نصرالله: سلاح المقاومة لم يمنع من إصلاح الكهرباء.. وأميركا تعمل على تجويعكم!

لفت الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الى أن “سلاح المقاومة لم يمنع أحدا من إصلاح الكهرباء وبناء السدود ولم يقرر السياسات المالية المفجعة خلال العقود الماضية. أنتم هربتم أموال المودعين وسيدتكم أمريكا هي التي ساعدت جماعتها في تهريب هذه الأموال إلى الخارج، وأميركا هي التي تمنع الكهرباء عن لبنان حتى الآن وتمنع العالم من الاستثمار وتمنعكم ان تقبلوا أحدا يريد الاستثمار. أميركا هي التي سرقت أموال المودعين وتعمل على تجويعكم”.

وأشار خلال كلمته في المهرجان الانتخابي الذي نظمه الحزب في البقاع، الى ان “الشهيدة شيرين أبو عاقلة كانت شاهدة على جرائم العدو الإسرائيلي وعلى مظلومية الشعب الفلسطيني، وأول من يجب ان يشعر بالخزي والعار اولئك المطبعون من انظمة ونخب وافراد وحكومات، ودماؤها سقطت على ايدي ووجوه ونواصي الحكام”، لافتا الى أن “البعض حاول ان ينقل النقاش من جريمة خطيرة ارتكبها جنود العدو الى دين وانتماء شيرين ابو عاقلة لكن الرسالة الأقوى في شهادة هذه السيدة المظلومة انها مسيحية، و الرسالة أيضا أن الجميع بخطر من سياسات النظام الإسرائيلي العنصري واللاإنساني الذي لن يتبدل”.

واعتبر نصرالله أن “هدف المهرجان التعبير عن الدعم للائحة الامل والوفاء في دائرة بعلبك الهرمل ولائحة زحلة الرسالة في دائرة زحلة ولائحة الغد الأفضل في البقاع الغربي وراشيا. هذه اللوائح تتشكل من أخوة وأعزاء نرجو أن يصلوا إلى المجلس النيابي ليكون في خدمة وطنهم وخدمة البقاع العزيز”.

ورأى أن “هدف المتآمرين كان أن تنقلب بيئة المقاومة على المقاومة وأكثر منطقة كانت مستهدفة هي البقاع وخصوصا بعلبك الهرمل. حضوركم الكبير هو تعبير عن تمسككم بالمقاومة وإخلاصكم لها وأنتم أهل المقاومة وزندها وقبضتها وعقلها وعيونها وقلبها وعاطفتها وحضوركم في هذا المهرجان هو دليل ورسالة وجواب واضح. أشكر حضوركم وهو الحضور المتوقع وهو غير مفاجئ بل قد يفاجئ المتآمرين والذين راهنوا خلال السنوات الماضية على أن تنقلب بيئة المقاومة عليها. أكثر منطقة كانت مستهدفة بهذه المؤامرة كانت منطقة البقاع وخصوصا بعلبك الهرمل لأن المسألة لم تكن مسألة مطالب معيشية بل كانت شيئا آخر”.

وتابع: “حضوركم الكبير تعبير عن وفائكم وصدقكم وتمسككم بالمقاومة التي هي أنتم، أنتم جرحاها وعوائل شـهدائها وحضنها الدافئ وزندها وقبضتها وعيونها وعاطفتها، حضوركم هو دليل ورسالة وجواب واضح ان شاء الله”.

وأكد أن “البقاع وأهله كان دائما جزءا أساسيا في المقاومة تأسيسا وحضورا في الميدان وإسنادا ودعما وعلى أرضه حصلت المواجهة الأهم عام 1982 التي أوقفت تقدم العدو”.

وتوجه بالعزاء “لعوائل الشهداء في نبل والزهراء الذين يعملون في جيش الدفاع المحلي والذين سقط لهم اكثر من 10 شهداء اليوم شمال حلب”.

