
ذلك الجندي كان هيو لانجي، المترجم الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ثم خليفته كليمنت أتلي، أثناء مشاركتهما في مؤتمر بوتسدام في صيف عام 1945، وقد رافق الجيش السوفيتي الذي كان يسيطر على العاصمة برلين بعد اجتياحها من قبل 2.5 مليون جندي روسي، وذلك بحسب «dailymail».
تفاصيل موت هتلر وإيفا براون في قبو برلين

بحلول 30 نيسان، كان الجيش الروسي قد اقترب من وسط برلين، ومع دوي أصوات القصف فوق الأرض، قرر هتلر (56 عاماً) وإيفا براون (33 عاماً)، التي تزوجها قبل يوم واحد فقط، إنهاء حياتهما، أطلق هتلر النار على رأسه، بينما تناولت براون كبسولة سيانيد.

ثم تم سحب جثتيهما إلى حديقة مستشارية الرايخ، حيث تم حرقهما بالبنزين ودفنهما بشكل سريع، وعثر الجنود السوفييت على بقايا الجثتين، ما أثار موجة من نظريات المؤامرة التي استمرت لعقود.
ماذا رأى الجندي البريطاني داخل القبو؟

قال لانجي في مقابلة عام 2005 مع صحيفة الأوبزرفر: “كان المكان رطباً ونتناً، مليئاً بالملابس المتسخة – مكان كئيب ومروع تفوح منه رائحة فظيعة، ومع ذلك كان ذلك لحظة تاريخية مهيبة”.
رأى لانجي “كومة من الرماد وأشياء مبعثرة”، وأخبره ضابط سوفيتي بأنها بقايا “هتلر وعشيقته”، وأضاف أنه رأى غرفة طبية تحوي رف أعشاب مليء بالقوارير الزجاجية التي يُعتقد أنها كانت تحتوي على أدوية وسموم، وغرفة أخرى أشبه بمكتبة تحتوي على موسوعة بروكهاوس التي كان يملكها هتلر.

حصل لانجي على إذن بأخذ تذكار، فاختار أحد مجلدات الموسوعة، كما أخذ لاحقاً قطعة من مكتب هتلر المصنوع من الرخام، وملفاً يخص مشاركته في معرض تجاري عام 1937.
ما الذي حدث لجثث هتلر وبراون بعد وفاتهما؟

لم تُحرق الجثتان بالكامل، وتمكنت القوات السوفيتية من العثور على البقايا وإجراء تشريح بقي سرياً لعقود، وعلى الرغم من تقارير شهود العيان، زعم الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين لاحقاً أن هتلر لا يزال على قيد الحياة، مما غذّى نظريات المؤامرة حول هروبه إلى الأرجنتين.
لكن دراسات لاحقة، بما في ذلك كتاب المؤرخ البريطاني لوك دالي-غروفز “وفاة هتلر: الحُجج ضد نظرية المؤامرة” (2019)، أثبتت أن تلك المزاعم غير صحيحة، فقد طابقت الفحوصات السوفيتية سجلات الأسنان وأشعة الفك الخاصة بهتلر مع البقايا التي تم العثور عليها في برلين.
كما أجرى المؤرخ البريطاني هيو تريفور-روبر تحقيقاً فورياً عام 1945 لصالح الاستخبارات البريطانية، وأكد عبر شهادات الحاضرين داخل القبو أن هتلر وبراون قد انتحرا بالفعل.
الدليل القاطع من البحوث الألمانية

في كتابه الجديد “الموت يسير فوق الجثث”، أكد الطبيب الشرعي الألماني كلاوس بوشل أن هتلر توفي عام 1945 بلا أدنى شك، وأوضح أن زعيم الرايخ تناول كبسولة سيانيد ثم أطلق النار على نفسه بمسدس والثر PPK، مضيفاً أن سجلاته السنية تطابقت مع الجمجمة المحترقة التي تم العثور عليها.

كما كشف الكتاب أن جهاز الـ KGB السوفيتي أخفى رفات هتلر لسنوات، ودفنها في ألمانيا الشرقية، قبل أن يُحرق ما تبقى من عظامه يوم 5 أبريل 1970 ويتم نثر رماده في جدول مائي بمدينة ماغديبورغ.
زيارة هيو لانجي لقبو هتلر في برلين كانت لحظة فارقة في التاريخ، وثّق فيها نهاية أحد أكثر الطغاة شهرة في القرن العشرين، ورغم استمرار نظريات المؤامرة، فإن الأدلة العلمية والشهادات المباشرة تؤكد أن أدولف هتلر مات في 30 نيسان 1945، تحت الأرض، وسط رماد الهزيمة التي كان هو سببها.
من هو أدولف هتلر؟
كان أدولف هتلر القائد (الفيورر)، أو ديكتاتورًا بلا منازع، لألمانيا منذ وصوله إلى سدة الحكم عام 1933 حتى 30 نيسان 1945، عندما انتحر في مخبئه في برلين.
ولد في النمسا في عام 1889، وكان في البداية غير ناجح في الحياة، وأصبح شبه مشرّد في فيينا قبل الحرب العالمية الأولى. فر من النمسا عام 1913 وخدم في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى.
ثم أصبح زعيمًا لحزب العمال الاشتراكي الألماني اليميني المتطرف (المعروف باسم الحزب النازي) في أوائل العشرينات.
تبنّى هتلر، وهو متحدث كاريزمي، القومية الراديكالية ووجهات النظر المعادية للسامية التي تستند بشكل كبير إلى المفهوم الخاطئ بأن اليهود كانوا مسؤولين عن هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وأنه ستتم استعادة عظمة ألمانيا من خلال القضاء على اليهود وغيرهم من الأجناس المنحطّة إضافة إلى المعارضين السياسيين للنازية والعناصر الأخرى غير المرغوب بها في المجتمع.
تم عرض أيديولوجية هتلر الأساسية في كتابه، Mein Kampf (كفاحي)، الذي نشر في
1925-26، والذي بدأ كتابته في السجن بعد فشله في انقلاب بير هول في تشرين الثاني 1923.














