جولة لفياض والحايك في النبطية: نعمل على رفع التغذية الكهربائية للشعب الصامد

أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أنه زار يوم الأربعاء مدينة النبطية برفقة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك.

وقال فياض: “النبطية الجريحة ستنهض بصمود اهلها ومحبيها من كافة انحاء الوطن، وجميعنا ملتزم مع اهلنا في النبطية وفي الجنوب الذين قدموا اغلى ما يملكون في سبيل الوطن، قدموا الشهداء والارواح في سبيل تحقيق الردع ضد العدو قدر الامكان وصولا الى وقف اطلاق النار”.

وأضاف: “نمر في مرحلة محورية في نهاية فترة الستين يوما ونتمنى ان نكون مقبلين على استقرار للبنان ومحافظة على كل حدوده بدون انتقاص شبر واحد من ترابه. ونتمنى ان نكون مقبلين ايضا، على فترة استقرار للمؤسسات وللسياسة وللاوضاع الاجتماعية والامنية في سبيل تحقيق النمو والتعافي وعملية انتظام المؤسسات الدستورية”.

وتابع: “لقد شهدنا مؤخرا انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيسا للجمهورية، واختيار الرئيس نواف سلام لتشكيل حكومة جديدة، واليوم لدينا متغيرات ة ايجابية نبني عليها ونتمنى ان تكون مكان اجماع من كل مكونات الوطن، وان تكون ايضا لكل المواطنين في هذا البلد. لا أعتقد ان هناك هدفا من تطورات الفترة الاخيرة الا ما فيه مصلحة الجميع وليس مصلحة احد على حساب آخر”.

وكرر فياض قوله إن “اهلنا في النبطية قدموا تضحيات كبيرة، فهناك 150 شهيدا في مدينة النبطية فقط بحسب الاحصاءات، بينهم مستخدمون في شركة الكهرباء ورئيس بلدية النبطية واعضاء وموظفون من البلدية ومواطنون احباء، اشقاء، هؤلاء كانوا شهداء ابطال، ومن واجبنا ان نكون هنا تكريما لهم ولكل الاهالي الصامدين ونواب المنطقة وكل الفاعليات، لنظهر أعلى درجات الوحدة الوطنية التي نتمسك بها في مسار التزامنا مع الجنوب وهله ومع النبطية، والتزام مؤسسات الكهرباء وشركائها في القطاع الخاص كشركة مراد وغيرها في اعادة تنشيط العجلة الاقتصادية وما دمره العدوان الاسرائيلي وربط الشبكات” .

وأكد فياض الجهود التي بذلتها شركة الكهرباء لاعادة التيار الكهربائي الى الكثير من المناطق، في الوقت نفسه الذي تؤمن الزيادة في التغذية كي ينعم بها اكبر عدد من المواطنين، ومن المتوقع تأمين 800 ميغاواط خلال الايام القليلة المقبلة وصولا الى 900 ميغاواط اذا أضفنا عليها انتاج معامل الليطاني، وستتأمن 11 ساعة تغذية اعتبارا من الاسبوع المقبل .

كما طالب فياض الحكومة أن يكون عناك اعفاءات في المناطق التي اصابها العدوان، والاموال المخصصة لهذا الموضوع ليست متوفرة في مؤسسة الكهرباء او في الوزارة بل الموارد والاموال متوفرة كلها لدى الدولة اللبنانية التي إذا أرادت الوقوف مع اهل الجنوب وغيره، يمكنها ان تدعم فواتير الكهرباء والمياه عبر دعم المؤسسات المعنية، اي مؤسستي الكهرباء والمياه، ماليا لنتمكن من القيام بهذا العمل الذي يوفر على الناس كلفة الكهرباء والمياه لا سيما وان هؤلاء الناس تضرروا من الحرب لفترة محدودة، مضيفاً أن طلبه داء في إطار موجود لدى الامانة العامة لمجلس الوزراء.

وأعرب عن تمنيه أن تعالج الحكومة الحالية او العتيدة هذا الموضوع، وكل ذلك يتوقف على الامكانات المتوافرة في الدولة والاولويات الموضوعة بشكل عام.

وذكر فياض مشكلة المياه التي تعم كل لبنان، قائلاً: “اننا في فترة شح رغم اننا في فصل الشتاء، ونأمل عودة الامطار لكي تعاود مراكز التغذية تحسنها. وطبعا العدوان ألحق اضرارا كبيرة بشبكات التوزيع وقد يسبب ذلك بعض المشاكل”.

