| مرسال الترس |
بعد سنوات عصيبة من الأزمات، المالية والصحية والإجتماعية، التي أوصلت اللبنانيين إلى “سابع جهنم” كما جاء على لسان الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون، بدأ أهل الوطن المثقل بالحروب والصراعات يتنفسون الصعداء مع انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً رابع عشر للجمهورية، آملين أن يكون تاريخ انتخابه، في 9 كانون الثاني، مفصلاً في الحياة السياسية، يستطيع نقلهم إلى أجواء من الاستقرار والازدهار التي قد تساعد العديد من شباب هذا الوطن الذين أجبروا على مغادرة أرضهم الى بلاد الله الواسعة، للتفتيش عن العيش بكرامة، للعودة الى الأرض التي دفع أجدادهم وآباؤهم دماً نقياً بغية المحافظة عليها.
صحيح أن من سمعوا خطاب قسم الرئيس قد بدأوا ببناء آمال واسعة، متكئين على تاريخ الرجل في التمسك بكيانية وطن الأرز، وأدائه في المؤسسة العسكرية التي يحترمها الجميع. ولكنهم سينتظرون ترجمة الأقوال بالأفعال بحدها الأدنى. ولأن آذانهم قد شُنِّفت طوال ثمانية عقود من الاستقلال بآلاف الخطابات التي أغدقت عليهم الوعود، والتي لم يأتِ منها إلاّ الهباء المنثور الذي انعكس فساداً ومصالح شخصية لا حد لها، و”شفط” أموال الناس.
فمن منطلق أنه القائد الخامس للجيش في الجمهورية الذي استطاع أن ينتقل من اليرزة إلى القصر الرئاسي، سيصلّي اللبنانيون لتحقيق المبادئ التالية:
* أن يكون شهاباً (نسبة إلى الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب) يعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة التي تكون الملجأ لجميع المواطنين، كما وضع أسسها الرئيس الثالث للجمهورية في ستينيات القرن الماضي، وباتت مضرب مثل في الشفافية والسواسية، عبر إيصال الجميع الى حقوقهم!
* أن لا يتأثر بالضغوط الإقليمية والدولية وينفذ أجندات شبيهة بالتي أقدم عليها الرئيس العماد ميشال سليمان الذي خسر ثقة من منحوه إياها، من منطلق أنه منقذ لما اعترى الوطن من جراح جراء حرب مخيم نهر البارد التي بقيت آثار غبارها معلقة على بزته العسكرية!
* أن يعمل بكل ما أوتي من قوة على تنفيذ مضمون خطاب قسمه المتضمن كلاماً من ذهب، لكي يعيد اللبنانيين من جهنم التي تحدّث عنها سلفه الرئيس العماد ميشال عون.
* أن لا يسمح لأي جهة بدفع الجهات الرسمية إلى إحداث شرخ بين أبناء الوطن ومؤسساته، بحجة نزع جذور المقاومة التي يجب أن تبقى شعلتها مخرزاً في عين العدو الذي يتربص دائماً بأرض هذا الوطن!
* أن يبقى مترفعاً عن المحاصصة التي تفتح الشهوات على الكثير من النزوات!
عندها فقط سيمارس الشعب اللبناني نفسه كل الضغوط لكي تمدّد فترة ولايته، وليس أن يعدوا الأيام لرحيله كما حصل مع بعض أسلافه!