شهدت بورتوريكو انقطاعاً كهربائياً شاملاً، في ثاني حادثة من نوعها خلال أربعة أشهر فقط، مما أثار موجة جديدة من الاستياء بين السكان الذين يعانون منذ سنوات من نظام طاقة متدهور.
ووفقاً للسلطات المحلية، بدأت الأزمة عند ظهيرة يوم الأربعاء بتعطل مفاجئ في نظام الطاقة، تسبب في انقطاع التيار عن معظم أنحاء الجزيرة.
وذكرت شركة “لوما إنرجي”، المشغلة لشبكة الكهرباء، أن عملية الإصلاح قد تستغرق ما بين يومين إلى ثلاثة أيام لاستعادة الخدمة لنحو 90% من المشتركين.
وأوضحت الشركة أن الانقطاع نتج عن سلسلة من الأعطال المتتالية، بدأت بخلل في نظام الحماية الكهربائي، تلاها تداخل نباتي مع خطوط نقل الطاقة في المنطقة الشمالية، وأكدت “لوما” أن فرقها تعمل حاليا على إعطاء الأولوية للمرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الطبية.
من جهته، وصف النائب الأميركي ريتشي توريس الوضع بأنه “عار وطني”، مشيراً إلى أن أكثر من 400 ألف مواطن أميركي في بورتوريكو ما زالوا يعانون من انقطاع الكهرباء في القرن الحادي والعشرين، رغم دفعهم بعضاً من أعلى فواتير الكهرباء في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الانقطاع كحلقة جديدة في سلسلة الأزمات الكهربائية التي تعاني منها الجزيرة منذ إعصار ماريا المدمر عام 2017، والذي دمر معظم شبكة الطاقة، ولم تنجح الجهود المتتالية لإصلاح النظام القديم في إنهاء معاناة السكان.
وكانت الجزيرة قد شهدت انقطاعاً شاملاً مماثلاً ليلة رأس السنة الماضية، مما أثار موجة احتجاجات ضد شركة “لوما” التي تولت إدارة الشبكة منذ 2021، وتواصل الشركة تأكيد التزامها بتحسين النظام، بينما يطالب السكان والمشرعون الأميركيون بحلول جذرية لأزمة الطاقة المزمنة.
وقالت الحاكمة جينيفر غونزاليس، التي كانت خارج الجزيرة أثناء الحادثة، إن “فرق العمل تعمل على مدار الساعة لحل المشكلة، لكن العديد من الخبراء يحذرون من أن النظام الكهربائي في بورتوريكو يحتاج إلى إصلاحات هيكلية كبرى وتمويل ضخم لضمان استقراره، خاصة مع تزايد وتيرة الكوارث الطبيعية بسبب تغير المناخ”.
