اندلعت أعمال شغب واسعة النطاق في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأميركية، احتجاجاً ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وشهدت المدينة، السبت، ولليوم الثاني على التوالي، اضطرابات كبيرة، إذ اشتبك سكان منطقة ذات أغلبية لاتينية مع عملاء فيدراليين من إدارة الهجرة والجمارك. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق الحشود في منطقة باراماونت.
كما اعتُقل نحو 118 شخصاً في لوس أنجلوس هذا الأسبوع نتيجة عمليات إدارة الهجرة والجمارك، منهم 44 شخصاً اعتقلوا الجمعة. وأدان حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، المداهمات ووصفها بأنها “قاسية”.
وتحدثت وسائل إعلام أميركية أن حوالي ألف شخص تجمعوا خارج مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة. وتم نشر وحدات شرطة معززة لتفريق المتظاهرين.
وظهر أفراد شرطة يضعون خوذات ويرتدون ملابس مكافحة الشغب مساء الجمعة، في مواجهة متوترة مع متظاهرين بوسط مدينة لوس أنجلوس الأميركية، بعد يوم من مداهمات اتحادية على الهجرة تم خلالها اعتقال عشرات الأشخاص في أنحاء المدينة.
وفي وقت مبكر من المواجهة، ألقى بعض المتظاهرين قطعاً من الحجارة الخرسانية المكسورة على الشرطة التي ردت بإطلاق وابل من الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل.
وقال دريك ماديسون المتحدث باسم شرطة لوس أنجلوس لـ”رويترز”، إن الشرطة الموجودة في المكان أعلنت عن تجمع غير قانوني، مما يجعل أولئك الذين لم يغادروا المنطقة عرضة للاعتقال.
وأظهرت لقطات تلفزيونية في وقت سابق، قوافل من المركبات والشاحنات الصغيرة ذات الطراز العسكري غير المرقمة والمحملة بمسؤولين اتحاديين بالزي الرسمي، تتدفق بشوارع لوس أنجلوس في إطار عملية لإنفاذ قوانين الهجرة.
وذكرت خدمة أخبار مدينة لوس أنجلوس “سي إن إس” أن موظفي وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية استهدفوا عدة مواقع، بما في ذلك أحد متاجر “هوم ديبوت” بمنطقة ويتليك في المدينة، ومتجر ملابس في منطقة الأزياء ومستودع ملابس بجنوب لوس أنجلوس.
وذكرت “سي إن إس” أنه تم اعتقال عشرات الأشخاص خلال المداهمات، وهي الأحدث في سلسلة من عمليات المداهمة التي جرت بعدد من المدن في إطار حملة الرئيس دونالد ترمب واسعة النطاق ضد الهجرة غير الشرعية.
وتعهد ترامب باعتقال وترحيل المهاجرين غير الشرعيين بأعداد قياسية.
ولم تشارك شرطة لوس أنجلوس في عملية إنفاذ قوانين الهجرة، لكن تم نشرها لإخماد الاضطرابات المدنية بعد أن كتبت الحشود المحتجة على مداهمات الترحيل شعارات مناهضة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك على جدران مبنى محكمة اتحادية، واحتشدت خارج سجن قريب يُعتقد أن بعض المعتقلين محتجزون فيه.
وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تدخل الحكومة الفدرالية للتعامل مع الاحتجاجات المتصاعدة ضد المداهمات التي تنفذها سلطات الهجرة بحق المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال”، السبت، “إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس من أداء واجبيهما، وهو أمر يعلم الجميع عجزهما عنه، فإن الحكومة الفدرالية سوف تتدخل لحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة التي يجب أن تُحل بها”.
وبعد وقت قصير أعلن البيت الأبيض، أن ترامب وقع مذكرة رئاسية لنشر ألفي عنصر من “الحرس الوطني” للتصدي للفوضى التي تفاقمت بكاليفورنيا.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، إن البنتاغون سيحشد الحرس الوطني فوراً لدعم جهات إنفاذ القانون الفدرالية في لوس أنجلوس.
وأضاف هيغسيث، أنه إذا استمر العنف سيتم أيضا حشد قوات مشاة البحرية العاملة في قاعدة كامب بندلتون في كاليفورنيا.
وواجه عملاء اتحاديون في لوس أنجلوس السبت متظاهرين يحتجون على مداهمات على الهجرة، عقب احتجاجات الجمعة، ندد بها نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر ووصفها بأنها “تمرد” على الولايات المتحدة.
واشتبك أفراد أمن أمس السبت مع المحتجين في مواجهات متوترة في منطقة باراماونت في جنوب شرقي لوس أنجلوس، حيث شوهد أحد المحتجين يلوح بالعلم المكسيكي وغطى بعضهم أفواههم بأقنعة تنفس.
وأظهر بث مباشر العشرات من أفراد الأمن بالزي الأخضر وهم يرتدون أقنعة واقية من الغازات، وهم مصطفون على طريق تتناثر فيه عربات تسوق مقلوبة، بينما تنفجر عبوات صغيرة بدخان الغاز.
وانطلقت الجولة الأولى من الاحتجاجات مساء الجمعة، بعد أن قام عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بتنفيذ عمليات في المدينة واعتقلوا 44 شخصاً على الأقل بتهمة ارتكاب انتهاكات لقوانين الهجرة.
وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان لها، إن “1000 شخص من مثيري الشغب حاصروا مبنى اتحادي لإنفاذ القانون واعتدوا على أفراد إنفاذ القانون التابعين لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وقاموا بثقب إطارات السيارات وتشويه المباني والممتلكات الممولة من دافعي الضرائب”.
وتضع الاحتجاجات مدينة لوس أنجلوس، التي يديرها الديمقراطيون، حيث تشير بيانات التعداد السكاني إلى أن جزءاً كبيراً من السكان من أصول لاتينية ومولودين في الخارج، في مواجهة البيت الأبيض الجمهوري الذي يقوده ترامب، والذي جعل من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية.
وتعهد ترامب بترحيل أعداد قياسية من الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني وإغلاق الحدود الأميركية المكسيكية، إذ حدد البيت الأبيض هدفا لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك باعتقال ما لا يقل عن 3000 مهاجر يومياً.
لكن الحملة الشاملة على الهجرة شملت أيضا الأشخاص المقيمين قانونياً في البلاد، بمن فيهم أشخاص يحملون إقامة دائمة، وأدت إلى طعون قانونية.
بدوره، قال السيناتور الديمقراطي آدم شيف: “استدعاء إدارة ترمب للحرس الوطني في كاليفورنيا دون إذن حاكمها أمر غير مسبوق.
https://twitter.com/PplsCityCouncil/status/1931577856049529194/photo/1 https://twitter.com/PplsCityCouncil/status/1931156349863223476/photo/1 https://twitter.com/PplsCityCouncil/status/1931577856049529194/photo/1