وأشار إلى أن “مقاومتنا انطلقت من تلال البقاع وسهل البقاع ومعسكرات البقاع وقلوب أهله وبصيرة عقولهم وعشقهم وتأييدهم ، هنا تاسست المقاومة الاسلامية واحتضنها الناس وتحملوا كل التبعات. نذكر في السنوات الأولى كانت العمليات تحصل في المنطقة المحتلة ورد الفعل الاسرائيلي يحصل في البقاع. لم يصدر صوت في البقاع وبعلبك الهرمل يقول كفى نحن لم نعد نتحمل بل احتضنوا وآووا ونصروا وآزروا، وهذا قمة الوفاء، ما يريدونه اليوم منكم هو ما كانت تريده اسرائيل من خلال قصفها يريدون منكم أن تتخلوا عن المقاومة وسلاح المقاومة ولكن القصف هو سياسي وإعلامي واقتصادي ومالي. الحصار، الضغوط، الاتهامات، التشويه هدفها ان تتخلوا عن المقاومة، وهذا هو العنوان الذي طرح في هذه المعركة الانتخابية”.

وقال: “لائحة طويلة من الشهداء سقطوا في بعلبك الهرمل والبقاع الغربي والأوسط، على أرض الجنوب من البقاع استشهد أغلى وأعز رجالكم السيد عباس الموسوي والسيدة أم ياسر الموسوي وفي حرب تموز كنتم حاضرون في هذه الحرب ورجالكم يشاركون في الجبهات أنتم حزب الله وأنتم المقاومة ولا يصح أن نقول أنتم مع المقاومة منذ أربعين عاما لم تبخلوا بدم ولا بعزيز ولا بشئ وكانت المقاومة خياركم وعزمكم وبصيرتكم، يا أهل البقاع ما هو ردكم على كل الذين يتآمرون على المقاومة وسلاحها؟ هؤلاء يتآمرون على تضحياتكم وعلى انتصاراتكم ويجب أن يكون جوابكم بهذا المستوى أيضاً”.

وأضاف: “يجب أن نتذكر الذين وقفوا إلى جانب لبنان أي سوريا وإيران وهما جزء اليوم من الحملة الانتخابية ويجب ان نتذكر من وقف الى جانب اسرائيل وساندها وفي مقدمهم أميركا وبعض الدول العربية من تحت الطاولة. يجب أن نتذكر من كان جزءا من جبهة العدو واليوم يتحدث عن الحرية والاستقلال، الجيش اللبناني مُنِع بقرار سياسي من مواجهة الجماعات الارهابية في الجرود، في معركة الجرود هناك من منع الجيش من المواجهة، هؤلاء لو كانوا أكثرية في أي حكومة لن يجرؤوا يوما على اتخاذ قرار ليرد الجيش اللبناني على أي عدوان، هؤلاء أرسلوا الوفود وعقدوا المؤتمرات الصحفية هل تنسون ذلك؟ أسألكم وارجعوا إلى ضمائركم، قيادات بعض الأحزاب المسيحية التي راهنت على الجماعات المـسلحة ومنعت الجيش أن يقاتل هل فكرت بكم؟ بدمائكم؟ ببيوتكم بأموالكم بأعراضكم بأمنكم بكرامتكم؟ أنا أقول لكم لم يفكروا. عليكم أن تحسموا فإما أن تكونوا مع من يدافع عنكم أو مع من يتآمر عليكم هل تكونوا مع اليد التي حملت البندقية لتدافع عنكم أو مع من قدمها للجماعات المسلحة للهجوم عليكم؟ وهم موجودون في اللائحة الأخرى”.

