/إيناس القشّاط/
في كلّ مرّة يتعثّر فيها الملكي ريال مدريد، يقول العالم إنه انتهى، الا أنّ عزيمته القوية وصلابته المتينة، تعود لتؤكدّ للجميع أنّ “لا شيء مستحيل في كرة القدم”، والأصح، أنّ لا شيء مستحيل مع “الميرنغي”.
هذا الأبيض الناصع، يواصل سلسلة ابداعاته، فبعد تحقيقه لقب الدوري الاسباني، عاد وحجز مقعداً له في نهائي أعرق البطولات، دوري أبطال أوروبا، بعد “الريمونتادا” القاسية، التي حققها على أبناء المانشستر سيتي.
سِحر البرنابيو، قادَ الملكي الى نهائي باريس، فالبرازيلي البديل رودريغو غوس، هدَم أحلام مان سيتي وغيّر معادلة بيب غوراديولا، الذي عانى من 6 عمليات إقصاء، في الدور النصف نهائي من دوري أبطال أوروبا، بتسجيله هدفين متتاليين، ليقود المباراة إلى الاشواط الإضافية، التي أخذَ نصيبه فيها، الفرنسي المتألّق كريم بنزيما، وأشعلها بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة الـ 95 من ركلة جزاء.
يبدو أن كأس “ذو الأذنين”، يحبّ ريال مدريد، فدوري أبطال أوروبا، بطولة الأبيض المفضلّة، وها هي مرّة جديدة تبتسم له، وتنتظره في باريس ضد الإنجليزي ليفربول، الذي يطمح لأخذ الثأر من الملكي، بعد خسارته المدوية الأخيرة في نهائي كييف 2018.
وهذا ما أكدّه الفرعوني محمد صلاح، بتصريحاته بعد الفوز على فياريال، في نصف نهائي البطولة، حيث عبّر عن رغبته باللعب أمام الميرنغي. وقال صلاح: ”أريد اللعب أمام ريال مدريد في النهائي، هم هزمونا من قبل بالنهائي ونريد ان نلعب معهم مرة آخرى “.
تألق رائع
بعيداً عن المواجهة القادمة بين “الملكي” و”الريدز”، يواصل بنزيما، تألّقه مع ريال مدريد، فأصبح أول لاعب يسجل 7 أهداف ضد الأندية الإنجليزية، في نسخة واحدة من دوري الأبطال، بعدما أحرز 3 أهداف أمام السيتي، وقبله 4 ضد تشيلسي في ربع النهائي.
كما أن الفرنسي، هو ثاني لاعب، يصل إلى 10 أهداف في الأدوار الإقصائية، بنسخة واحدة من دوري أبطال أوروبا، بعد كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد في موسم 2016-2017.
أول برازيلي
هذا السيناريو، أدخل لاعبي ريال مدريد التاريخ، حيث نشرت شبكة “أوبتا” العالميّة، إحصائية تاريخيّة، توّضح أن رودريغيو أصبح أول لاعب، في تاريخ دوري أبطال أوروبا، يُسجّل هدفين، بعد الدقيقة 90 من عمر المباراة في الأدوار الإقصائية.
وبات رودريغو، أول لاعب برازيلي، يُسجّل ثنائية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، منذ لوكاس مورا مع توتنهام ضد أياكس، في نسخة 2018-2019، وهو أول لاعب من ريال مدريد، يسجّل هدفين كبديل في مباراة بدوري أبطال أوروبا منذ جاريث بيل في نهائي 2018 ضد ليفربول.
ففي الأسابيع الأخيرة، كان رودريغو صاحب هدف التعادل ضد تشيلسي في لقاء العودة، كذلك أحرز هدفاً حاسماً في مباراة إشبيلية المثيرة.
نهائي مثير لبطولة الملكي
مشوار “البطل الخارق”، ريال مدريد منذ بداية البطولة، كان أصعب من المتأهل ليفربول الذي لا يمكن التقليل من مشواره، الا أنّ ضربات ريال مدريد، التي كانت في وجه باريس سان جيرمان، تشيلسي، والأخير مانشستر سيتي، كانت أصعب على “الملكي”، الذي استطاع أن يتخطاهم بأسلحته العالية.
سيظلّ عبور ريال مدريد “الإعجازي”، الى نهائي باريس، ذكرى قائمة في الأذهان الكروية، بعد تلك الانتفاضة الخرافية، التي حققها “البطل”، فشخصيّته تتحدّث عن نفسها، فهل ستنتهي هذه البطولة بعرس مدريدي أبيض؟