| فرح سليمان|
في أول استحقاق بلدي منذ عامين، وأول محطة انتخابية محلية في عهد الرئيس جوزاف عون، فتحت صناديق الاقتراع أبوابها صباح الأحد في محافظة جبل لبنان، إيذاناً بانطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية في الأقضية الستة: المتن، كسروان، جبيل، الشوف، عاليه وبعبدا، وسط أجواء هادئة نسبياً وحضور أمني كثيف منذ ساعات الفجر.
العملية الانتخابية التي استُثنيت منها البلدات التي حُسمت بالتزكية، تواصلت حتى ساعات بعد الظهر، مع تفاوت ملحوظ في نسب المشاركة بين قضاء وآخر، حيث بلغت نسبة الاقتراع الإجمالية 40.43% عند الساعة الخامسة والنصف، وفق وزارة الداخلية، في وقت تقدمت فيه كسروان بنسبة بلغت 53.01%، فيما سجل المتن الشمالي أدنى نسبة إقبال بـ32.41%.
ورغم الهدوء العام الذي طبع اليوم الانتخابي، شهد مركز الاقتراع في جديدة – المتن وتحديداً القلم السني، ازدحاماً كبيراً منذ ساعات الصباح، ما أدى إلى توتر وتلاسن بين بعض الناخبين والقوى الأمنية، نتيجة الضغط والبطء في آلية التصويت، وسط تسجيل عدد كبير من المقترعين في هذا القلم وحده، تجاوز 1500 ناخب بينهم 762 امرأة، وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر، أدلت حوالي 240 سيدة فقط بصوتها، بينما بقي العشرات في طوابير الانتظار.
المشهد دفع محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي إلى التدخل ميدانياً، حيث أشار إلى أن الحل المثالي يكمن في تقسيم بعض الأقلام، خصوصاً في جديدة – المتن، لكنه لفت إلى أن ذلك غير ممكن خلال اليوم الانتخابي نفسه، مكتفياً بإعطاء التعليمات لتسهيل العملية وتفادي أي تفاقم في الضغط.
وعلى الرغم من هذه الإشكالية، أكد مكاوي أن العملية الانتخابية تسير بشكل ممتاز، وأن الأمور تحت السيطرة، معتبراً أن تقييم الأداء يعود للناس أنفسهم، متمنياً أن تفرز صناديق الاقتراع مشهداً بلدياً جديداً قائماً على التنمية والخدمة العامة.
في المقابل، لم تخلُ العملية الانتخابية من شبهات الفساد، إذ أعلن مكتب وزير الداخلية أحمد الحجار عن تلقي غرفة العمليات المركزية 12 شكوى تتعلق برشاوى انتخابية في عدد من بلدات المحافظة، وقد أُحيلت جميعها إلى القوى الأمنية والقضاء المختص للتحقيق والمتابعة القانونية.
هذا وقد تميزت الانتخابات بتدابير أمنية مشددة نُفذت منذ ساعات الليل الأولى، بإشراف الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لضمان حسن سير العملية ومنع أي إشكالات أو خروقات تعكر صفو اليوم الانتخابي، الذي يُعد اختباراً مفصلياً لمسار الاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها الانتخابات النيابية المنتظرة في العام المقبل.
مع نهاية هذا اليوم الطويل، أعادت صناديق جبل لبنان شيئاً من الحياة الديمقراطية إلى الواجهة، في مشهد ينتظر ترجمته لاحقاً على مستوى البلديات، بين من سيستكمل ما بدأه سابقاً ومن سيحمل راية التغيير المحلي المنتظر.














