الخميس, ديسمبر 25, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSlider"بخاخ باربي" في الأسواق اللبنانية.. سرطان يدق أبواب المراهقات!

“بخاخ باربي” في الأسواق اللبنانية.. سرطان يدق أبواب المراهقات!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| ناديا الحلاق |

في عالمنا اليوم، حيث يسعى الكثيرون وراء تحقيق معايير جمال معينة، انتشر مؤخراً بخاخ يعرف باسم “باربي” لتسمير البشرة، واكتسب شهرة واسعة بين الفتيات والمراهقات حول العالم.

يُروج لهذا البخاح كوسيلة سهلة وسريعة للحصول على لون بشرة داكن وجذاب، لكنه يحمل في طياته مخاطر صحية كبيرة تهدد سلامة من يستخدمه، خصوصاً المراهقات.

وقد ساهمت منصات التواصل الاجتماعي بشكل رئيسي في انتشار “باربي”، إذ تتناقل الإعلانات والتوصيات غير المبنية على أسس طبية، مما دفع العديد من الفتيات لتجربته من دون وعي حقيقي بالمخاطر التي قد تترتب عليه، حيث أصبحت هذه المنصات بوابة لبيع البخاخ بطريقة غير قانونية، وبعيداً عن أي رقابة أو تحذيرات صحية.

فما هو هذا البخاخ الذي اكتسب كل هذه الشعبية؟

بخاخ “باربي” هو منتج يحتوي على مواد كيميائية تستخدم لتسمير البشرة، ويروج له كبديل سريع للتسمير الطبيعي أو التعرض لأشعة الشمس. يستخدم عن طريق الأنف، ويعد بإحداث تغير سريع في لون البشرة ليصبح برونزياً جذاباً. إلا أن هذه الوعود الجاذبة تخفي وراءها حقائق خطيرة، إذ يتكون بخاخ “باربي” من مادة تُسمى ميلانوتان II، وهي نسخة صناعية من هرمون طبيعي يحفز إنتاج صبغة الميلانين في الجلد، وهي الصبغة التي تمنح البشرة لونها الداكن. الفكرة وراء هذا البخاخ أنه يمنح المستخدم تسميراً سريعاً من دون الحاجة لأشعة الشمس، ما قد يبدو حلاً مثالياً لمن يخشى أضرار الشمس أو يرغب في تغيير مظهره بسرعة.

غير أن ما يخفيه هذا المنتج خلف عبواته الوردية وصور “الباربي” الجذابة هو خطورة كبيرة. فـ”ميلانوتان II” غير معتمد رسمياً ولا يخضع لأي رقابة صحية في لبنان أو في معظم دول العالم، وتركيبة هذا البخاخ غالباً ما تكون مجهولة المصدر وغير واضحة، وقد يحتوي على مكونات ضارة أو غير مضبوطة الجرعة.

الدراسات التي أجريت على منتجات مماثلة كشفت عن وجود شوائب ونقاء أقل من المطلوب، ما يهدد صحة المستخدمين بشكل مباشر.

من الناحية الطبية، يجمع أطباء الجلد على أن استخدام هذا النوع من المنتجات قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تشمل الغثيان، الدوخة، وتغيرات غير طبيعية في الجلد. أما المخاطر الأكبر فهي احتمال ظهور الأورام السرطانية الجلدية، خصوصاً إذا استُخدم لفترات طويلة ومن دون إشراف طبي.

ومن أكبر المخاطر التي حذر منها الأطباء هي تغير حجم وعدد الشامات، وهو أمر قد يكون مقدمة لسرطان الجلد. وهناك تقارير عن حالات تعرضت لمضاعفات حادة، مثل التهابات خطيرة أو اضطرابات في الكلى والعضلات، ما يزيد من حجم القلق حول سلامة استخدام هذا البخاخ.

وعلى الرغم من عدم وجود تقارير رسمية تؤكد وصول “باربي” إلى الأسواق اللبنانية، فإن انتشار المنتجات التجميلية غير المراقبة عبر الإنترنت وسوق التجميل غير المنظم في لبنان، يجعل احتمال وجوده وارداً. هذا الواقع يستدعي يقظة الجهات الرقابية والصحية، لتكون في موقع الحماية والوقاية، بخاصة للشباب والمراهقات الذين قد يقعون بسهولة في فخ هذه المنتجات الخطرة.

من هنا، دعا الأطباء وخبراء الصحة العامة إلى ضرورة توعية الشباب بخطورة استخدام مثل هذه المنتجات، والابتعاد عن كل ما هو مجهول المصدر وغير معتمد طبياً.

التثقيف والوعي هما السبيل الأنجح للحفاظ على صحة الفتيات والمراهقات، خصوصاً في ظل ضبابية المعلومات وانتشار المنتجات غير القانونية. كما تقع على عاتق الجهات الرسمية مسؤولية تشديد الرقابة على المنتجات التجميلية وضمان عدم دخول أي مادة غير مرخصة إلى الأسواق.

في نهاية المطاف، يظل بخاخ “باربي” لتسمير البشرة، رغم شعبيته، ليس مجرد وسيلة تجميلية بل تهديداً حقيقياً لصحة مستخدميه، خصوصاً الشباب منهم. لذا، يبقى الحذر والتمسك بالمنتجات الآمنة هو السبيل الوحيد للحفاظ على الجمال الحقيقي، الذي لا يمكن أن يُضاهي صحة سليمة ومستقرة.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img