كشفت معلومات لصحيفة “الأخبار”، أن اثنين من الموقوفين الأربعة من تنظيم “داعش”، الذين اعتقلتهم سلطات الأمن السورية أخيراً بتهمة التخطيط لتفجير مقام السيدة زينب في دمشق، جُنّدا في مخيم شاتيلا في جنوب بيروت.
وأوضحت مصادر أمنية أن أحدهما هو الفلسطيني م. س. المعروف بسلفيّته، فيما لم تعرف جنسية الموقوف الثاني الذي كان يلازمه دائماً، لكنه غير معروف من أهالي المخيم.
وأعلن جهاز الاستخبارات العامة في سوريا، الذي شُكّل حديثاً بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، الشهر الماضي، أنه “بالتعاون مع إدارة الأمن العام في ريف دمشق، نجح في إحباط محاولة لتنظيم داعش تنفيذ تفجير داخل مقام السيدة زينب”.
ونشرت وزارة الداخلية صوراً لـ”أفراد الخلية” الذين قُبض عليهم في “وكر” تحصّنوا بداخله في ريف دمشق.
كما نشرت وثائق ثبوتية، من بينها هوية لبنانية وإخراج قيد لبناني وبطاقة خاصة باللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، ومبالغ مالية بالدولار وبالليرتين اللبنانية والسورية.
إلى ذلك، توافرت معلومات لدى الأجهزة الأمنية عن ازدهار تجارة الأسلحة مع استمرار وصول شحنات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر من منطقة مجدل عنجر الى عدد من المناطق، من بينها صبرا وشاتيلا والناعمة وخلدة، وذلك منذ سقوط النظام السوري في الثامن من الشهر الماضي.
وأوضحت أن معظم هذه الأسلحة، التي تم الاستيلاء عليها من مخازن الجيش السوري، تدخل عن طريق المعابر غير الشرعية مع سوريا، وتباع بأسعار زهيدة.
وأكدت المصادر أن هذه الأسلحة ذهبت إلى عائلات سورية في منطقة خلدة، أبرزها عائلة مفلح، إلى جانب عائلات وعشائر عربية في المنطقة، فيما تولى الشيخ طارق م. الإشراف على عملية التوزيع في منطقة الناعمة، علماً أنه زار سوريا غداة سقوط النظام.
وأكدت معلومات لصحيفة “الأخبار”، أن هذا الملف كان من بين ما بحثه الوفد الأمني (مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي ونائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري) الذي رافق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في زيارته لدمشق الأسبوع الماضي مع رئيس الاستخبارات العامة السورية أنس خطاب. وجرى البحث في ضبط الحدود بين البلدين ومنع دخول شحنات أسلحة، وطرح الجانب اللبناني حول دعم الإدارة السورية الجديدة لهذه الجماعات أو عن أيّ تواصل يجري بينهما، فكان الرد السوري بأن “هناك جماعات وجهات لبنانية عديدة تواصلت معنا طالبةً الدعم، وبسط نفوذنا في لبنان عبرها، لكننا لا نريد إعادة تجربة الخمسين عاماً الماضية”.