| خلود شحادة |
خسرت المعارضة، مسبقاً، معركتها في تسمية رئيس الحكومة المقبل، وخسر معها مرشّحها النائب فؤاد مخزومي، وقدّمت هدية لرئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي لإعادة تسميته مجدداً لتشكيل حكومة عهد الرئيس جوزاف عون الأولى.
أما أسباب خسارة المعارضة فهي عديدة:
ـ التنافس داخل المعارضة بين المرشحين، خصوصاً بعد أن أعلن كل من النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي ترشيحهما، علماً أنهما يجتمعان في كتلة “التجدّد” النيابية مع النائب ميشال معوض. ولم يفلح اجتماع نواب المعارضة واتفاقهم على تسمية مخزومي في تجاوز “زعل” ريفي.
ـ عدم اتفاق قوى المعارضة في ما بينها، وكذلك مع النواب المستقلين والتغييريين، ووجود مرشّح تغييري هو النائب إبراهيم منيمنة.
ـ تسمية مخزومي صدرت أولاً من معراب، وهو أمر يصعب تجاوزه، خصوصاً في الشارع السني الذي لا يستطيع القبول بأن يكون رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “وصياً” على رئيس الحكومة، أو أن تحدّد “القوات اللبنانية” إسم رئيس الحكومة. وفي هذه النقطة لا تقع المسؤولية على “القوات اللبنانية” أو على رئيسها جعجع، لأنه من حقهم كفريق سياسي أن يطمحوا برئيس حكومة يدور في فلكهم، لكن المسؤولية تقع على عاتق المرشّحين الذين رهنوا أمر ترشيحهم أو قبلوا بأن يخرج هذا الترشيح من معراب خصوصاً، أو من أي موقع سياسي آخر.
ـ شخصية فؤاد مخزومي المتقلّبة والمزاجية. فهو اقترب في مرحلة سابقة، حتى التماهي، مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي رشّحه آنذاك لرئاسة الحكومة، وشنّت عليه “القوات اللبنانية” حملة عيفة وكأنه ينتمي إلى “التيار البرتقالي”.
اقترب في مرحلة ما مع “حزب الله” قبل أن ينتقل إلى موقع العدوة مع الحزب وكذلك مع حركة “أمل”.
وكاد أن يعتكف بعد الانتخابات النيابية في العام 2022 بسبب فشل لائحته في تأمين فوز أي من المرشحين باستثنائه.
ثم تقارب من نحو سنتين مع “القوات اللبنانية” حتى أصبح رئيسها سمير جعجع بمثابة “المرشد الروحي” للنائب فؤاد مخزومي.
ـ لم يستطع مخزومي أن يشكّل نقطة تقاطع بين القوى السياسية، وقدّم نفسه كمرشّح تحدّي.
ـ لم يتمكّن مخزومي من تأمين مظلّة خارجية لترشيحه، وبقي ترشيحه من دون رافعة، حتى من الدول التي اعتقد مخزومي أنه “رجلها” الأول في لبنان.
أدركت قوى المعارضة هذه الوقائع، وحاولت استدراك خسارتها على حساب ترشيح مخزومي، لعلها تقطع الطريق على الرئيس ميقاتي، فإذا بها تطلق “رصاصة الرحمة” على طموحات فؤاد مخزومي قبل أن “تتخمّر”.
وكشفت معلومات خاصة لموقع “الجريدة” أن اتصالات مكثّفة حصلت بين مكونات المعارضة للتراجع عن ترشيح مخزومي، من دون معرفته، وتسمية شخصية جديدة تؤمن تقاطعاً بين عدد أكبر من القوى السياسية.
وأكدت معلومات موقع “الجريدة” أن بعض أطراف المعارضة حاولوا تسويق إسم نواف سلام، إلا أن هذه الاتصالات فشلت في تأمين توافق أوسع على نواف سلام، وهو ما أثار غضب مخزومي لشعوره بأنه تعرّض للطعن في ظهره.
وأوضحت مصادر موقع “الجريدة” أن العلاقة بين قوى المعارضة “متوتّرة”، وأن مواقف نواب المعارضة في الاستشارات ستعبّر عن هذه الأجواء “المكهربة”.