حملات تهويلية وتسريبات بالجملة رافقت وصول نائبة موفد ترامب الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس الى بيروت للقاء المسؤولين الذين اعدوا موقفا موحدا لابلاغه الى الموفدة الاميركية بعدم قدرة لبنان على التطبيع مع العدو الاسرائيلي والجلوس الى طاولة واحدة وتحمل نتائج هكذا قرار على سلمه الاهلي ووحدته واستقراره، وستعقد اورتاغوس اجتماعات صعبة مع الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام كما تلتقي نواب التغيير وجمعيات مدنية، لكن الانظار متجهة الى عين التينة تحديدا وما ستبلغه الى الرئيس بري وما سيتضمن رده على الشروط الاميركية المستحيلة، وقد سبق وصول الموفدة الاميركية سريان معلومات عن قيام الجيش الاسرائيلي بإجراء اتصالات مباشرة بمراكز حزبية رئيسية في عدد من المناطق والتهديد بقصفها.
وفي معلومات صحيفة “الديار”، ان اورتاغوس ستطرح على المسؤولين برنامج عمل يتضمن تحديد تواريخ نهائية فيما يتعلق بالبدء بنزع سلاح حزب الله والاجتماعات المباشرة مع العدو الاسرائيلي، وبالتالي فان الموفدة الاميركية تطلب من لبنان الانتحار والاستسلام، والمفاوضات عندها تخطت الانسحاب من التلال الخمس وترسيم الحدود واعادة الاعمار الى طرح التطبيع الكامل والشامل، وهناك مساران متلازمان للتنفيذ، دبلوماسيا عبر واشنطن وعسكريا عبر تل ابيب، هذا هو العنوان الاساسي لزيارتها والباقي تفاصيل، وبالتالي فان لبنان مطوق بشبكة من حقول الالغام الاميركية والاسرائيلية، ومن رابع المستحيلات القبول في هذه الطروحات لنتائجها الكارثية على البلد ووحدته.
وحسب المتابعين للاوضاع الداخلية، فان الامور لن تتغير في المستقبل القريب في لبنان على مختلف الصعد، مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية برا وبحرا وجوا واخرها على صيدا، ولا خطوط حمراء امام التحركات الاسرائيلية التي قد تتطور مستقبلا الى عمليات إنزال واجتياحات وخطف قيادات ومسؤولين من قلب العاصمة وكل المناطق اللبنانية بغطاء أميركي شامل وعجز اوروبي وعربي لم يسبق ان وصل الى هذه الدرجة من الضعف والتراجع امام الشروط الاسرائيلية التي تستبيح لبنان والمنطقة، والهدف منها ايضا ضرب القطاع السياحي وموسم الاصطياف المحرك الايجابي الوحيد للاوضاع المالية وتجميد البلد ودفع الناس الى الاحباط والقبول بالطروحات الاسرائيلية مستغلين ايضا الانقسامات الداخلية حول هذه العناوين في الشارع وداخل الحكومة وبين المسؤولين.
وفي معلومات مؤكدة، ان ادارة مطار بيروت الجديدة اتخذت المزيد من الاجراءات و القرارات والمناقلات لتقليص نفوذ حزب الله، وطالت قرارات التغيير مدراء وموظفين ورؤساء اقسام بالاضافة الى توقيفات عن العمل وانهاء التراخيص والعقود لعدد كبير من العاملين في مجالات نقل المسافرين والحقائب الى الطائرات وفك العقود مع بعض الشركات، بالتزامن مع اجراءات للأجهزة الامنية وتبديلات في صفوف الضباط والعناصر وتحديدا في اقسام التفتيش، وهذه الاجراءات شملت جميع المرافئ وتحديدا مرفأ بيروت بالاضافة الى المعابر البرية، وكان الرد الاميركي «غير كافية» والمطلوب اكتر وأوسع واشمل.
وفي المعلومات ايضا، ان المسؤولين اللبنانيين وضعوا قادة أجهزة دول عربية واوروبية وواشنطن في نتائج تحقيقات الأجهزة الأمنية بالنسبة للصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه اسرائيل وعدم علاقة حزب الله بالقصف، وسيقدمون ايضا لنائبة الرئيس الاميركي نتائج التحقيقات مع الموقوفين في هذه القضية وعدم علاقة حزب الله فيها، ورغم عدم اتهام اورتاغوس للحزب بشكل مباشر باطلاق الصواريخ والإشارة الى منظمات «إرهابية» لكنها اصرت في كل اتصالاتها بالمسؤولين اللبنانيين على تحميل حزب الله كامل المسؤولية عن الأحداث التي وقعت في لبنان وابلاغ المسؤولين القرار الاميركي الواضح بتغطية الحرب الاسرائيلية على حزب الله حتى نزع سلاحه وضرورة مباشرة الحكومة التنفيذ وتحمل مسؤوليتها، ولن تقبل واشنطن في غير هذا المسار، وهي قدمت ما يمكن ان تقدمه للبنان والباقي من مسؤولية الحكومة.
لكن الأخطر حسب المصادر العليمة، ان تتزامن الدعوات الخارجية للتطبيع مع دعوات داخلية نيابية وحزبية وشعبية الى ملاقاة هذا الخيار والقبول به، ورغم ان الدعوات ما زالت خجولة وحذر منها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لكن تصريح النائب وليد البعريني والذي رفضه الشارع اللبناني شكل البداية في هذا الاطار، مع تاكيد المصادر، بان الدعوات للتطبيع قد تتزايد في القريب العاجل، وتركز الإدارة الأميركية في هذا المجال على البيئة الشيعية واستغلال بعض التصاريح والمقالات التي صدرت من بعض المثقفين الشيعة الذين سوقوا للتطبيع و«اللجان التقنية المباشرة» بين لبنان وإسرائيل، وتسعى واشنطن ودول خليجية الى توسيع «البيكار الشيعي» المناهض لحزب الله ورعايته ودعمه للتحرك بلديا ونيابيا، وهناك اجتماعات دورية لمثقفين شيعة من بقايا اليسار وبعض الاكاديميين وزوار السفارات لتشكيل اطار مناهض لحزب الله وحركة امل واطلاقه في القريب العاجل تمهيدا للبدء بالنشاطات والمهرجانات في قلب المناطق الشيعية مع قيادة حملة اعلامية تسويقية لهذا الطرح، ورغم كل الجهود المبذولة في هذا الاطار لكن النتائج لم تكن كما كان متوقعاً.














