أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، إلى ” أننا هانوي إيرانية، ولسنا فييتناميين أو لبنانيين، هانوي إيرانيون، والسبب هو أنّ البلد تحت السيطرة والهيمنة الإيرانية من خلال حزب الله، وهم مسؤولون عن الوضع العام اليوم. لكنّ الكارثة الاقتصادية ترتبط أيضاً بإفلاس النظام اللبناني وفساد الطبقة السياسية، إضافة إلى الاعتماد بالدرجة الأولى على السياحة والمصارف والمطاعم والتي لم تعد تعمل، يجب إقامة اقتصاد منتج”.
وأكد جنبلاط خلال حديث صحفي، أنه “بالنسبة لمسألة دول الخليج، لا يمكن أن نعاقب جميع الشعب اللبناني، لأنّ هناك جهة واحدة محسوبة على “حزب الله”، وفي الواقع لا يؤيده جميع اللبنانيين. وأنا أودّ أن يحيى السعوديون تقاليدهم وأن يستأنف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عادات والده وأعمامه الذين قضوا حياتهم في لبنان وعرفوا بيروت جيداً. إنهم يتخلون عن البلاد للإيرانيين، وهؤلاء يفعلون ما يريدون، وهذا ليس منطقيًا”.
ورأى أنه “هناك خطأ فادح ارتكبه وزير الإعلام جورج قرداحي، وباستقالته لن يكون هناك مجلس للوزراء وهذا ليس منطقيًا، والتخلي عن كل لبنان يعني تسليمه إلى “حزب الله”، فالأميركيون يساعدون الجيش اللبناني، لكنّ الجيش لا يحتاج للسلاح أو للدبابات بل لإيداع نقدي يُنظّم من أحد، سواء الأميركيين أو الأمم المتحدة، أصدقاء لبنان، فرنسا التي قامت باجتماع من أجل الجيش، لمساعدتهم بالكاش، حيث تراجعت قيمة رواتب الجنود إلى حد الـ40 دولار”.
وأشار إلى أن “هناك ربط بين عقد جلسة مجلس الوزراء وبين التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وهذا سخيف، كما أن لبنان شهد 36 عملية اغتيال سياسية، ناهيك عن محاولة اغتيال كل من مروان حماده وإلياس المر ومي شدياق، وهذا يرفع العدد إلى 39، ثم هناك الاغتيال الجماعي في 4 آب، وكل هذا مرّ من دون أيّ مذكرة توقيف، باستنثاء واحدة”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى التحقيق. لقد اتهمت بعد الانفجار علناً النظام السوري بجلب نيترات الأمونيوم إلى لبنان، والتي كان يستخدمها في قصف البلدات والقرى السورية بطائرات الهيليكوبتر، وفي ذلك الوقت، كانت منطقة حمص لا تزال مشتعلة، لذا كان محور بيروت ودمشق أكثر أماناً لإحضار النيترات، وذلك بعد الإتفاق الأميركي الروسي بشأن الأسلحة الكيماوية السوري”.
وشدد جنبلاط، على أن “البرلمان لن يطلب من الرئيس ميشال عون البقاء في منصبه بتاتاً، سيكون هناك دائما أغلبية أو أقلية كي تقول “لا”، كنا 29 نائباً في السابق وقلنا “لا” لتمديد ولاية إميل لحود في العام2004 وبالتالي لا يمكن لعون أن يعارض رغبتنا في نهاية عهده، وعليه أن يرحل” مؤكداً على أن تمديد ولاتيه سيكون تصرفاً غير دستوري، وأن طموح عون السياسي الحقيقي هو تسليم السلطة بطريقة غير دستورية إلى صهره جبران باسيل على الرغم من كل الصعاب والعقبات. ولكنني لا أعتقد أنه يستطيع فعل ذلك”، لافتاً إلى أنّ “إجراء الانتخابات يمكن أن يمنع ذلك، إضافة إلى الشارع اللبناني الذي سئم من هذه السلطة”.
