أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال تجمع جماهيري حاشد في ولاية ميشيغن، أن “العصر الذهبي لأميركا قد بدأ”، متعهداً بالقضاء على الدولة العميقة واستعادة “عظمة” الولايات المتحدة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الثلاثاء في تجمع جماهيري بمدينة وارن، ولاية ميشيغان، ضمن فعاليات الأيام المائة الأولى من ولايته الرئاسية الثانية. وتضمنت وعودا سياسية واقتصادية وانتقادات الحادة لخصومه.
وقال ترامب: “نحتفل اليوم بمرور 100 يوم ناجحة على تشكيل أفضل حكومة في تاريخ بلادنا. سنقضي على التضخم وهدر المليارات وسنستعيد عظمة أميركا”.
وأضاف أن حكومته تعمل على إعادة شركات صناعة السيارات إلى ولاية ميشيغن، وتعزيز الصناعة الوطنية.
وشدد ترامب على أن شعاره سيبقى “أميركا أولا وليس الصين أولا”، مؤكدا أن إدارته تعمل على تقوية الجيش وحماية الحدود، قائلا: “أميركا تحت رئاستي لم تعد دولة يستطيع المجرمون دخولها”.
وأشار إلى أن نسبة عبور المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود الجنوبية تراجعت بنسبة 99.9%، قائلا إن “3 فقط عبروا خلال 100 يوم”، كما اتهم الديمقراطيين واليساريين بـ”السماح لآلاف المجرمين بدخول البلاد”، في حين قال إن نائب الرئيس السابق كمالا هاريس “لم تتحدث لأي مسؤول في الهجرة على مدى 4 سنوات”.
وأكد أنه وقع أوامر تنفيذية لترحيل المهاجرين غير النظاميين فور توليه المنصب، مستخدما قانون “الأعداء الأجانب”، قائلا: “من رحلناهم مجرمون، ولو تركناهم لكنا نعيش في جحيم”.
وفي الشأن الاقتصادي، قال ترامب إن إدارته نجحت في خفض أسعار البيض والسلع الأساسية والوقود والأدوية، متهما وسائل الإعلام “الكاذبة” مثل “سي إن إن” بعدم الاعتراف بهذه الإنجازات. كما انتقد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، واصفا أداءه بأنه “ضعيف”.
كما أكد أن استطلاعات الرأي تظهر حصوله على تأييد 44% من الأميركيين، لكنه زعم أن النسبة الحقيقية تصل إلى 60% لولا ما وصفه بـ”التحيز الإعلامي واستطلاعات الرأي غير الدقيقة”.
وهاجم ترامب سياسة إدارة بايدن، قائلاً إنه أوقف خطة دعم السيارات الكهربائية، وفرض رسوما جمركية على واردات السيارات من أجل إعادة المصانع إلى الولايات المتحدة وخلق فرص عمل جديدة.
وأضاف: “أحب أن أطلق على جو بايدن لقب (جو النائم)… ولا أنام الليل بسبب التفكير في كيفية هزيمة الصين”، مشددا على رفضه التام لاستخدام “طواحين الهواء السخيفة” كمصدر للطاقة، مفضلا الفحم الحجري.
وقال ترامب: “لن نسمح لحفنة من الشيوعيين وبعض القضاة اليساريين بوقف مهمتنا في إعادة الأمن والكرامة للولايات المتحدة”.
وأكد الرئيس الأميركي أن فوز كامالا هاريس، ممثلة الحزب الديمقراطي، في انتخابات تشرين الثاني 2024 كان سيحول الولايات المتحدة إلى “دولة فاشلة من دول العالم الثالث”.
وحذر ترامب من أن انتصار الديمقراطيين سيتيح دخول عشرة ملايين مهاجر جديد إلى البلاد، بالإضافة إلى منح العفو لما بين 30 إلى 40 مليون شخص دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وأضاف: “لن يستغرق الأمر سوى بضع سنوات أو أشهر قبل أن تتحول أميركا إلى دولة فاشلة من العالم الثالث. لو كان الأمر بيدهم، لعشنا في جحيم من جحيم العالم الثالث. هذا بالضبط ما يريدونه”.
