السبت, ديسمبر 13, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثوثائق سرية من التحقيقات الإسرائيلية عن "طوفان الأقصى"

وثائق سرية من التحقيقات الإسرائيلية عن “طوفان الأقصى”

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

أظهرت وثائق إسرائيلية أنه خلال ليلة 6 – 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، رصدت وحدة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (“أمان”) عدة مؤشرات على استعدادات في حركة “حماس” لإطلاق صواريخ وقذائف صاروخية باتجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب رصد أنشطة غير مألوفة في منظومة “حماس” الجوية، التي من شأنها أن تدل على احتمال أن الحركة انتقلت إلى حالة طوارئ.

وتعالت هذه التحذيرات إلى جانب “مؤشرات مقلقة” أخرى خلال سلسلة مداولات لتقييم الوضع التي أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال ساعات الليل، التي سبقت هجوم “حماس”، لكنها لم تؤد إلى إصدار إنذار حول هجوم محتمل أو استخدام وسائل لمواجهة هجوم كهذا، حسبما كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

ويأتي الكشف عن هذه الوثائق بعد أن اطلعت عليها جهات رفيعة المستوى في حكومة الاحتلال وجهاز الأمن، وجرى تقديمها على أنها تفسر الرغبة الشديدة بأن يستقيل رئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي، من منصبه.

وأضافت الصحيفة أنه يتعالى من الوثائق، وعلى عكس التقارير التي نُشرت حتى الآن، أن تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي لم تكن فقط أن “حماس” تنتقل إلى حالة استنفار في إطار تدريب أو استعدادا للدفاع من هجوم إسرائيلي محتمل، وإنما تم الأخذ بالحسبان بجدية احتمال أن “حماس” تعتزم مهاجمة كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال مدة قصيرة جدا.

وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عدد قليل من الإجراءات، إثر وجود “مؤشرات مهدئة، وإجماع واسع ومطلق بين المسؤولين في الجيش والاستخبارات، على أنه يفضل الامتناع عن احتمال حرق (فقدان) مصادر معلومات استخباراتية حساسة، بدلاً من استنفار واسع لمواجهة السيناريو الثالث”، أي احتمال أن “حماس” على وشك مهاجمة كيان الاحتلال الإسرائيلي. ووصف مصدر شارك في مداولات حول هذا الموضوع في الأشهر الأخيرة هذه الوثائق بأنها “قنبلة ذرية”، بحسب الصحيفة.

يضاف إلى هذه المعلومات أن “أمان” والشاباك رصدا تشغيل ناشطي “حماس” بطاقات sim “إسرائيلية” في هواتفهم الخليوية، واعتبر ذلك أن “حماس” انتقلت إلى حالة طوارئ، حسب تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في السنة الماضية.

وخلال التحقيقات التي يجريها جيش الاحتلال الإسرائيلي حول ليلة 7 تشرين الأول/أكتوبر، قال ضابط كبير بين المشاركين في هذه التحقيقات “فلنفترض أنه توصلنا إلى استنتاج أن الحديث يدور عن تدريب وأنه لا يوجد خطر حقيقي لشن هجوم. لكن منذ ورود معلومة استخباراتية حول وجود استعداد لإطلاق قذائف صاروخية، وحتى لو كان هناك معلومات تدعو إلى وجود هدوء، لماذا لم يطلبوا قبل أي شيء آخر إخلاء فوري للمنطقة القريبة من مقر قيادة الفرقة العسكرية (فرقة غزة)، الذي يتواجد فيه آلاف الأشخاص بدون حماية كافية”، في إشارة إلى مهرجان “نوفا” الموسيقي الذي نظم قرب كيبوتس “ريعيم”.

وتعالت أسئلة خلال التحقيقات العسكرية حول ما إذا تم تنفيذ أوامر عسكرية، وبينها الأمر الذي أصدره رئيس أركان جيش الاحتلال بتنفيذ طلعات جوية للتصوير في قطاع غزة للتأكد إذا كانت هناك استعدادات لإطلاق قذائف صاروخية.

ونُقلت هذه المعلومات إلى مركز عمليات سلاح الجو عن الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وفي موازاة ذلك جُمعت معلومات دراماتيكية أخرى حول استعدادات لإطلاق قذائف صاروخية وصواريخ باتجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي، حسب الصحيفة.

وعند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، جرت مداولات هاتفية لتقييم الوضع برئاسة قائد القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي يارون فينكلمان، ومشاركة ضباط كبار، وجاء في التقرير الذي كُتب في ختامها أنه “تم رصد نشاط غير مألوف”، وأن فينكلمان قال إنه ينبغي “الاستعداد لمواجهة خطة مفاجئة، وخصوصاً لتوغل بري”.

وتلقى قائد شعبة العمليات، عوديد بسيوك، ملخص تقييم الوضع في القيادة الجنوبية وأجرى عدة مشاورات هاتفية، وكتب ملخصا الوضع في ليلة 7 تشرين الأول/أكتوبر أنه “بعد مشاورات مع نائب رئيس الشاباك، قائد القيادة الجنوبية، رئيس لواء العمليات ورئيس لواء الأبحاث، ثمة ثلاثة سيناريوهات مطروحة: تدريب جهوزية لحركة حماس. رفع الجهوزية إزاء تخوف من عملية عسكرية إسرائيلية. استعدادات لعملية ضد إسرائيل في الساعات القريبة، وبضمنها تسلل بحري أو استهداف منصة غاز، توغل، خطف، عملية مسلحة غير مألوفة، إطلاق قذائف صاروخية، تسلل جوي”.

وجاء في وثيقة أن “قائد شعبة العمليات شدد على وجوب الحذر من خدوش أمنية والحرص على استعداد حذر بهدف الحفاظ على المصادر الحساسة وتنفيذ ذلك كله بالتنسيق مع أمان تنفيذ”، أي لواء تنفيذ العمليات في شعبة الاستخبارات، لكن الصحيفة أشارت إلى أنه “يتبين من ملف التحقيقات أنه لم يكن هنا هناك أي توجه إلى هذا اللواء بشأن إمكانية تحريك قوات عند الحدود خلال الليل. ويوجد نقاش حول من يتحمل مسؤولية عدم تنفيذ عملية تحريك قوات”.

وأجرى هاليفي مداولات لتقييم الوضع مع بسيوك وفينكلمان، عند الساعة الرابعة فجراً، وأوعز بإطلاق طائرة استطلاع مسيرة فوق قطاع غزة من أجل التقاط صور نوعية، وذكر أنه “حتى لو تبين أن هذا تدريب لحماس، فإنه توجد فرصة لجمع معلومات”.

وجاء في وثيقة التحقيق العسكري حول مداولات قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في تلك الليلة أن “رئيس هيئة الأركان العامة قرر أنه بغياب تطور هام آخر، ستجري مداولات أخرى برئاسته في ساعات الصباح”، وأصدر مكتب هاليفي دعوة إلى عدد من الضباط الكبار لمحادثة عند الساعة 08:30، في صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر. لكن هجوم “حماس” المفاجئ انطلق قبل ساعتين من “محادثة” كهذه.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img