وأردف نصر الله: “في كل مكان حضرنا فيه بقوة استطعنا أن نكون فيه أكثر بخدمة الناس، نحن من الذين اذا تولينا مسؤولية وزارة لا نأخذ منها مالا بل ننفق فيها مالا من أجل رفع مشاكل المنطقة وتطويرها وفي مختلف الملفات التي يواجهها الناس لا بد من الدولة العادلة والقادرة. أي الرعاية الاهتمام بكل المناطق، نحن بإمكاناتنا الذاتية بذلنا ونبذل جهودا كبيرة لكن المشوار ما زال بعيدا والطريق طويلة، نعدكم على مشروع استراتيجي لكل البقاع وهو مشروع النفق الذي يصل بيروت بالبقاع وهو مشروع قديم، النفق هو بمثابة اتوستراد داخل النفق وهناك مشروع سكك حديدية الى جانب الاتوستراد ومشاريع أخرى بناء على ما بدأه وزير الأشغال الحالي وهو ابن البقاع، من اتصالات مع سفارات دول وشركات خاصة وقد تحدث مع ايطاليين وفرنسيين وصينيين ومصريين واتراك وإيرانيين وهذا المشروع يجب ان يتابع من قبل النواب الذين سيمثلون البقاع في المجلس الجديد. مشروع النفق له فوائد عدة في اختصار الوقت وفي النقل ويعيد موقع مرفأ بيروت الى موقعه الاستراتيجي في المنطقة، وسنبذل المزيد من الجهود التي تتركز على المشاريع الزراعية وعلى التصريف الزراعي وهذا أمر على درجة عالية من الأهمية”.

وقال : “في الحملات الانتخابية سمعنا الكثير من الأمور المضحكة وهذا يؤشر إلى مستوى الخفة والانحطاط الأخلاقي والفكري عند بعض من يقدمون أنفسهم قادة ويريدون حل الأزمات. أحدهم مسؤول عن اختفاء 11 مليار دولار وعن السياسات الاقتصادية التي أدت الى الأزمات الحالية ويقول أن طريق الإنقاذ يبدأ من تحرير الدولة من حزب الله، وأحدهم مشروعه الانتخابي بأنه يريد تحرير الامام الحسين من الشيعة، و”لك يا أجدب” انت تستطيع أن تأخذ الحسين من قلوبنا؟ نحن نبكي الحسين بحرارة القلوب والعيون، وآخر يريد أن يحرر نساء المسلمين من الحجاب وأن يسير اللبنانيين عراة. هذا مستوى المعركة السياسية اليوم. بدل أن يتحدثوا عن الشهيد الأول والثاني وحسن كامل الصباح وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، يتحدثون أن هوية لبنان هي السباحة والرقص ويريدون الحفاظ عليها،هذا تضليل واستغباء للناس”.

وأشار إلى “معلومات من كل الدوائر عن رشاوى بمبالغ مالية تصل إلى 500 دولار لحجب الصوت عن لوائحنا”.

وطالب من شكل لوائحه الانتخابية في السفارة الأميركية بأن “يطالب واشنطن باسترجاع أموال المودعين المهربة”.

وأضاف: “سمعنا أنه في 15 أيار سنكسر هذا الإصبع، أنا أعرف أن هذا الإصبع يغيظ أميركا والتكفيريين وأعداء لبنان، ما هي مشكلتهم مع هذا الإصبع؟ قيمة هذا الإصبع الذي يخوضون معاركهم لكسره هي أنه يمثل أصابعكم الضاغطة على الزناد، ويستند على شرفكم وانتمائكم وإخلاصكم، هذا الإصبع يعبر عن خياراتكم السياسية التي ترفض الذل والخضوع والهوان، هذا الاصبع الذي يغيظهم هو الذي افرح جمهور المقاومة واغاظ إسرائيل وهزمها. وحتى يبقي هذا الإصبع مرفوعا هو وأصابعكم في 15 ايار والبصم بالحبر، أما الدم سيبقى يحمي الوطن ويحرس أبوابه، وقد علمت أن اسمي مكتوب على لوائح الشطب في قريتي في البازورية في الجنوب، لكن لا يمكنني ان انتخب. الذي يحمي هذا الاصبع ويبقيه مرفوعا وعلامة لالحاق الغيظ في قلوب كل الاعداء هو أصابعكم في 15 أيار”.

وختم نصرالله: “حضوركم الكبير اليوم أدخل الخوف والرعب الى قلوب الاسرائيليين وادخل الغيظ وزاد هؤلاء حقدا. أنتم في 15 أيار مطلوب منكم صوتكم وبصمتكم الشريفة بالحبر وليس بالدم، دعوا الدم لتسييج الوطن بحدوده الجنوبية والشرقية وأنتم حراس كل أبوابه، وانتم أهل الخيار ان شاء الله”.