الحوثي: استباحة العدو للدم اللبناني استمرار لنهجه العدواني بدعم أميركي

أكد قائد حركة “أنصار الله” اليمنية، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يمثل واحدة من أبشع الجرائم الوحشية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن ما يجري هو إبادة جماعية ممنهجة تمارس على مرأى العالم وبدعم أميركي صريح ومكشوف.

وقال الحوثي في خطاب متلفز إن “العدو الإسرائيلي استأنف عدوانه على غزة منذ أكثر من نصف شهر بنفس الوحشية التي مارسها على مدار 15 شهراً، مستخدماً القنابل الأميركية الفتاكة ضد المدنيين العزل في خيامهم وأطلال منازلهم المدمرة”.

وأشار إلى أن المنظمات الدولية تؤكد وقوع مجاعة حقيقية في القطاع، بعد نفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت تؤمّن الخبز لأبناء غزة، في ظل استمرار سياسة التجويع الممنهج ومنع دخول الغذاء والدواء، وهو ما يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان.

واعتبر الحوثي أن “العدو الإسرائيلي لا يلتزم بأي قانون أو اتفاقية، ويرتكب جرائم بحق الإنسانية من دون وازع من قيم أو أخلاق، ويركّز عدوانه على قتل المدنيين، وإعدام المرضى والنساء، وحرمان الشعب من مقومات الحياة الأساسية”، لافتاً إلى أن “كل ذلك يتم بتشجيع أميركي، ودعم مباشر بالأسلحة وتمويل العدوان”.
وقال: “الولايات المتحدة لا تخفي انحيازها، بل أعلنت بوضوح دعمها لكل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، وأكد البيت الأبيض ذلك صراحة فور استئناف العدوان”.

وشدد الحوثي على أن “الهدف الواضح لهذا العدوان هو تصفية القضية الفلسطينية، وفرض واقع التهجير القسري، كما حدث في جنين وفي محاولات ما يسمى بـ’الهجرة الطوعية’ من غزة، متسائلًا: كيف تكون الهجرة طوعية والقنابل تُلقى على خيام اللاجئين؟”.

وأكد أن “الخطة الإسرائيلية المعلنة تستهدف تقطيع أوصال القطاع وعزله بالكامل”، مشيراً إلى أن “الدور الأميركي هو الأساس في هذه الجريمة، بوصفه الممول والحامي والمشرف على التهجير والإبادة”.

وأشار إلى استمرار العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى، وخرق الاحتلال للاتفاقات في لبنان، وشنه غارات وصلت إلى بيروت، بالإضافة إلى قصف مستمر يستهدف دمشق ومحافظات سورية أخرى.

وفي السياق السوري، أشار الحوثي إلى أن القوات الأميركية تتوغّل في ريف دمشق بحماية مسلحين محليين، فيما تواصل الجماعات التكفيرية ارتكاب الجرائم بحق المدنيين دون أي رد على الاستباحة الإسرائيلية.

ودعا الحوثي الشعوب العربية والإسلامية إلى كسر الصمت المريب، محذّرًا من تحوّل الجرائم إلى مشهد “روتيني” في نشرات الأخبار، مؤكدًا أن “الصمت والتجاهل انقلاب على كل القيم والمبادئ والشرائع”.

وأكد “ضرورة العودة إلى النشاط الجماهيري العالمي كما حدث خلال معركة طوفان الأقصى، وضرورة الضغط على الحكومات لتبني مواقف إنسانية داعمة، والعمل على عزل العدو الإسرائيلي وشريكه الأميركي بسبب نهجهما الإجرامي والهمجي ضد الشعوب”.

وقال: “الولايات المتحدة تتحرك رسميًا لقمع أي نشاط يعبر عن الصوت الإنساني والموقف الإنساني المتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهناك ضغط أميركي على الجاليات وعلى الناشطين في الجامعات إلى درجة الترحيل لبعضهم، وضغط أيضًا في البلدان الأوروبية للتضييق على الناشطين والتهديد بترحيلهم”.

وأشار إلى أن “السلطات في ألمانيا تحذو حذو الأميركيين في التضييق أكثر على الناشطين بل والبدء في ترحيل بعضهم، ويجب أن يكون هناك نشاط واسع لأن هناك خطرًا يتهدد الإنسانية والضمير الإنساني والقيم الإنسانية في كل العالم، والأميركي والإسرائيلي يتجهان بالمجتمع البشري نحو الغابة والحيوانية والتنكر التام لكل شيء”.

وأضاف: “ينبغي تذكير المؤسسات الدولية بمسؤولياتها وإقامة الحجة عليها والضغط عليها لتبني مواقف أكثر جدية، ولماذا لا تقوم الأمم المتحدة بطرد العدو الإسرائيلي منها، وهي قد ارتكبت جرما عظيما وتحملت وزرًا كبيرًا يوم اعترفت بالكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين؟ ومجلس الأمن، ولو أنه مجلس أمن المستكبرين وليس ضمن اهتماماته إطلاقًا العناية بالمستضعفين، لكن ينبغي أن يكون هناك تحرك”.

وتابع: “العدو الإسرائيلي ينزعج عندما يكون هناك تحرك من المنابر والجهات والمنظمات لمواقف أكثر، ومن واجب الجميع أن يذكر أبناء العالم الإسلامي بمسؤوليتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية وباعتبار أمنهم أيضًا القومي كأمة، ويجب أن يُذكَّر الجميع بهذه المسؤولية ويجب الاستنهاض للجميع، فحالة الصمت خطيرة وهي بحد ذاتها وزر وذنب تجاه ما يجري”.

وشدد على أن “تجاهل الأمة لما يجري في فلسطين لا يعفيها أبدًا من المسؤولية، بل تتحمل وزر التجاهل والسكوت، وتحرك الأمة بأكثرها رسميًا وشعبيًا ليس في مستوى الموقف، والحالة العامة حالة تخاذل وتجاهل وتفرّج، ولو اتسعت المقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأميركية لكان لها تأثير كبير”.

وأكد أنه “يجب أن يكون هناك نشاط واسع في أوساط الشعوب على مستوى التبرع والإنفاق في سبيل الله، وأن تتجه الأنظمة إلى خطوات عملية في المقاطعة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية للعدو الإسرائيلي، ووسائل الإعلام على المستوى الرسمي العربي يجب أن تغيّر من سياستها السلبية تجاه إخوتنا المجاهدين في فلسطين، يجب أن تتغير وسائل الإعلام على المستوى العربي في أدائها المتردي تجاه العدو الإسرائيلي”.