صمت انتخابي عشية الاحد اللبناني الكبير، لم تخرقه التحضيرات ولا الاستعدادات العالية التي يعيشها اللبنانيون على كل المستويات، وانما الاميركي، الذي علا بالصراخ والعويل، مصوباً على حلفائه النرجسيين كما سماهم..
صَمَتَ المرشحون، وغابت بعض الجهات عن التحريضِ والتضليل، حتى فاجأهم أكثر من خَبِرَهُم ودَرَّبَهُم وأَعَدَّهُم الى هذا اليوم، بموقفه الخائب، بعد ان خيبوا اماله.
انه ديفد شينكر الذي خبره اللبنانيون مفوضا سامياً اميركياً، ادلى باعترافته الطوعية التي تثبت كل تهمة عن سبب ازمة اللبنانيين.
كنا نحن من يقف خلف قرار خفض تصنيف لبنان الإئتماني، قال ديفد شينكر شارحاً تغلغل ادارته في الجسم المالي اللبناني وضربها للقطاع المصرفي بدءا من بنك الجمال الى مجمل الخطة التي اعدتها ادارته لضرب مجتمع المقاومة وبالتالي كل اللبنانيين.
اما حديثه الانتخابي عمن اسماهم معارضين، فهم منقسمون بشكل مريع، وقادتهم نرجسيون وشخصانيون، مهتمون بان يتزعموا احزابهم، قائلاً: انهم سيأكلون بعضهم بعضاً، ولن يربحوا ما يكفي من المقاعد لإحداث تحوُّلٍ .
وختم الدبلوماسي الاميركي موقفه: أنا شخصيا لست متفائلاً بهذه الانتخابات، ولا اعتقد أن على الادارة الاميركية أن تراهن عليها..
هي خيبة من دمر البلاد والعباد ووقف على اشلاء الاقتصاد اللبناني واوجاع اهله معترفاً بفعلته، فهل من شك لدى اللبنانيين بعد هذا الاعتراف؟ وهل بحاجة الى من يدلهم لكي يعرفوا كيفية الرد على هذه العدوانية والتبجح بها؟
اما من سمو انفسهم انقاذيون فمن سينقذهم من اعترافات شينكر وتقريعه؟ وهل من شك بعد لدى البعض بحقيقة هؤلاء وواقعهم المرير؟
ولكي نُغَيِّرَ واقع الحال، لا بد من الرد على الاميركي بكل ديمقراطية واتقان، والانحياز الى الوطن واهله لانقاذه، وانقاذ بعض ابنائه من انفسهم، لان الواجب هو بتكاتف الجميع لأجل البلاد ونجاتها مما هي فيه.
وبواجب مهني ستكون قناة المنار مع مشاهديها في اليوم الانتخابي، لتطلعهم على سير العملية من كافة المناطق اللبنانية، بمنطق اعلامي مهني ديمقراطي، لا تحريضي، مع أكثر من ثلاثين فريق جاهز وحاضر لنقل الحقيقة كما هي.
من 60 يوم، كل يوم عم نقول واليوم للمرة الأخيرة عشية 15 أيار، منكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات يللي موعدها بكرا، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان هالحدا يكون.
ولأنو بكرا 15 أيار، لازم نسأل حالنا كلنا يعني كلنا السؤال التالي: شو رح يصير بعد بكرا، اذا ما انتخبنا بكرا صح؟
يمكن البعض الاول يجاوب ما شي، والبعض التاني يقول منزعل شوي وبيمشي الحال والبعض الثالث يعتبر إنو خسارة هالطرف أو هيداك الطرف أفضل.
أما على المستوى الوطني، وبغض النظر مين بيربح أو بيخسر، اذا ما انتخبنا صح ممكن يصير التالي:
اولا، بدنا ننسى كل شي اسمو اصلاح، بدءا بالتدقيق الجنائي بحسابات مصرف لبنان وامتدادا لكل الوزارات والمؤسسات والادارات.
