلك، إلتقى أوليفر ببسام في ألمانيا، حيث أخذه الأول لمتجر دراجات نارية وهناك شرح له عن كيفية إخفاء الأموال في قفل دراجة، حينها شك بسام في طبيعة عمل أوليفر وتأكد أنه يعمل لصالح جهة استخباراتية، من دون أن يشك في أن يكون للموساد.
بعد مهمات عديدة في لبنان، عبر إخفاء مبالغ مالية يطلبها أوليفر ويضعها بسام في أقفال الدراجات ومن ثم وضعها في أماكن متفرقة لمنع إحتكاك الأخير بالعملاء الآخرين، قال بسام إن أوليفر كان قريباًُ منه ويهتم بتفاصيل حياته، حتى أنه أراد أن يسدد ديونه، لكن عبر شرط وحيد.
الشرط كان أن يخضع بسام لإختبار الكذب، وبالفعل قام أوليفر بإختبار بسام في فندق في أوروبا ونجح الأخير وأصبح العمل جدياً من يومها.
لكن بعد فترة، اتصل بسام بأوليفر وقال إنه تعرض للسرقة في حرش بيروت – الطيونة، فطلب منه الصهيوني أن يعيد اختبار الكذب بعد أن شك به، وفي المرة الثانية التي جرت أيضاً في فندق أوروبي، رسب بسام في الإختبار ما جعل العمل يتراجع بين الإثنين والتواصل ينقطع لفترة.
تقاطعت هذه المعلومات مع توقيف عميل من قبل فرع المعلومات في 15-10-2022، وهو خضر رشيد حسين الذي انحكم بالسجن لـ5 سنوات لتعامل مع الموساد الصهيوني، وتبين أنه في 2021 كُلّف أن يستلم مبلغ 2000$ مخبأ في حرش بيروت – الطيونة لكنه لم يجد أي مبلغ، وهذا ما دفع أوليفر للشك في بسام، الذي بدوره كذب على مشغله وعلى المحققين، حين قال أنه تعرض للسرقة وأن المبلغ كان 1000$ وليس 2000$.
تبين أن بسام قد كذب في عدة مواقف أثناء التحقيق، فهو قال إنه لم يستلم أكثر من 15 ألف دولار لإيصاله إلى لبنان، لكن المبلغ الحقيقي كان أضعاف ذلك، وقال إنه لم يلتقِ أوليفر سوى 5 مرات لكنه في الحقيقة إلتقاه أكثر من 10 مرات في أماكن متفرقة في أوروبا، بالإضافة إلى تأكيده أنه لم يستخدم أرقام لبنانية بلا هوية، لكنه كان في كل مهمة يشتري رقم ويتلفه.
وعند سؤاله عن المهام والتدريبات التي تلقاها، قال بسام إن أوليفر طلب منه أن يرسل له معلومات عن “حزب الله”، أي معلومات عن مصادر التمويل وشعبية الحزب وأدائه في عدة مناسبات وأوقات، وبالفعل كان بسام قدد أرسل العديد من التقارير المفصلة عن الحزب، خصوصاً المواقع التي يتم فيها شراء وبيع الهواتف والمعدات في الضاحية وغيرها.
يذكر أن كلمة السر بين بسام والضابط الصهيوني كانت: “رح جبلك معي بقلاوة”، والتي لم يلحق أن يرسلها قبل توقيفه.
هنا، تتقاطع قصة بسام مع اغتيال علي حدرج، المسؤول عن شبكة إتصالات “حماس” والعقل الإلكتروني في “حزب الله” بعد اغتيال حسان اللقيس.
فبعد انقطاع 3 شهور بين بسام وأوليفر، طلب الأخير من الأول أن يأخذ أغراض إلى لبنان، لكن بسام اعتذر وقال إنه سيقابل صديقته اللبنانية، فاقترح أن يعطيها الأغراض ووافق أوليفر. كانت الحقيبة المنوي توصيلها تحتوي على هاتف ومبلغ مالي ورسالة مكتوبة، فحواها أنه بعد محاولات عديدة للتوصل إلى الشخص المرجو، الرجاء الرد عبر الهاتف المرفق.
أعطت صديقته الأغراض إلى المدعو “أبو خليل” ليعطيه إلى صاحب شركة “كمبيوتر”، وهو علي حدرج، وذلك قبل يومين من اغتياله في 20-1-2024 من قبل الإحتلال، أي بعد فشل العدو في استدراجه.
فالعميل بسام المصطفى كان المسؤول المباشر عن اغتيال حدرج، وهرّب آلاف الدولارات إلى لبنان لتوزيعهم على العملاء الآخرين.
وبحسب المعلومات، فقد تمّ القبض على عميل آخر من الجنسية اليمينة، وهو عنصر في “أنصار الله” المعروفة بالـ”حوثيين”.














