الأربعاء, ديسمبر 17, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderترامب وزيلينسكي.. مواجهة نارية تهدد مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا!

ترامب وزيلينسكي.. مواجهة نارية تهدد مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| فرح سليمان |

في تصعيد جديد يعكس التوتر المتزايد حول الحرب الأوكرانية، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات حادة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، محذرًا من أن سياساته قد تؤدي إلى إشعال “حرب عالمية ثالثة”.

تصريحات ترامب أثارت الجدل، خصوصاً أنها تعكس موقفًا متحفظًا تجاه الدعم الأميركي المتواصل لأوكرانيا، وهو نهج يتبناه ترامب منذ بداية الحرب.

ماذا بعد المشادة الكلامية؟

خلال اجتماع مغلق، شهد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، يوم الجمعة، مواجهة وصفت بـ”التاريخية”، بين ترامب ونظيره زيلينسكي، انتهت بمغادرة الأخير بشكل مبكر بعد تصاعد التوتر بين الطرفين، حيث هدد ترامب نظيره بالإنسحاب اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

هذه الكلمات تحمل تهديدًا صريحًا بأن استمرار الدعم الأميركي ليس مضمونًا، وهو ما يتماشى مع موقف ترامب المتكرر بأن على الدول المستفيدة من المساعدات الأميركية أن تتحمل جزءًا من العبء، بدلًا من الاعتماد الكلي على واشنطن.

ويتملّك إدارة ترامب شعور بأنّ أوكرانيا ليست “ممتنّة” للولايات المتحدة التي قدّمت لها مساعدات عسكرية ضخمة في مواجهة روسيا، في عهد الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن.

الانقسام الأميركي حول أوكرانيا

تصريحات ترامب تعكس حالة الانقسام داخل الولايات المتحدة بشأن دعم أوكرانيا، فمن جهة، واصل جو بايدن تبنّي سياسة الدعم المفتوح لكييف، معتبرًا أنها قضية تتعلق بالدفاع عن الديمقراطية ومواجهة التوسع الروسي، ومن جهة أخرى، يرى “التيار الجمهوري”، وبخاصة الجناح الذي يمثله ترامب، أن واشنطن لا يجب أن تكون الممول الرئيسي للحرب، خصوصاً في ظل الأزمات الاقتصادية الداخلية.

بالنسبة لزيلينسكي، فإن هذه التصريحات تمثل ضغطًا إضافيًا على موقفه، خصوصاً أن الوضع العسكري على الأرض لا يسير في صالح أوكرانيا كما كان متوقعًا، حيث أن الجيش الأوكراني يعاني من نقص في الذخائر والجنود، ومع تراجع الدعم الغربي، يصبح خيار المفاوضات مع روسيا أكثر إلحاحًا، رغم رفض زيلينسكي المتكرر لفكرة تقديم تنازلات لموسكو.

صفقة المعادن مع أوكرانيا

ونتيجة لهذا التوتر، تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع، كما أفاد مسؤول في البيت الأبيض بإلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
وكان قد صرّح ترامب، الأسبوع الفائت، أنه “يحاول استعادة الأموال”، في إشارة إلى المساعدات التي قُدمت لأوكرانيا خلال فترة الإدارة السابقة.
وبحسب التقارير، طالبت الولايات المتحدة في البداية بحصة قدرها 500 مليار دولار من المعادن النادرة والمعادن الأخرى الموجودة في أوكرانيا، كتعويض عن المساعدات التي سبق أن قدمتها لكييف، غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض هذا الطلب، معتبرًا أن القبول به سيكون بمثابة “بيع” لبلاده، وفي أعقاب ذلك، وصف ترامب زيلينسكي بأنه “ديكتاتور”.

وعندما سُئل ترامب، يوم الثلاثاء، عن طبيعة الصفقة التي ستحصل عليها أوكرانيا مقابل المعادن، أجاب قائلاً: “350 مليار دولار والكثير من المعدات العسكرية والحق في مواصلة القتال”، مكررًا ادعاءً سبق أن أدلى به، إلا أن معهد كيل للاقتصاد العالمي، أكد أن إجمالي المساعدات التي تعهدت بها واشنطن لكييف يبلغ نحو 124 مليار دولار فقط.

وفي هذا السياق،لا تقتصر تداعيات المواجهة الأخيرة بين ترامب وزيلينسكي على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بل تمتد إلى إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي برمّته، فالموقف الأميركي من الحرب الأوكرانية بات ساحة للصراع بين التيارين السياسيين في واشنطن، وهو ما يجعل المساعدات الأميركية مستقبلاً رهينة للتحولات السياسية الداخلية.

وبدوره، يخشى زيلينسكي كما حلفاؤه الأوروبيون، دفع ثمن التقارب المتسارع بين واشنطن وموسكو فيما يسعى بشدة للحصول على ضمانات أمنية في حال وقف الأعمال العدائية، وهو ما ترفض الولايات المتحدة منحه إياه حتى الآن.

وفي المقابل، فإن أي تراجع أميركي عن دعم أوكرانيا سيُعد مكسبًا استراتيجيًا لموسكو، التي تسعى لاستغلال أي تصدّع في الموقف الغربي لصالحها، لأن بوتين يدرك أن استمرار الحرب يعتمد إلى حد كبير على تدفق المساعدات الغربية، وأي تقليص لها سيضعف موقف كييف التفاوضي.

ومن الواضح أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض أدت إلى تحول كبير في السياسة تجاه روسيا، فإن تصريحات ترامب تثير تساؤلات جدية حول مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، فهل سيلتزم ترامب بخطابه المتشدد ويسحب الدعم، مما قد يجبر كييف على التفاوض مع موسكو؟ أم أن هذه التصريحات مجرد ضغط تكتيكي لإجبار أوكرانيا على تبنّي نهج أكثر مرونة؟

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img