نتنياهو يتماهى مع ترامب.. كيف؟

تحدثت وسائل إعلامية عبرية عن كيفية استلام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهجه في إقالة المسؤولين غير الموالين له.

وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إنه بعد عودته من اجتماعاته مع ترامب وكبار مستشاريه في واشنطن الشهر الماضي، ألقى نتنياهو خطاباً حماسياً خلال اجتماع مجلس الوزراء في 11 شباط، وصفه الحاضرون بـ”خطاب الولاء”، وفقاً لمسؤول صهيوني.

وقال المسؤول: “انظروا إلى ترامب. لقد فعل ثلاثة أشياء في أميركا: أحاط نفسه بأشخاص موالين له فقط، وأقال جميع من لم يكونوا موالين له، ويعمل على القضاء على الدولة العميقة بشكل منهجي ودقيق”.

وخلال هذه الزيارة، قرر نتنياهو المضي قدماً في إقالة رئيس جهاز “الشاباك” رونين بار، حيث وصفه المسؤول الصهيوني بأنه كان “مستوحى” من ترامب.

وكجزء من تحقيق قطر، احتجزت الشرطة اثنين من مساعدي نتنياهو الأسبوع الماضي. وفي وقت لاحق، غرد نتنياهو قائلاً: “في أميركا وإسرائيل، عندما يفوز زعيم يميني قوي في الانتخابات، تقوم الدولة العميقة اليسارية بتسليح النظام القضائي لإحباط إرادة الشعب. لن ينجحوا في أي من المكانين! نحن نقف معا بقوة”.

وعلى الرغم من كون ترامب مصدر الإلهام لهذا القرار، فقد تجنبت إدارته التعليق على جهود الحكومة الصهيونية لإقالة بار أو المدعية العامة غالي بهاراف-ميارا.

وردا على استفسار من “تايمز أوف إسرائيل”، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: “هذه مسألة داخلية تخص حكومة إسرائيل، لذا نحيلكم إليهم للحصول على مزيد من المعلومات”.

وحسب الصحيفة العبرية، كان هذا الرد أو عدمه، انحرافاً واضحاً عن نهج إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تجاه تحركات نتنياهو التي حذر منتقدوه من أنها تهدف إلى تغيير الطابع الديمقراطي الليبرالي للإحتلال.

في عام 2023، أثارت خطة نتنياهو لإصلاح النظام القضائي احتجاجات جماهيرية هائلة، مما أدى إلى تصاعد القلق والانتقاد التدريجي من الرئيس الأميركي جو بايدن.

ورغم أن بايدن امتنع عن التعليق العلني لأكثر من شهر، إلا أنه كسر صمته في شباط من ذلك العام، قائلاً: “عبقرية الديمقراطية الأميركية والإسرائيلية تكمن في أنها مبنية على مؤسسات قوية، وتوازن بين السلطات، وقضاء مستقل”.

وفي الأشهر التالية، أصبح انتقاده أكثر وضوحاً، إذ حث نتنياهو في آذار 2023 على “التراجع” عن التشريعات القضائية، محذرا من أن الإحتلال “لا يمكنه الاستمرار في هذا المسار”.

وفي تموز، حذر بايدن من أن استمرار الإصلاح القضائي قد يلحق ضرراً لا يمكن إصلاحه بـ”العلاقة الخاصة” بين الولايات المتحدة والعدو.

لكن بعد هجوم “حماس” في 7 أكتوبر\تشؤين الأول 2023، تراجع هذا الجدل إلى حد كبير.

وشرح السفير الأميركي لدى العدو في عهد بايدن، توم نايدس، الأسبوع الماضي، أن الإدارة كانت حريصة على التأكيد بأن الإصلاح القضائي هو شأن داخلي، لكنها أوضحت أن أي مساس بالقيم الديمقراطية المشتركة بين “البلدين” سيؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية.

وعندما سئل عن مدى تأثير التحذيرات الأميركية، قال نايدس إنه يعتقد أن لها تأثيرا، لكنه أوضح أن الاحتجاجات داخل الكيان كانت القوة الدافعة الرئيسية وراء تراجع نتنياهو عن تنفيذ معظم الإصلاحات قبل اندلاع الحرب في غزة.

لكن منتقدي نتنياهو يرون أن سعي الحكومة لإقالة المسؤولين المستقلين هو محاولة جديدة للسيطرة على المؤسسات غير الحزبية في الكيان.

وقال المسؤول الصهيوني الذي تحدث إلى “تايمز أوف إسرائيل”، ضاحكاً، عند سؤاله عما إذا كان ترامب قد يعارض إقالة بار وبهاراف-ميارا: “على أي أساس يمكنه فعل ذلك؟ رئيس الوزراء يستخدم نهج ترامب نفسه”.