الصمت الانتخابي هو “التزام الصمت منذ الساعة صفر لليوم الذي يسبق عملية الاقتراع، حتى إقفال الصناديق في يوم الاقتراع، والصمت الانتخابي له علاقة بوسائل الإعلام فقط، حيث يمنع عليها بث أي خبر عن المرشحين أو القيام بأي دعاية للمرشحين أو الأحزاب أو استضافة أحد منهم، فيكون هناك صمت حول كل ما له علاقة بالانتخابات، وتقتصر مهمة وسائل الإعلام فقط على نقل الأخبار”.
بالمقابل، يحقّ للمرشحين إجراء احتفالات، شرط أن لا تكون منقولة إعلاميًا، كما أن الحملات الإعلامية لا تتوقف خلال فترة الصمت الانتخابي.
إنّ أكثر مكان لحصول الصمت الانتخابي هي شاشات التلفزة، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي مشمولة بالقانون، إلا أنه لا يمكن ضبطها وتطبيق العقوبة عليها، نظرًا لوجود العديد من المواقع الوهمية، ولكون بعضها خارج لبنان ولا تستطيع الدولة فرض ضرائب عليها.
العديد من المخالفات الناتجة عن خرق الصمت الانتخابي، سُجّلَت اليوم من مختلف وسائل الاعلام والمرشحين والجهات السياسية.
المرشح للانتخابات عن دائرة بيروت الثانية فؤاد مخزومي، كان أوائل المرشحين الذين اخترقوا الصمت. مخزومي أثناء إدلاءه بصوته أدلى تصريحاً خرق فيه الصمت الانتخابي، قائلاً أن “الانتخابات فرصة لبيروت لتعود إلى البيارتة وتتخلص من السلاح غير الشرعي ومنظومة الفساد” كما توجّه إلى الثنائي الشيعي: “روحوا انتخبوا بمناطقكن وتركولنا بيروت للبيارتة!”.
اللافت أن تصريح مخزومي هذا، بثّته وسائل الإعلام، وكذلك صفحات السوشال ميديا والمواقع الالكترونية لتلك القنوات. وهذا الأمر شكّل خرقاً واضحاً في الصمت الإعلامي الذي بدأ مفعوله قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع.
كما خرق فيصل كرامي الصمت الانتخابي بعد إدلائه بصوته في طرابلس،حيث صرّح للإعلام لمدة تفوق الـ7 دقائق قائلاً: “هذا وجه لبنان الذي نطمح اليه بأن يكون هناك تنافس ديمقراطي وانتخابي والجميع دعى الى انتخابات نيابية مبكرة ووهناك من دعى الى مقاطعة الا ان الوضع لا يحمل ونحن نملك مشروع ورؤية والاساس هو اليوم لنكون جميعا يدا واحدة في عرف الديمقراطية”.
المرشح ميشال معوض أيضاً أدلى بتصريح بعد الادلاء بصوته في زغرتا، مشجعاً اللبنانيين على الادلاء بأصواتهم.
المرشح يوسف النقيب خرق الصمت الانتخابي أيضاً بعد أن أدلى بتصريح بعد قيامه بالاقتراع.
الرئيس نبيه بري رفض التصريح لوسائل الإعلام أو الرد على أسئلة الصحافيين مشيراً بحركةٍ من يديه إلى أنه لا يمكنه الكلام.
وخلافاً لما انتشر حول خرق رئيس الجمهورية ميشال عون للصمت الانتخابي، لفت مستشاره سليم جريصاتي، إلى أن “رئيس البلاد يستطيع في أيّ حين أن يوجّه كلمةً إلى اللّبنانيّين بمثابة توجيهات لحثّهم على كثافة الاقتراع، بهدف حسن التّمثيل وفاعليّته، بحسب ما ورد في اتفاق الطائف، واستكمال مسيرة الإصلاح”.