تصوير عباس سلمان

التيار بيضة القبان في تسمية الرئيس المكلف

جريدة الاخبار اللبنانية | الصحف اللبنانية

| رلى ابراهيم |

حتى مساء أول من أمس، كان الجو العام يوحي بأن التيار الوطني الحر أكبر الخاسرين من تطورات الأيام الأخيرة، لعدم التحاقه بصفقة انتخاب قائد الجيش جوزف عون رئيساً للجمهورية ولعدم نيته تسمية رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، ما سيبقيه معزولاً وينقله الى المعارضة. لكن الوضع انقلب رأساً على عقب بين ليلة وضحاها، بعدما تحوّل التيار إلى بيضة قبان لضمان تسمية رئيس الحكومة المنتخب نواف سلام.

في السياسة، وبمعزل عن الرواية التي يقدمها كل من حزب الله وحركة أمل، تقول مصادر النائب جبران باسيل، إن التيار «خارج من خيبة أمل رئاسية بدأت بتفرد الثنائي بقرار ترشيح سليمان فرنجية ومحاولة فرضه، وصولاً الى عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه صباح الأربعاء من الأسبوع الماضي في منزل رئيس التيار». مع ذلك، «التزم باسيل بعدم التصويت لعون، في حين لو صوّت له في الدورة الأولى لما احتاج للذهاب الى دورة ثانية». غير أن ما حصل يومها لم يفتح نقاشاً بين التيار وحزب الله طوال الأسبوع الماضي والحالي، وتكلّل الأمر بعدم التنسيق بموضوع الحكومة حتى مساء أول من أمس. وبحسب المصادر، «أدرك باسيل أن حزب الله وحركة أمل وميقاتي واثقون بقدرتهم على الإتيان بالأخير مجدداً بلا منّة من التيار لثقتهم بمتانة الاتفاق الذي صاغوه والذي يقضي بعودة ميقاتي الى الحكومة حتى الانتخابات النيابية المقبلة، ولاستخفافهم بقدرة الباقين على خوض معركة في وجههم»، علماً أنه في الحالتين، «أي حتى لو جرى التواصل مع التيار، لم يكن رئيسه ليوافق على التصويت لميقاتي لأسباب عديدة.

فالأخير كان رمز تعطيل آخر عام من عهد ميشال عون نتيجة مماطلته في التشكيل وإدخاله الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال، ليصبح من أكثر المكروهين لدى العونيين بسبب تعطيله العهد وكل مبادراتهم، وارتياحه بالحكم بغياب وزراء التيار، ورفضه بعنجهية كل المخارج التي حاول الوزراء إيجادها للتنسيق معه، مصرّاً على الحكم غصباً عنهم». وحتى عندما قرر الوزراء العودة الى الحكومة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية وحاولوا إيجاد حلّ لتلك العقدة، رفض كل المخارج. ولسخرية القدر، «عندما تيقّن ميقاتي صباح أمس بأن القطار قد فاته وبأنه بات في مأزق، حاول التواصل مع التيار عبر أحد المقربين منه عارضاً ضمانات حكومية، فرفض باسيل مجرد الحديث في الموضوع أو النقاش به لمعرفته المسبقة بأن الرجل غير جدير بالثقة». في موازاة ذلك، كان التيار قد قرّر مساء أول من أمس، خلال الاجتماعات التي عقدها، عدم تسمية ميقاتي.

وكان القرار المبدئي حتى صباح أمس بوضع التسمية في عهدة رئيس الجمهورية ليمنحه فرصة اختيار رئيس الحكومة الذي يتناغم معه: «فالتجربة تؤكد أنه في غياب أيّ وئام بين الرئيسين، لا يمكن لأيٍّ منهما أن يقوم بعمله وقد عشنا تلك التجربة». ولكن، «بعد مشاركة النائب جميل السيد في الاستشارات صباحاً ومحاولة وضعه التسمية في عهدة الرئيس، ورفض الأخير الأمر بشكل قاطع، تراجع التيار عن هذا الطرح». وبالتالي كان أمامه خيار واحد هو القاضي نواف سلام بعد انسحاب النائب فؤاد مخزومي، الذي زار رئيس التيار بعد ظهر يوم أول من أمس وتجمعه بباسيل علاقة جيدة. ورغم بدء الحديث عن مقايضات وصفقات، كما تقول المصادر، أتى اختيار باسيل لسلام وفق أربعة معطيات: 1- رفضه المطلق التصويت لميقاتي. 2- انسحاب مخزومي واستبداله بمرشح آخر. 3- العلاقة الممتازة التي تجمع باسيل بسلام وتواصلهما الدائم، فضلاً عن ثقة باسيل بمصداقية سلام أكثر من غيره. 4- توفر كل الحظوظ لنجاح سلام بخلاف المرات السابقة.