وتطرق الى موضوع الخسائر المقدرة في قطاعي المياه الكهرباء جراء العدوان الاسرائيلي، فقال: “هذه الخسائر تتراوح بين 400 و600 مليون دولار، خسائر قطاع المياه تقريبا 200 مليون دولار والكهرباء بين 300 و400 مليون دولار اذا اخذنا بالاعتبار الخسائر الناجمة عن عدم جباية الاموال من المناطق المتضررة، اي خسائر بالايرادات اضافة الى الخسائر في البنى التحتية وكلفة الاصلاحات الضرورية التي يمكن ان تحصل، كل تلك الخسائر تراكمت في الوقت نفسه، وقد رصدنا وأحصينا ذلك كمتطلبات اولية وضمناه كورقة الى المؤتمر الذي عقد في باريس وخصص لتقديم المساعدات، بحيث تم الاتفاق على التزام الجهات المانحة حينها بمبلغ المليار دولار تقريبا. وعلى الارجح هذا الالتزام سيترجم في المرحلة المقبلة من الحياة السياسية مع الحكومة الجديدة، ونتمنى ان يكون جزءا من اولوياتها تأمين التنفيذ بعد تأمين الالتزام” .

وأضاف: “ان هامش المرونة في العمل الذي استطاعت مؤسسة كهرباء لبنان القيام به اليوم، ناتج عن الاصلاحات المالية والهيكلة التي قمنا بها والتخطيط الذي نفذناه بين الوزارة والمؤسسة لتتمكن من القيام بهذه الاعمال، سابقا لم يكن بمقدور مؤسسة كهرباء لبنان القيام بأي اصلاحات دون العودة الى الحكومة وموارد الدولة، ولكن اليوم اختلف الامر وباتت المؤسسة قادرة على إنجاز الاعمال الاساسية المطلوبة منها” .

بدوره، قال المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان: “اليوم نقوم بزيارة ثانية للجنوب بعد انتهاء الحرب، فالزيارة الاولى كانت في 28 تشرين الثاني وطبعا كنت اطلعت الوزير فياض على ذلك، ونحن نشكر دعمه ووجوده اليوم مع زملائي المستخدمين في النبطية”.

وتحدث الحايك انتهاء المرحلة الاولى من الاصلاح والتأهيل، متابعاً: “في شباط المقبل نكون انتهينا من المناطق التي تعتبر خارج الـ60 يوما التي تم تحديدها، والمرحلة التالية هي ضمن الـ60 يوما. باختصار كل محطات التحويل الرئيسية في الجنوب باستثناء محطة الطيبة، استعادت التغذية بالتيار الكهربائي، وخطوط النقل والمحولات الموصولة بها تعمل بشكل طبيعي. اما في ما خص دوائر: صيدا، الزهراني وجزين، فقد تم اصلاح جميع الاعطال. وفي مرجعيون هناك بلدة واحدة ومحول واحد خارج الـ60 يوما المحددة، نأمل ان نزودها بالكهرباء خلال الايام القليلة المقبلة”.

وأشار إلى أنه “في صور والنبطية حصل اكثر من 90 بالمئة من المواطنين على التغذية ويبقى لدينا نقطة اساسية نعمل على اصلاحها في بلدة جويا التي تحتاج الى 30 محولا نعمل على تأمينها تدريجيا. واليوم اجري تقييم للاوضاع مع الوزير فياض من النبطية وأين وصلت جهودنا، التي تتم بتمويل ذاتي من المؤسسة”.

وقال: “لقد أعددنا خطة لما بعد الـ60 يوما بكلفة أولية للقرى والبلدات ضمن ال60ـ يوما تقارب 20 مليون دولار، كل هذه المبالغ المخصصة والمرصودة لهذه الاعمال هي من واردات المؤسسة الذاتية، إذ حتى اليوم لم نحصل على اي دعم أو هبة في هذا المجال، وطبعا لن ننتظر أي هبة او دعم كي ننجز التصليحات لتوفير التغذية للمواطنين العائدين الى منازلهم” .

بعد ذلك، تفقد فياض والحايك السوق التجاري في مدينة النبطية، والذي دمر بشكل كامل جراء العدوان الاسرائيلي، وجال في عدد من الشوارع واطلع على حجم الدمار والاضرار الكبيرين في المباني والمحال والمؤسسات التجارية وبشبكة الكهرباء والمحولات.