يصادف الأربعاء، 28 أيار/مايو، الذكرى الـ61 لتأسيس “منظمة التحرير الفلسطينية” التي تُعتبر ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، كمظلة جامعة تمثل الشعب الفلسطيني، وقد جاء تأسيسها برعاية من جامعة الدول العربية.
فما هي “منظمة التحرير الفلسطينية” وكيف نشأت؟
تأسست “منظمة التحرير الفلسطينية” في 28 أيار/مايو عام 1964، وذلك بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس، نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربية، الذي انعقد في القاهرة في العام ذاته، لتكون ممثلاً للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها.
وكلف المؤتمر ممثل فلسطين آنذاك أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين، وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته جرى وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني.
واختار الشقيري اللجان التحضيرية للمؤتمر التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول الذي أقيم في القدس عام 1964، وعرف المؤتمر باسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”، وانتخب الشقيري رئيساً له، وأعلن عن قيام المنظمة.
وفي وقت كانت فيه القضية الفلسطينية بحاجة إلى كيان سياسي يعبر عنها، انتخب ياسر عرفات زعيماً للمنظمة، في شباط/فبراير 1969، ليبدأ مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني، وباعتباره قائد حركة “فتح”. عزز عرفات الطابع الكفاحي للمنظمة، وكرس دورها في العمل المسلح والسياسي معًا.
“حماس” وحركة الجهاد الاسلامي خارج منظمة التحرير!
ظهرت الخلافات بين منظمة التحرير و”حماس” بحدة، في أيلول 1988، عقب دعوة “حماس” المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تنفيذ إضراب عام في موعد مغاير للموعد الذي حددته القيادة الوطنية الموحدة.
ورداً على ذلك، أصدرت القيادة الوطنية بياناً تضمن إدانة واضحة لتوجيهات “حماس”، ووصف الدعوة إلى الإضراب أنها خطوة “تخدم العدو”، وتساعد في شق الصف الفلسطيني.
في إعلان المبادئ الصادر في 13 أيلول عام 1993 (أوسلو الأول)، اعترف الكيان المحتل ومنظمة التحرير الفلسطينية “بالحقوق المشروعة والسياسية المشتركة لكليهما”، داعين إلى “الكفاح من أجل التعايش السلمي” و “تحقيق تسوية شاملة ودائمة وعادلة ومصالحة تاريخية من خلال العملية السياسية المتفق عليها”.
وترفض “حماس” والجهاد الإسلامي، على العكس، الاعتراف بالاحتلال، وتتبنيان خيار المقاومة المسلحة كطريق رئيسي لتحرير فلسطين.
وترى “حماس” والجهاد أن منظمة التحرير “فرّطت بالثوابت الفلسطينية” عندما وقّعت على اتفاقية أوسلو، وتخلّت عن “التحرير الكامل” مقابل سلطة محدودة في الضفة وغزة.
هذا الخلاف الجوهري أدى إلى قطيعة سياسية طويلة.
وبحلول عام 1974، ألقى عرفات خطابًا تاريخيًا أمام الأمم المتحدة، في لحظة مفصلية ساهمت في ترسيخ مكانة “منظمة التحرير الفلسطينية” كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.
وقضى ياسر عرفات مراحل طفولته وشبابه الأولى فى القاهرة، حيث شارك منذ صباه فى بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه فى صفوف اتحاد طلبة فلسطين الذى تسلم زمام رئاسته لاحقا.ً
كما شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين فى تأسيس حركة التحرير الوطنى الفلسطينى “فتح” فى الخمسينيات، وأصبح ناطقاً رسمياً باسمها عام 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى آب 1969.
وتم الإعلان الرسمى عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية فى 11 تشرين الثاني 2004، وقد دفن فى مقر المقاطعة بمدينة رام الله بعد أن تم تشييع جثمانه فى مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات فى مدينة القدس كما كانت رغبة عرفات قبل وفاته.
وفي 24 كانون الأول 1967، تسلم يحيى حمودة رئاسة اللجنة التنفيذية بالوكالة، وأعلن أن منظمة التحرير ستبذل قصارى جهدها في توحيد مختلف الحركات الفلسطينية، وستعمل على إنشاء مجلس وطني للمنظمة.
وعام 2004 انتُخب محمود عباس، رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد استشهاد ياسر عرفات.
وفي الرابع والعشرين من نيسان الماضي قرر المجلس المركزي الفلسطيني بالأغلبية الساحقة، الموافقة على استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دولة فلسطين، وفي السادس والعشرين من الشهر ذاته قرر رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس، بناءً على الصلاحيات المخولة له بترشيح السيد حسين شحادة محمد الشيخ، لهذا المنصب، وجاء ذلك خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المنعقد بتاريخ 26/4/2026. وقد صادقت اللجنة التنفيذية في جلستها المنعقدة على الترشيح المقدم من سيادة الرئيس لتعيين السيد حسين الشيخ، نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين.
وفي الخامس من الشهر الجاري، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، انتخاب عضو اللجنة عزام الأحمد، أمين سر لها بالإجماع.
وبعد 61 عاماً على التأسيس، ما تزال منظمة التحرير الفلسطينية تمثّل عنوان النضال الوطني، رغم ما واجهته من تحديات داخلية وضغوطات خارجية.
فبينما تتعاظم المسؤوليات السياسية والتاريخية، تتجدد الدعوات لتعزيز دور المنظمة كمظلة جامعة لكل الفلسطينيين، واستعادة مكانتها الفاعلة في المشهدين العربي والدولي، في سبيل تحقيق الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال.