ثانياً، مع التدقيق، بدنل ننسى كمان كل التحقيقات يللي مشيت فيها القاضية غادة عون وتحدت من خلالها منظومة كاملة قامت قيامتها عليها بالسياسة والاعلام.
ثالثاً، مع التدقيق الجنائي وتحقيقات القاضية غادة عون بدنا ننسى كل شي اسمو قوانين اصلاح بمجلس النواب، متل اقتراح قانون انشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية يللي قدموا النائب العماد ميشال عون بال2013 وبعدو لليوم بالجارور، ومتل قانون كشف حسابات واملاك جميع العاملين بالحق العام وطبعا قوانين استعادة الاموال المنهوبة والمحولة واستقلالية السلطة القضائية وغيرن كتار.
رابعاً، وبسياق متصل، اذا ما انتخبنا صح، بدنا ننسى شي اسمو نهوض اقتصادي بناء على خطة واضحة بالبلد، وبدنا نشوف تخبيص اضافي بالكابيتال كونترول وتآمر زيادة على ودائع الناس وعفو عام جايي عن السرقة المنظمة على مدى 32 سنة، يللي جعلت من لبنان بلد منهوب مش مكسور.
خامساً، اذا ما انتخبنا صح، رح نصير اكيدين بكل بساطة وثقة انو ما رح ينعمل ولا اي اصلاح شو ما كان زغير وانن رح يضلو يماطلو ويعلّو مع صندوق النقد الدولي على امل تجي مساعدة سياسية من شي دولة او مجموعة دول، عربية او غير عربية، حتى يرجعو من خلالها يمددو لسياستن الاجرامية بحق الاقتصاد والمال، على غرار يللي صار مع مؤتمرات باريس 1 و2و3 و4ومؤتمر سيدر واللايحة بتطول.
سادساً، اذا ما انتخبنا صح، بدنا ننسى كل شي اسمو مناصفة وشراكة وميثاق وطني وعيش واحد متساوي بين المسيحيين والمسلمين، خاصة بضوء طرح مصير الكيان والنظام اللبناني اقليمياً ودولياً بالمرحلة التالية للانتخابات.
سابعاً: اذا ما انتخبنا صح، بيكون عملياً راح حق الفلسطينيين الموجودين بلبنان بالعودة لأرضن وسقط معو مبدأ رفض التوطين المكرس بمقدمة الدستور. ومع سقوط حق التوطين رح ينتهي حق النازحين السوريين بالعودة لبلدن ومطلب اللبنانيين بالتخلص من العبء الاقتصادي والديموغرافي الكبير يللي سببتو هالمأساة الانسانية جراء الحرب بسوريا.
ثامناً: اذا ما انتخبنا صح، يمكن، وانشالله لأ، وبفعل التحريض المتواصل اذا استمر، ننسى كل شي اسمو سلم اهلي وعيش مشترك واستقرار امني، بفعل عودة الاستفزازات والحركات البلا طعمة، يللي ايام كتيرة انتهت بضحايا واصابات بلا سبب، ليحيا الزعيم ايا يكن.
تاسعاً: اذا ما انتخبنا صح، بدنا ننسى عنوان الاستراتيجية الدفاعية، لأنو السلاح بالنسبة للبعض مجرد شعار يستعمل للتحريض قبل الانتخابات، بهدف كسب الاصوات، بينما المطلوب مقاربة صريحة بالتفاهم والحوار لتحقيق النتائح المرجوة.
عاشراً: اذا ما انتخبنا صح، بدنا ننسى كل شي الو علاقة بالنفط والغاز لأنو رح يقضوها مناكفات، وما رح يعرفو يستفديو من عوامل القوة للمحافظة على الحقوق بظل كل الضغوط الدولية بللي عم تتمارس على لبنان.
