/ مرسال الترس /
هل “انفخت دفّ تيار “المستقبل” وتفرّق عشّاقه إلى غير رجعة؟ أم أن هناك ضابط إيقاع يعمل بإتقان لدوزنة أوتار مستقبل “المستقبل”، للملمة ما تبقى من الزلزال الذي صدّع “التيار الأزرق” الذي حكم لبنان منذ مطلع التسعينات حتى الأمس القريب، حين أعلن زعيمه النائب سعد الحريري عزوفه عن العمل السياسي والانتخابي لـ “ظروف قاهرة” أملت عليه هذا الانكفاء، وحالت دون أن يبق أية بحصة!
الحديث عن التشرذم ليس إبن ساعته، بل هو حالة تراكمية بدأت بكوادر محورية، أمثال الفضل شلق وسواه، إمتداداً إلى اللواء أشرف ريفي الذي أصبح وزيراً سابقاً، مروراً بنواب عكار الذين انقلبوا على تمنيات الوريث، وأحد أبرز الذين تولوا مهمات قيادية في التيار النائب السابق مصطفى علوش، من دون نسيان الوزير والنائب السابق نهاد المشنوق، وصولاً إلى رئيس الحكومة السابق وأحد “عظام الرقبة” فؤاد السنيورة المتشبث بمقولة أن الرئيس الحريري لم يدعُ للمقاطعة.
مناسبة هذا العرض ليست حالة عابرة، بل انطلقت مساء الثلاثاء من “وشوشات” على ألْسِنة مصادر موثوقة ووصلت إلى آذان موقع “الجريدة”، ومضمونها أن الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري، إبن عمة الرئيس سعد الحريري، أوعز في الساعات الماضية إلى من يدور في فلك التيار من الطائفة السنية في الدائرة الثالثة في الشمال، المتعارف على تسميتها بـ”دائرة الشمال المسيحي”، والتي تضم أقضية زغرتا، بشري، الكورة والبترون، بوجوب التصويت يوم الأحد المقبل في 15 أيار، لصالح لائحة “شمال المواجهة” التي تضم رئيس حركة “الاستقلال” النائب المستقيل ميشال معوض والمرشح مجد بطرس حرب الذي تبنى ترشيحه حزب “الكتائب”.
بعض الأوساط شككت بأن يُقدم ابن الست بهية على خطوة بهذا المستوى من دون ضوء أخضر من الرئيس الحريري، وأوساط أخرى لم تستبعد الكلام من منطلق ان زيارات “الشيخ أحمد” في مثل هذه الظروف إلى الولايات المتحدة الأميركية ليس مستغرباً أن تُشبك خيوط باتجاه معوض و”الكتائب” اللذين يغردان عالياً في الأجواء الأميركية.
أما الفريق الثالث من الأوساط، فقد دعا إلى انتظار ما قد يقوله رئيس تيار “المستقبل” بنفسه قبل نهاية الأسبوع، سلباً أو إيجاباً، إذا صدقت التوقعات بأنه ستكون له إطلالة قبل الانتخابات، الأمر الذي نفته أوساط مقربة منه.
أما بعض الذين يدّعون الحرص الشديد على التيار الذي أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فقد سمحوا لأنفسهم بالقول إن “أنانية” الشيخ سعد هي التي أوصلت الأمور الى ما وصلت اليه، وبخاصة أنه أكثر العارفين بالتشابكات الإقليمية والدولية التي قد تكون فعلت فعلها في أذن أحمد الحريري لينقذ ما يمكن إنقاذه، ليس بما ينحصر الرئيس الحريري فقط، وإنما بتياره ككل، ومدى تأثيره في صفوف الطائفة السنية على الأرض اللبنانية، والتي باتت التدخلات والتداخلات في أمورها من البديهيات التي إذا لم تحصل، تدفع للتساؤل: لماذا لم تحصل؟