الخميس, ديسمبر 11, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderزيلنسكي... وحيداً!

زيلنسكي… وحيداً!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| دايانا شويخ |

“عليك أن تكون شاكراً… ليست لديك أي أوراق للعب بها دون دعمنا”. يمكن لهذه العبارة التي كررها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدة مرات أثناء لقائه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، أن تختصر العلاقة الأميركية ـ الأوكرانية. فاللقاء الذي عقد لتوقيع إتفاقية المعادن أملاً بإستمرار الدعم الأميركي لكييف، إنتهى بطرد الرئيس زيلنسكي من البيت الأبيض بعد توبيخه من قبل ترامب ونائبه جيمس فانس، وإتهامه بإنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. ولم يحصل زيلنسكي على أجوبة واضحة تحدد موقعه من مشهد العلاقات الدولية الجديدة التي تغيرت بسرعة قياسية في أقل من شهر، وقربت واشنطن بموسكو، تاركة الرئيس الأوكراني وحيداً يتخبط، هل عليه تقديم التنازلات والتنحي لإنهاء الحرب.. أم عليه التوجه نحو حضن آخر يقدم له الضمانات؟

الإنقلاب الأميركي على روسيا

إستلم زيلنسكي سدة الحكم بعد صراعات عدة حصلت على ضفتي روسيا وأوكرانيا، آخرها يعود للعام 2012 بعد اتخاذ أميركا القرار بالإنقلاب على روسيا. فبعد رفض الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش في نوفمبر 2013 التوقيع على إتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوروبي، وإختار بدلاً من ذلك التقارب مع روسيا، وبعد الإحتجاجات التي حدثت في العاصمة كييف والتي سميت بثورة الكرامة الأوكرانية، والإطاحة بيانوكوفيتش وهروبه إلى روسيا في العام 2014، بدأ النزاع شرقي أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والإنفصاليين المدعومين من روسيا، وذهبت روسيا إلى ضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها وعلى إثرها وقعت إتفاقية مينسك تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحل النزاع شرق أوكرانيا، إلا أن هذه الاتفاقية لم تحل النزاع بشكل كامل، وإنتهت بفرض الأخيرة بقيادة الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا.

وبعد توتر العلاقات الروسية الأوكرانية، تزايدت رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف “الناتو”، الأمر الذي استفز روسيا ودفعها إلى شن هجوم عسكري عليها في فبراير العام 2022 منعاً لذلك.

وعلى إثر ذلك، وقفت الدول الغربية مجتمعة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في وجه بوتين، وفرضت حزمة عقوبات قاسية أملاً بإضعاف روسيا وإسقاطها، وهذا ما راهنت عليه وقتذاك رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، أن إفلاس روسيا وإنهيارها هو مسألة وقت. إلا أن روسيا بعد هذه “الضربة القاتلة”، استطاعت الصمود في الأشهر الأولى من الحرب والتأقلم مع العقوبات التي فرضت على الودائع والبنوك، وتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إمتصاص الضربات. وبالرغم من الدعم الأميركي المفتوح لأوكرانيا الذي قدم في عهد الرئيس السابق جو بايدن، كانت النتيجة ان أميركا خسرت الحرب، وأن إرسال المال والسلاح ما هو إلا وسيلة لصمود أوكرانيا فقط. وبالتالي تحول هدف الإستنزاف الروسي إلى استنزاف أميركي.

هل تخلت أميركا عن زيلنسكي؟

أدرك ترامب مع مجيئه إلى الحكم، التغيير الجوهري الذي حدث في الحرب. فالمشروع الأوكراني الذي صمم ليكون رأس الحربة لإسقاط روسيا، لم يحقق هدفه المنشود. لذا، إتجه ترامب نحو إعادة المياه إلى مجاريها مع موسكو، مع فهمه لضرورة إتباع إستراتيجية جديدة في التعامل مع المشاكل الأوروبية تقوم على التفاهم مع روسيا. وذهبت الولايات المتحدة إلى اقتراح مشروع قرار يدعو إلى نهاية النزاع وإلى “سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا”، وإلى الرغبة بالتوصل إلى صفقة للحصول على حقوق التعدين كتعويض عن المساعدات التي حصلت عليها كييف من أميركا، إلا أن زيلنسكي أبدى امتعاضه من تعامل السياسة الأميركية تجاهه، متغافلاً أن السياسة الترامبية الجديدة قائمة أولاً على عقد الصفقات المربحة بعيداً عن هدر الأموال على الحروب التي لا عائد أميركي لها. ويبدو أن الأوراق الآن بيد روسيا ـ كما قال ترامب ـ وعليه، فإن الإستغناء عن زيلنسكي بات قريباً.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img