اكيد في اخطار كتيرة بعد ممكن تتأتى عن عدم انتخابنا صح، وما فينا نحصيها كلها، بس الاهم انو كلنا يعني كلنا نفكر منيح قبل ما ننتخب، وما ننجر بالشعارات والكام الفارغ. وقبل الدخول بتفاصيل النشرة، اشارة الى رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للبنانيين عشية الانتخابات النيابية الساعة 8، ويللي رح تنقلها ال أو.تي.في. مباشرة على الهواء.
وإن غداً لناخبه قريب
فهذا النهار ليس بمثله أحد ..له قامت الحروب بين الكيانات اللبنانية وعليه رُفع سلاح ٌمن ورق ٍوحناجر واستنفرت المنابر الى ان سدّت قنوات صرفها بفعل سريان مفعول وقف اطلاق النار في الصمت الانتخابي الرابع.
غدا ًتختصر الصناديق حصادَ اشهر من الحملات العابرة من سطوح الاغتيال الانتخابي والتخوين والداعشية السياسية والسرقة الموصوفة والفساد المعمرّ ودفع الرشى لقاء الصوت وتخطي النفقات في الحملات .
وعلى مسارح َومنصات ٍوشوارع ما قبل الانتخابات .. سالت الدماءُ السياسية لكن كلَ مواطن ٍمقهور .. سالت دموعه دما من سلطة مدمرة سيمكنّه نهارٌ أحد من احتلال بلد ..
فغدا #السلطة_للشعب .
وبين السابعة والسابعة .. سيتاح للناس انزال حكم فاسد تحت سابع ارض انتخابية .. بحيث يفتش هذا الحكم عن حواصله فيجدها وقد استعيدت الى من يسحقها .
وليتذكر كل من تراوده نفسه على اعادة انتاج السلطة ان من سيدلي لهم بصوته غدا هم حفنة
متسولي حصانة .. يحكمون بإسم الشعب ويبيعونه الوهم
وإذا نفعت الذكرى فإن هؤلاء هم انفسهم من قادوا البلاد الى اسوأ انهيار مالي .. هربوا الاموال
.. غادروا من البوابة الخلفية للمحاكمة في جريمة المرفأ .. حولوا القضاء اللبناني الى حلبة مصارعة
وقادوا
استقلاليته الى دائرة ضيقة صنعت لها اصول محاكمات جزائية بفرع خاص ..له صلاحيات التوقيف والأمر والنهي
علبّوا المراسيم في الادراج .. احتجزوا ثروة ًفي عمق البحر بين
ارقام وبلوكات الى ان اصبح العدو امامنا .. والمرسوم خلفنا..
اختلفوا على صندوق نقد جاءنا معينا .. فزوروا له خسائر ووعدوه باصلاحات تبخرت قبل ان تكتب على الورق
هذه عينات ممن تنتخبونهم غدا..والسطور لن تتسع لانجازاتهم والتي فضحوا انفسهم بها عندما اجروا عمليات كشف حساب انتخابية
فسلخوا بعضهم بعضا
وكالوا اتهامات يندى لها الجبين لكن المصيبة ان كلهم كان على حق .
فصدّقوا ما ادلوا به .. وانتخبوا من يمثل شفافيتكم وقلبوكم المكسورة من سلطة تعفنت
ووفاتها المنية .. وحان وقت دفنها
وهي الحالة الوحيدة التي يتغير فيها المثل بحيث يصبح الضرب في الميت حلال.
هو الصمت الأخير قبل يوم الوطن الكبير…اليوم الذي سيقول فيه الشعب كلمته.
اليوم إستغناءٌ للمرشحين عن التصريحات وغداً إستفتاءٌ للمقترعين على الخيارات وصندوقة الإنتخاب هي الفيصل في إستحقاق مفصلي هو الأخطر في تاريخ لبنان الحديث على المستويات السياسية والإقتصادية والمعيشية… إستحقاق يجب أن تطغى فيهِ الثوابتُ الوطنيةُ الراسخة على الوعودِ الإنتخابيةِ الفارغة.
