/ خلود شحادة /
عندما رفع بيده ملوّحاً للجماهير التي كانت تحيط به، يوم الرابع عشر من شباط، تنبّأ الجميع بانتهاء مستقبل الرئيس سعد الحريري السياسي، وخسارته لموقعه القيادي في الشارع السني.
راهن كثيرون على إمكانية الولوج مكانه، للفوز بالزعامة “الشاغرة”.
من بيروت إلى طرابلس والبقاع، أسماء شتّى حاولت فرض نفسها، بالمال والسلطة واللعب على “وتر الغياب الحريريّ”، ولكن باءت بالفشل!
أنصار تيار “المستقبل” وقيادته، أكدوا مقاطعتهم للانتخابات النيابية. لفظوا كل من استغل غياب الحريري وحاول ملء هذا الفراغ. وهذا ما صدّ محاولات فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي ومصطفى علوش… حيث ووجهوا بنقمة شعبية “زرقاء”.
“القوات اللبنانية” التي حاولت، بشتى الوسائل، إغراء الصوت السني بذريعة حمايته من “حزب الله” و”شبح” سلاحه، لم تفلح في كسب الثقة السنية كما كانت التوقعات.
البعض اعتبر أن موقف جمهور “المستقبل” الصارم مجرّد “فقاعة إعلامية”، وآخرون اعتبروا أن المجاهرين بالمقاطعة “قلّة قليلة” بسبب الحشد السعودي المترافق مع مباركة دار الفتوى، وهذا ما سيؤثر على المزاج السني.
بطبيعة الحال، استطاعت السعودية، عبر سفيرها، التأثير نسبياً على واقع المشاركة السنية في الانتخابات النيابية، خصوصاً في بيئات محددة.
أما في الشمال، فقد خيّب أنصار الحريري آمال ميقاتي وريفي وفتفت، بحواصل متدنية جداً بسبب ضعف المشاركة في الاقتراع.
والى بيروت حيث تشابه المشهد مع الشمال، لم يحصل البديل السني على حواصل مرتفعة، بسبب انخفاض نسبة الاقتراع.
وفي قراءة للواقع البيروتي الانتخابي، تشير النتائج الى أن اللائحة التي تضم “قوى التغيير”، حصلت على النسبة الأعلى من الأصوات، يليها الثنائي الشيعي حركة “أمل” و”حزب الله”.
هذا التوزيع في الأصوات، في ظل انخفاض نسبة المشاركة، يوصل رسالة واضحة وعلنية الى “متسلّقي الزعامات” في الشارع السني.
الرسالة تقول ان قرار الاعتكاف للرئيس سعد الحريري، جاء افساحاً للمجال أمام “الوجوه الجديدة” للوصول الى المجلس النيابي.
وبمعزل عن مدى صحة هذا السبب، الا أن تيار “المستقبل” استطاع أن يثبته بالنتيجة في صناديق الاقتراع عبر مناصريه.
استطاع سعد الحريري أن يحقق فوزاً شعبياً وسياسياً في اللعبة اللبنانية، رغم غيابه عن المعترك الانتخابي، تاركاً لمن حاول وراثته واستغلال غيابه، “شرف” الفوز بخصومة الحريري.