رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” تريد توجيه رسالة إلى العالم مفادها أنها لا تزال مسؤولة عن قطاع غزة، وذلك عن طريق تحويل إطلاق سراح الأسرى إلى “مشهد مهين لإسرائيل”.
وجاء في تقرير للصحيفة الأميركية أن هذا النمط بدأ مع إطلاق سراح أول أسرى إسرائيليين، عندما تجمعت حشود من الرجال حول عربات “حماس” التي تحمل الأسيرات الإسرائيليات، مما جعلهن يركضن إلى مسؤولي الصليب الأحمر الذين كانوا ينتظرونهن لنقلهن إلى منازلهن.
ورأت الصحيفة أن إطلاق “حماس” أسيرتين من أمام أنقاض منزل رئيس المكتب السياسي للحركة الشهيد “يحيى السنوار”، كان رفعاً من “حماس” للأسرى، وكذلك الأمر في إطلاقها سراح 3 أسرى، قالت إنهم كافحوا للخروج من مركبات “حماس” بسبب الحشود، خاصة أن مركبات الصليب الأحمر لم تكن قريبة هذه المرة.
وأكدت الصحيفة أن “حماس” تحاول أن تجعل من كل إطلاق للمحتجزين حدثاً معقداً، يظهر قوتها ويذل عدوها، وإنها بذلك تهدد بعرقلة وقف إطلاق النار الهش. ونقلت عن رئيس قسم البحوث السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوسي كوبرواسر قوله إن “حماس تحاول أن تجعل إطلاق سراح المحتجزين يبدو وكأنه مسرحية”، مشيرا إلى أن “هذه الخطوة سوف تأتي بنتائج عكسية عليها”.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن “إسرائيل ردت بغضب على هذا العرض، وقالت إنها لن تطلق سراح 110 أسرى فلسطينيين كان عليها إطلاقهم، لكن الوسطاء سارعوا لإبقاء الصفقة متماسكة، وفي النهاية أطلقت إسرائيل سراح الأسرى”.
وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “إنني أنظر ببالغ الخطورة إلى المشاهد المروعة أثناء إطلاق سراح رهائننا، وأطالب الوسطاء بالتأكد من عدم تكرار مثل هذه المشاهد الرهيبة وضمان سلامة رهائننا”.
وذكرت الصحيفة أن الإسرائيليين في ساحة بتل أبيب أصيبوا بصدمة عندما شاهدوا الحشد الفلسطيني على شاشة كبيرة، لكنهم سرعان ما أطلقوا صيحات الفرح عند رؤية المحتجزين وهم في طريقهم إلى الحرية.
وانتقدت الصحيفة، المعروفة بدعمها لكيان الاحتلال الإسرائيلي، الطريقة التي أفرجت بها “حماس” عن 4 جنديات أسيرات يوم السبت الماضي،
وقالت “إنهن أجبرن على ارتداء ملابس خضراء تبدو وكأنها زي عسكري”، كما انتقدت تعليق علم فلسطيني ضخم أثناء إطلاق سراح أحد المحتجزين من وسط أنقاض جباليا، حيث مكتوب على إحدى الملصقات: “جباليا هي قبر جفعاتي”، في إشارة إلى وحدة جيش الاحتلال الإسرائيلي التي قاتلت في المنطقة وفقدت العديد من الجنود.
وخلصت الصحيفة إلى القول إن إمكانية التفاوض بين “إسرائيل” و”حماس” للوصول إلى نهاية دائمة للقتال في غزة أصبح موضع شك، مع أنه من المتوقع أن يبدأ الجانبان يوم الاثنين المقبل التفاوض على صفقة دائمة، من شأنها أن تنهي الحرب وتشهد إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين.