| سامر الحسيني |
لم يكن قرار رئيس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل، المهندس سليم غزالة، عدم الترشح لرئاسة اتّحاد بلديات قضاء زحلة مفاجئاً، بل جاء بعد فشل الاتّصالات والمشاورات التي أجراها غزالة مع رؤساء البلديات الأعضاء في الاتّحاد في الوصول إلى توافق على ترؤّسه للاتّحاد (يضم بلديات: زحلة، الفرزل، نيحا، النبي أيلا، أبلح، حزرتا، سعدنايل، تعلبايا، وشتورا).
ورغم أنّ ظاهر القرار قد يوحي بأنه نتيجة تنافس بين رؤساء البلديات، إلا أنّ خلفيّاته تعكس الكباش السياسي بين «القوات اللبنانية» والنائب ميشال ضاهر، اللّاعب الأقوى انتخابياً في تركيبة الاتّحاد، ممّا يُتوقّع أن يؤدّي إلى التجديد لرئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان، المحسوب على ضاهر، في رئاسة الاتّحاد.
منذ تأسيس الاتّحاد في العام 2005، لم تتمكّن بلدية زحلة من تولّي رئاسته. فقد انسحبت منه عام 2006، ثم عادت للانضمام إليه عام 2016، لتعاود الانسحاب مجدّداً. وطوال هذه الفترة، تنقّلت رئاسة الاتّحاد بين رئيس بلدية الفرزل السابق إبراهيم نصرالله، ورئيس بلدية تعلبايا الأسبق جورج صوان، وصولاً إلى الغصان.
وفي بيان رسمي، علّل غزالة قراره بالانسحاب بعدم توافر «وحدة الرؤية الإنمائية المطلوبة بين مختلف البلديات» في إدارة شؤون الاتّحاد، وبانهماكه في «وضع خطة انطلاقة طموحة وجدّية لبلدية زحلة، ولا أرغب بأن تُعيقها أي التزامات خارجية قد تستنزف الوقت والجهد وتبطئ زخم العمل البلدي في المدينة». لكن ما لم يقلْه غزالة صراحة، أكّده أحد رؤساء البلديات بـ«أنّنا لن نقبل برئيس للاتّحاد مدعوم من القوات اللبنانية»!
ويُتوقَّع أن يتقدّم غزالة رسمياً بطلب تأكيد انسحاب البلدية من الاتّحاد، والذي كان قد بادر إليه سلفه المهندس أسعد زغيب.
ودعا محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة إلى جلسات انتخاب رؤساء الاتّحادات البلدية ونوّابهم في قضاء زحلة اليوم، على أن تبدأ في العاشرة صباحاً مع اتّحاد بلديات قضاء زحلة، وتُستكمل عند العاشرة والنصف مع اتّحاد بلديات البقاع الأوسط الذي يضم: قب الياس، برالياس، مجدل عنجر، عنجر، مكسة، بوارج والمريجات، إذ لا يُسجَّل أي صراع سياسي بارز.
أمّا الاتّحاد الثالث في القضاء، اتّحاد بلديات شرق زحلة (يضم بلدات: تربل، الناصرية، علي النهري، رياق – حوش حالا، حارة الفيكاني، ماسا، رعيت، دير الغزال، قوسايا، كفرزبد، وعين كفرزبد)، فيبدو أنّ القرار فيه محسوم لرؤساء البلديات المحسوبين على حزب الله، إذ لا منافسة سياسية تُذكر، ومن المرتقب أن تُعتمد تسوية تقضي بالمداورة في رئاسة الاتّحاد: النصف الأول من الولاية لرئيس بلدية من الطائفة الشيعية، والنصف الثاني لرئيس بلدية تربل كابي فرج.