/ مرسال الترس /
التكتيك الانتخابي موضوع مطروح للنقاش لدى كل الأحزاب والتيارات، في أي توقيت، إذا كان ذلك يخدم الاستراتيجية العامة للتوجهات.
لكن أن تعمد “القوات اللبنانية” إلى إدخال تكتيكات على استراتيجيتها الانتخابية في قضاء بشري، مسقط رأس رئيسها سمير جعجع وزوجته ستريدا طوق، إضافة لما يعنيه من رمزية لهما، قبل أسبوعين من موعد الانتخابات النيابية في الخامس عشر من أيار الحالي، فذلك يعني أن هناك ضرورات حتّمت هذه الخطوة لخدمة الأهداف.
المعروف أن “القوات اللبنانية” قد استأثرت بمقعدي بشري المارونيين منذ انتخابات العام 2005، بعدما سيطرت على المقعدين عائلات عيسى الخوري وكيروز وطوق وسواها منذ الاستقلال.
وتعتبر “القوات” أن حصولها على المقعدين إنجاز لا يجوز التفريط به بمختلف الظروف. ولذلك عكفت على وضع الاستراتيجيات التي تمكنها من تحقيق هذا التوجه.
في القانون الأكثري، كانت “القوات” تتكئ إلى تحالفها المحوري مع تيار “المستقبل” ورئيسه سعد الحريري الذي فعل المستحيل من أجل إخراج سمير جعجع من السجن، عشية الانتخابات في العام 2005، ليكون سداً منيعاً في وجه “تسونامي” العماد ميشال عون آنذاك، وبخاصة أن الرجلين مرّا بفترات صراع مرير دفع ثمنه المسيحيون غالياً جداً، وكان أكثرها ضراوة أواخر الثمانينيات وقبل ولادة اتفاق الطائف.
طوال فترة القانون الأكثري، كانت “القوات” مطمئنة بأن أياً من خصومها، وتحديداً في قضاء بشري، لن يستطيع أن يرشقها بـ”وردة”، نظراً للمد السني في عكار عندما كانا ضمن دائرة واحدة. ولكن عندما هبط القانون النسبي المدعم بالصوت التفضيلي الواحد في العام 2018، بدأ “الفأر يلعب في عبّ” الحزب من أن يتمكن النائب السابق جبران طوق، قريب ستريدا، والذي له باع طويل في الانتخابات النيابية وسبر أغوارها “مالياً” منذ العام 1972، أن يستطيع “خطف” أحد المقعدين البشراويين لصالح إبنه ملحم (ويليام). ولكنه لم يستطع تحقيق تلك الرغبة، لأن “القوات” عمدت إلى تقسيم القضاء إلى منطقتين انتخابيتين:
الأولى تمنح أصواتها لستريدا وتضم مدينة بشري وتضاف إليها بلدتا حدشيت وبقاعكفرا، وهذا ما سمح لها بالحصول على 6677 صوتاً وحلّت أولى في القضاء.
والمنطقة الثانية تضم باقي بلدات وقرى القضاء، وتمنح أصواتها لنقيب المهندسين السابق جوزيف اسحاق الذي جمع 5990 صوتاً وحل ثانياً، فيما نال ملحم 4649 صوتاً، واستقر ثالثاً بفارق 1341 صوتاً عن اسحاق.
وحتى لا تحصل أي مفاجأة في دورة 2022 إذا استطاع ملحم “دوزنة” الأصوات، وبسبب “إشكالات” طرأت على العلاقة بين النائبة ستريدا وبلدة حدشيت التي أعطتها 1176 صوتاً في العام 2018 من أصل 2105 مقترعين، قررت “القوات” الاستعانة بناخبين من بلدة بزعون لتغطية أي نقص محتمل في بلدة حدشيت، والتي ترشحت منها وجوه في لوائح المجتمع المدني كانت تعمل بنشاط في ماكينة “القوات”.
ويقول بعض الخبراء الإحصائيين إن التراجع في حدشيت قد يصل إلى حدود 300 صوت. والتكتيك الطارئ يقضي بأن لا ينخفض الرقم الذي يجب ان يحصل عليه كل من ستريدا وجوزيف عن 6 الآف صوت مهما استجد من معطيات، لإقفال الطريق على أي خصم يسعى لإختراق هذه “المنطقة الذهبية” لـ”القوات” التي تملك “ماكينة حديدية” لمتابعة أصوات المقترعين، وفق وصف الخبراء المتابعين!