| ناديا الحلاق |
انتهت مهلة الستين يوماً لاتفاق وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فجر يوم الأحد.
وفيما أعلنت قوات الإحتلال تمديد المهلة والبقاء في القرى الجنوبية الحدودية، كثّف لبنان اتصالاته الدبلوماسية مع جهات دولية للضغط على إسرائيل للالتزام بالقرار 1701، والانسحاب من أراضيه.
وعلى وقع انتهاء مفعول الهدنة بدأ أهالي العديد من البلدات الحدودية في جنوب لبنان بالتوجه إلى مداخل مناطقهم، بصدور عارية مسلحين بقوة الصمود، والإيمان بحق العودة والتمسك بالأرض، غير آبهين برصاص ودبابات الاحتلال وقواته المدججة بالسلاح.
وانتشر على مواقع التواصل الإجتماعي، مقطع فيديو يوثّق تجمّع أهالي بلدة ميس الجبل جنوب لبنان، تمهيداً لدخولها بموكب واحد.
وقد وصل العشرات من أهالي بلدتي ميس الجبل وحولا، سيراً على الاقدام، إلى الأحياء الغربية للبلدتين بعد تخطي حواجز الجيش اللبناني، وذلك بعد أن قطعت الجرافات الإسرائيلية الطرقات يوم السبت.
كما فتح الجيش اللبناني طريق عام الطيري – بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب المتوجهين إلى بلدتهم.
وعلى الرغم من إحراق قوات الاحتلال الاسرائيلي لبعض المنازل التي لم يتسنَّ لها تدميرها، وجرفها طرقها وقطعها، وعدم توقفها عن اطلاق النار، تمكن مئات الجنوبيين من دخول بلدات مارون الرأس ويارون وعيتا الشعب، وسط الدمار الهائل الذي خلفته الحرب. كما أدوا صلاة الظهر على ترابها رافعين رايات النصر ومطلقين شعارات التمسك بالمقاومة.
لم يدخل الأهالي إلى بلداتهم فقط فحسب، بل قرروا نصب خيام أمام منازلهم المدمّرة والمبيت فيها، متحدّين نقص الإمكانيات الحياتية والمعيشية، والظروف القاسية.
ووسط هذا الدمار تروى قصص الصمود والتحدي، ومن بينها قصة “إم حسين” التي تقف أمام ما تبقى من منزلها في مارون الرأس، رافضة الخروج من البلدة بعد أن نصبت خيمة مع زوجها وابنتها.
وتقول “أم حسين” لموقع “الجريدة” بصوت مختلط بالحزن والعنفوان من بين أنقاض منزلها: “لن نخرج من بلدتنا إلا بالنعوش. رغم التهديدات والاعتداءات إلا أن العدو الاسرائيلي لن يستطيع إخضاعنا، نحن متمسكون بأرضنا ولن نغادرها، بقاؤنا فيها انتصار وسنصمد بوجه تحديات العدو”.
أما حيدر فيقول لموقع “الجريدة”: “نحن أهل العزة والكرامة، نحن أبناء المقاومة، دخلنا إلى بلداتنا رغم أنف الاحتلال، وسنبقى صامدين فيها مهما حصل”.
ويتابع: “الأرض لأبنائها، لمن يرويها بدمه، لمن يدافع عنها باللحم الحي، لمن يستشهد على طريق العودة إليها. لا أحد سيستطيع اقتلاعنا منها صامدون.. صامدون”.
