وتعهد الرئيس الأميركي بإعادة هيكلة التجارة الدولية بما يخدم الطبقة الوسطى الأميركية، وبتحقيق انتعاش صناعي واسع النطاق داخل الولايات المتحدة.
وقال ترامب: “نريد من شركات صناعة السيارات الأجنبية أن تفتح مصانعها هنا داخل الولايات المتحدة”، مؤكدًا عزمه رفع الرسوم الجمركية على بعض السلع مثل غسالات الملابس إلى 100% لحماية الصناعة الوطنية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة “كانت تخسر 5 مليارات دولار يوميا في تجارتها الدولية”، مضيفا أن “الصديق قبل العدو كان يستغلنا، وكانت الصين أكثر دولة سرقت منا فرص عمل”، في إشارة إلى ما وصفه بتقاعس الإدارات السابقة عن مواجهة السياسات التجارية المجحفة.
وأكد أن كندا والمكسيك استحوذتا على نسبة كبيرة من الصناعة الأميركية، موضحاً أن “كندا أخذت منا فرص عمل كثيرة، فيما سلبت المكسيك 33% من صناعة السيارات لدينا”.
وشدد ترامب على أن إدارته تركز على حماية الطبقة الوسطى وليس “الطبقة السياسية”، مضيفا أن الشركات الكبرى بدأت بالفعل ضخ استثمارات غير مسبوقة في الاقتصاد الأميركي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “شركة آبل ستستثمر 500 مليار دولار، وكذلك شركة إنفيديا، فيما خصصت أمازون 200 مليار دولار للاستثمار”.
واعتبر ترامب أن ما تم إنجازه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من رئاسته يفوق ما حققته إدارات سابقة خلال ثمانية أعوام، مشددا على أن الإصلاح الاقتصادي يسير بوتيرة غير مسبوقة.
ودافع ترامب عن وزير الدفاع بيت هيغسيث، متهمًا وسائل الإعلام التي وصفها بـ”الكاذبة” بمحاولة تشويه سمعته.
وختم تصريحاته بالإشادة بالملياردير إيلون ماسك، قائلا: “ماسك وفر 150 مليار دولار من النفقات العامة، وهذا مثال على ما يمكن أن يفعله الابتكار الأمريكي الحقيقي”.
وأكد أن واشنطن مستعدة لإبرام اتفاق تجاري مع الصين، شريطة ألا يؤدي ذلك إلى خسائر سنوية بمقدار تريليون دولار كما حدث خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وقال: “نحن نريد اتفاقا، وهم أيضا يريدونه. ولكن هذا الاتفاق يجب أن يكون عادلا. لن نخسر تريليون دولار سنويا كما حدث في عهد بايدن”.
وكان ترامب قد أعلن في الثاني من نيسان فرض رسوم جمركية على منتجات قادمة من 185 دولة ومنطقة، مع استثناء روسيا من القائمة. وقد بدأ تطبيق رسوم شاملة بنسبة 10% اعتبارا من 5 نيسان، تلتها رسوم فردية في 9 نيسان.
ولاحقا، أعلن ترامب تعليق بعض الرسوم لمدة 90 يوما في إطار مفاوضات تجارية جارية، مع الاستمرار في فرض “تعريفة عالمية” موحدة بنسبة 10%.
وفي إطار التصعيد مع بكين، رفعت الإدارة الأميركية الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 125%. كما أُضيفت تعريفة بنسبة 20% على دول مثل كندا والمكسيك، بزعم تقصيرها في مكافحة تهريب مادة الفنتانيل إلى الولايات المتحدة. وبلغ إجمالي الرسوم الأميركية المفروضة على البضائع الصينية نحو 145%.
وردا على ذلك، رفعت الصين بدورها الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية إلى 125% اعتبارا من 12 نيسان.
وكان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، قد حذر خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة “بريكس” في ريو دي جانيرو من أن التنازلات المقدمة لواشنطن لن توقف مطالبها المتزايدة. فيما دعا المتحدث باسم الخارجية الصينية، الولايات المتحدة إلى وقف سياسة الضغط الجمركي، والعودة إلى طاولة الحوار على أساس المساواة والاحترام المتبادل.