دقت ساعة عمل الماكينات الإنتخابية بقوتها القصوى تحفيزاً للقواعد الشعبية للمشاركة بعملية الاقتراع ورفع الحواصل وحصد الأصوات التفضيلية بعد ساعات أخيرة حافلة بالحملات والمهرجانات والمواقف الإعلامية التحشيدية لمعظم اللوائح والأحزاب والقيادات السياسية.
وبالتوزاي مع بدء تنفيذ الاجراءات الامنية والعسكرية في المراكز الانتخابية إكتملت التحضيرات اللوجستية لإتمام الاستحقاق الانتخابي في جو من الهدوء والاستقرار في مختلف الدوائر وتم تسليم صناديق الاقتراع الى المحافظات تمهيداً لتوزيعها على الأقلام.
إقتربت ساعة الحقيقة، وغدًا يختار اللبنانيون مجلسهم النيابي الجديد الذي ستُلقى عليه أدقُّ الملفات وأخطرُها: من المواكبة التشريعية لعمل السلطة التنفيذية في محاولة الإنقاذ، إلى الإستجابة لطلبات صندوق النقد الدولي كشرط لبدء التعافي، إلى استحقاق إنتخاب رئيس لمجلس النواب، إلى استحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
اقتربت ساعة الحقيقة بعد مسار كان محفوفُا بالألغام الموزعة من دون خارطةٍ تحدد مواقعها، وكان يمكن لأي لغم أن ينفجر في أي لحظة، خصوصًا أن موجة التشكيك رافقت بدء التحضير للإنتخابات من اليوم الأول:
من تحديد موعد الإنتخابات في 27 آذار ثم العودة عن هذا الموعد. على الإشكالية حول الدائرة 16 ونوابها الستة، إلى إحتجاجات السلك الديبلوماسي في الخارج، إلى إعتراضات الموظفين في الداخل، إلى عقدة عدم توافر الأموال ، إلى التشكيك بقدرة المؤسسة العسكرية وسائر القوى الأمنية على توفير الأمن والإستقرار.
بقي هذا التشكيك حتى اللحظة الأخيرة، لكنَّ الألغام بدأ تفكيكها تباعًا، خصوصًا بعد حماسة الإغتراب على المشاركة. فُكِّكَت المصاعب، وربما الذرائع المالية والديبلوماسية والإدارية، وأمنيًا أعطى قائد الجيش تعهده بتوفير الأمن والإستقرار للعملية الإنتخابية، وعملية الإنتشار التي أُنجِزَت اليوم أكبرُ دليل.
الأهم من كل ذلك، أن حكومة الرئيس ميقاتي التي تعهدت إجراءَ الإنتخابات وإنجازَ خطة التعافي ووضعَ الموازنة، نجحت نسبيًا، وأولُ نجاحاتها الإنتخاباتُ النيابية، فيما البندان المتبقيان لم يتحققا بعد.
رئيس الجمهورية، وفي خطوة تحدُث للمرة الأولى، يوجه كلمة إلى اللبنانيين يتناول فيها أهمية الإستحقاق الإنتخابي وضرورةَ مشاركة اللبنانيين فيه، نظرًا للدور المُناط بالسلطة التشريعية في الإستحقاقات المقبلة. عون وفي حديث إلى وكالة الأنباء القطرية، جدد إتهامه مَن وصفهم “بالنافذين في الحياة اللبنانية” بأنهم يحمون أناسًا مرتكبين، قائلًا: سأعمل خلال ما تبقى من ولايتي الرئاسية على تحقيق ما ناديتُ به، وفي حال لم يتَّسع الوقت لذلك، أكون على الأقل قد تركت خريطة طريق يمكن لمن سيخلِفني الإقتداءُ بها.