الشيخ قبلان: الاستحقاق الانتخابي عبادة.. ترك المعركة الانتخابية والورقة البيضاء حرام

لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى “أننا نعيش أعتى معركة داخلية وخارجية، لأن من يريد رأس لبنان قد وظف كل إمكاناته للقضاء على هذا البلد العزيز”.

وخلال خطبة عيد الفطر، قال قبلان: “اليوم أيها الإخوة البلد منهوب، والإفلاس عم مؤسساته، ولعبة الدولار السياسي تدار على طريقة الغزوات، ولا شك أن عوكر وطواقمها رأس فيها، ومشروع خنق الناس ومعركة السيطرة على أسواقنا وسلعنا والعمل على تهجير أجيالنا وشبابنا أمر منظم للغاية، تماما كمشاريع نهب موارد الناس، ومصادرة رغيف خبزها، ونسف إمكاناتها المهنية، بما في ذلك ترك النزوح بلا تنظيم”.

وأضاف: “لذلك قلنا ونقول بأن إحدى أكبر معاركنا الوطنية والانتخابية يجب أن تركز على تطهير السلطة، وإدارات الدولة ومؤسساتها من النفوذ الأميركي. وموقفنا ليس الإدانة فحسب، بل نحن جزء من المواجهة الوطنية الكبرى، ولذلك سنخوض معركة الاستقلال الوطني، والإنقاذ السياسي مع كل القوى الوطنية، بما في ذلك معركة الانتخابات النيابية المصيرية”.

وتوجه قبلان الى اللبنانيين، قائلا: “الاستحقاق الانتخابي عبادة كبرى، وفريضة وطنية وأخلاقية ودينية حاسمة، والتردد ممنوع بل حرام، وترك المعركة الانتخابية حرام، والورقة البيضاء حرام، لأن البلد والسلطة أمانة الله، إياكم أن تضيعوها، ومن يعتزل المعركة الانتخابية، إنما يعتزل أكبر فرائض الله، ومعركتنا مع شياطين الإنس أخطر من معركتنا مع شياطين الجن، والأميركي مع حلف إقليمي تطبيعي يخوض معركة إنهاك لبنان، وحرق الأخضر واليابس، بهدف صهينة لبنان”.

ورأى قبلان أن “الحياد ما هو إلا جريمة كبرى، والمعركة معركة مصيرية”، مضيفاً: “وهنا أقول لسماسرة واشنطن: من يتاجر بوطنه أسوأ من إبليس، ونحن نعرف تماما الأسعار والفواتير وثمن الحملات المسعورة، لكن أتأسف لخوض واشنطن وحلفائها حرب حرق البلد، عبر طبقات سياسية ومالية وإعلامية بأثمان بخسة”.

وتابع: “أيها الإخوة المؤمنون في الخامس عشر من أيار سنخوض أكبر معركة وطنية، والعين على تحرير القرار السياسي، وإنقاذ البلد من التبعيات الخبيثة”، لافتا الى أن “القضية ليست قضية غالبية نيابية متجانسة بقدر ما هي أولويات وأهداف وطنية، والباقي تفاصيل، والحر شجاع، والشجاع قوي، والأوطان لا تقوم إلا بأحرارها الشرفاء الشجعان”.

وتوجه قبلان الى اللبنانيين بكل طوائفهم، قائلا: “نريد أن نعيش معاً بعيداً من عقلية غالب ومغلوب، وبعيداً من نزعة التطويف والتخوين والتخويف والمتاريس النفسية والجمهوريات البغيضة، فالتجربة السياسية بصيغة النظام الطائفي مزقتنا، وفرقتنا وحولت عائلتنا الوطنية الواحدة إلى دويلات خوف وقلق وحقد وقطيعة، لصالح إقطاع السلطة، وعائلة صفقاتها، وكارتيلاتها المتوحشة”.

واعتبر أن “أهم وظيفة وطنية اليوم للطوائف تكمن باقتلاع الأوثان السياسية الفاسدة من بيوت الله، ومن صدور ناسنا ومجتمعنا، لأن خيانة الشعب والطوائف سببها النظام الطائفي المجرم والإقطاع الذي كشف لبنان عن أسوأ إفلاس تاريخي شامل”.

كما توجه الى المسيحيين والمسلمين، قائلا: “معركتنا معركة عناوين وأهداف وقيم، كلها من صلب دين المسيح ومحمد والفطرة الإنسانية، وسنخوضها على الأرض، لأن التاريخ يصنعه من يخوض المعارك في الساحات الوطنية وصناديق الاقتراع، وليس من يجلس في بيته، لأن هذا الصنف يترك مصيره لمن يقرر مصيره ومصير بلده بالمال القذر، وما أكثر شياطين المال القذر عند صناديق الاقتراع”.

وتابع: “ولذلك من المنطلق الديني والوطني، المعركة اليوم معركة سلطة وأسواق وقطاعات وخيارات دولية وإقليمية ووطنية وانتخابية، ولا عذر عند الله والوطن لمن يتخلف عنها، وخاصة في يوم الاقتراع الوطني الكبير”.

وشدد قبلان على أن “المعركة ليست معركة تعيينات إدارية وأمنية وحصص، بل معركة نظام طائفي يجب دفنه لصالح نظام المواطنة، أما أم المعارك، فتبدأ من تطهير وتحرير القرار السياسي والإداري عبر صناديق الاقتراع”.

وأضاف: “وسنقول نعم كبيرة جدا للائتلاف الوطني الذي يتشكل من الثنائي الوطني وباقي شركائه، والموقف الديني والوطني محسوب بدقة، ولسنا وعاظ سلاطين، بل نحن سلاطين حق، ودين ومشروع وطني كبير”.