كما أكد، على أن الإنتخابات النيابية ستجري في موعدها، “لكن التيار الوطني الحر يريد تعديل القانون الحالي، وهذا يعني أنه سيتعين علينا العودة إلى القانون القديم، وأن المغتربين سيتمكنون فقط من انتخاب ستة نواب يمثلون ست قارات. وهنا لا أدرى كيف سنقسمهم. الأمر سخيف ببساطة. والهدف الحقيقي هو الحد من فعالية تصويت المغتربين”، متمنياً أن لا يحدث أي حادث أمني يمنع إجراء الانتخابات، “لكن في الوقت نفسه يجب ألا ننسى أنّ هذا البلد لم تتوقف فيه دورة الاغتيالات، وبالتالي من المستحيل معرفة ماذا سيحدث، كل شيء ممكن”.
وأوضح جنبلاط، أنه “من المستحيل عقد تحالفات مع الثورة، فهم يعتبروننا من رموز الطبقة السياسية القديمة، ولا مشكلة في ذلك، المهم أن يحدث التغيير وأن يتمكن الناس من التصويت”، كما رأى ان “الوضع السياسي جيداً بالنسبة لـ “القوات اللبنانية”، متمنياً عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى لبنان كي يبقى لاعباً أساسياً في هذا الخط السيادي، فالحريري لا يزال يمثل غالبية السنّة. وغيابه سينعكس على هذه الطائفة التي ستنقسم وقد يدفعهم بعض الأباطرة نحو سوريا”.
وأشار جنبلاط أنه على حوار مع حزب الله ” لكن هذا الحوار يتحوّل أحياناً إلى “حوار طرشان”، وفي أحيان أخرى يكون ضرورة، فالحزب في النهاية موجود”، وشدد على ضرورة الحوار مع رئيس الجمهورية ومع التيار الوطني الحر، الذي يمثل قاعدة مهمة داخل مسيحيي الجبل، بالإضافة إلى القوات اللبنانية وممثلي الثورة المستقلين لأنه لا يمكن تجاهلهم.
وفي سياق الحديث عن مفاوضات فيينا، أشار جنبلاط إلى انه لا يخشى الحرب، لكنه يخشى أن يختفي لبنان في مفاوضات فيينا، مذكراً المحاورين الكبار في فيينا، روبرت مالي وآخرين، أن “هناك دائمًا لبنان، وهذا البلد يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار، ولا يمكن استعماله كطعم، والتضحية به على مذبح المصالح الإقليمية والدولية”. مشيراً ايضاً إلى ان “وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر سلّم لبنان للسوريين منذ زمن بعيد، ولكن هذه المرة سيكون الوضع أسوأ”.
واعتبر أن “اللامركزية الإدارية هي شيء والعودة إلى نغمة تقسيم سيكون ذلك كارثة إضافية”. وأضاف: “أنا أحد السياسيين، وممن شاركوا بالحرب، كنا، كما قال غسان تويني، حربًا للآخرين، الجميع كان أداة، البعض كان مع الجانب السوري والسوفيتي، الآخرون في الجانب الإسرائيلي الأميركي وتقاتلوا، لكنّ النتيجة كانت دمار البلد، الآن السؤال هو كيف يمكننا أن نجتمع ونلتقي على الأمور ونمنع البلد من السقوط أكثر”. وختم تصريحه :”لقد علمتني تجربة العام 2005، بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، أن أبقي الأمل دائمًا. كانت لدينا آمال كبيرة في ذلك الوقت. لقد ناضلنا ونجحنا إلى حد ما ثم بعد ذلك تغيرت الظروف، لذلك يجب أن نتماسك وهذه رسالة للشباب، حتى الشباب الذين غادروا البلاد يمكنهم مساعدتنا من خلال تشكيل مجموعات من الضغط”.