الأحد, ديسمبر 21, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثكيف سيتعامل حلفاء ترامب مع غروره؟

كيف سيتعامل حلفاء ترامب مع غروره؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| دايانا شويخ |

عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً بصفته الرئيس الـ47 للولايات المتحدة. أتت عودته بعد حملة إنتخابية كانت الأكثر إثارة وصخباً، خاصة مع مشهد محاولة إغتياله في تموز/يوليو من العام الماضي خلال تجمع إنتخابي في ولاية بنسلفانيا والتي نجا منها بأعجوبة.

عودته للرئاسة اليوم لم تأتِ بظروف عادية، نظراً لما يعيشه العالم من اضطرابات وحروب، بدءاً من حرب روسيا وأوكرانيا، وصولاً إلى حرب غزة و”إسرائيل”، والتي رغب بوقفها قبل وصوله إلى سدة الحكم، مع رغبته بوقف الحرب الأوكرانية والتي من الواضح ان إنهائها لا يمكن ان يتم قبل عدة أشهر على الأقل.

عودة ترامب وخطابه مثيران للجدل، كما شخصيته، فهذه المرة يرغب بفرض قوته على العالم ولا يفرق بين حليف أو خصم. فخطابه أعطى الأولوية للسياسات الداخلية الأميركية والتطلعات الإقتصادية بعيداً عن رغبته بشن الحروب، وأول خطوة ثبتت ذلك هي رغبته بسحب قواته العسكرية من سورية، قائلا إن “سورية لديها ما يكفي من الفوضى ولا حاجة لأميركا بالتدخل هناك”.

أما الإصلاحات التي يرغب في تحقيقها، والتي تركز على شعاره “أميركا أولاً”، تظهر في الإجراءات التي يقوم بها منذ توليه الحكم في 20 كانون الثاني/يناير من الشهر الماضي، فهي تطلعات إقتصادية أولاً، أما سياساته فتبين أنها صارمة تجاه حلفائه على وجه الخصوص، إذ قرر أن الهدف سيكون اقتصادياً بحتاً.

وقد اتخذ ترامب خطوات عدة، بدأت بتهديداته لإستعادة قناة بنما وضم كندا إلى الولايات المتحدة والاستحواذ على غرينلاند، وبرغبته بالتسيّد على تصدير النفط وفتح الآبار وإعطاء تسهيلات لمن يرغب في العمل على ذلك، إضافة إلى وقف الهجرة غير الشرعية وإبعاد المهاجرين غير الشرعيين، والإنسحاب من إتفاقية باريس للمناخ، وصولاً إلى فرض تعريفات جمركية على كل من كندا والمكسيك بنسبة تصل إلى 25 بالمئة و10 بالمئة على الصين، وهذا ما دفع كلاً من كندا والمكسيك إلى التفكير بإجراءات مضادة لحماية تجارتها. أما حلفاء الولايات المتحدة فقد استغربوا سياسات ترامب المتغطرسة والتي قد تنعكس سلباً على الولايات المتحدة وتشعل حرباً تجارية بين الأطراف.

وعد ترامب الشعب الأميركي أن “العصر الذهبي” للولايات المتحدة سيبدأ مع توليه الحكم، واعتبر نفسه، في خطاب القسم الذي أداه في الكايبتول، أن وجوده بعد حادثة الإغتيال “معجزة من الله” كي ينقذ أميركا. لكن السؤال، هل أن ترامب، بإتباعه للسياسات الخارجية التي ينتهجها والتي تتسم بالتعالي على الحلفاء، يمكن أن ينقذ أميركا ويجعلها عظيمة مرة أخرى؟ أم أن أصدقاءه سيعلنون الحرب عليه، وإن كانت حربا إقتصادية وتجارية؟

من يراقب تصريحات رؤساء الدول والحكومات، يرى أن التعالي الذي يمارسه ترامب لن يكون في صالح الولايات المتحدة، فالأصوات الأوروبية تعالت بوجه هذا الغرور والغطرسة غير المبررة التي يمارسها ترامب على دول الإتحاد الأوروبي، خاصة بعد رغبته بفرض رسوم جمركية على الإتحاد الأوروبي، قائلاً في تصريحه الأخير إن “أوروبا تعاملت معنا بشكل سيء، وعليه، حتماً سنفرض رسوماً جمركية”، مشيراً إلى أن السبب هو العجز التجاري الكبير بينها وبين الولايات المتحدة. وفي حال نفّذ ترامب رغبته بفرض رسوم جمركية، فسيكون لذلك تداعيات كبيرة، من بينها تباطؤ النمو الاقتصادي بين البلدين وإمكانية تصعيد حرب تجارية في حال ردت أوروبا بإجراءات إنتقامية، وهذا من شأنه أن يضعف التحالف بينهما ويؤدي إلى توتر العلاقات الذي من الممكن أن يدفع أوروبا إلى التحالف مع الصين تجارياً، مما يقلص من النفوذ الأميركي في التجارة العالمية.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، في وقت سابق، إن سياسات ترامب المهيمنة، خاصة فيما يتعلق بالدولار والسياسة الصناعية، يسحقان فرنسا والإتحاد الأوروبي. ومن جهته قال نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، أن أوروبا مستعدة لفرض إجراءات مضادة والتي من شأنها أن تؤثر سلباً على الإقتصاد الأوروبي.

لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السنوات الأربع القادمة من عهده، ولكن سياسة القوة التي ينتهجها، والتي استهل فيها أولى أيام تسلمه لسدة الحكم والتي وصفها حلفائه بالتعالي والغطرسة، من الممكن أن تدفعهم إلى العمل معاً لتشكيل حلف يكبح سياساته ويضعف العلاقات الأميركية الخارجية. فهل ستكون حقبة ترامب القادمة أكثر إزدهار وقوة.. أم أكثر قتامة

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img