تصوير عباس سلمان

عن بولا وفراس…وأنياب الضباع!

| ميرنا عمار |

توحي مشاهد النواب في برلمان لبنان بقاعات سينما “الأكشن”، حيث تختلط أصوات “الأبطال” وهم يتدافعون للوصول إلى “النصر الأبدي”: الصورة القوية أمام الجماهير.

هذه الصورة التي يسهل رسمها وإدراجها ضمن قائمة الفنون التمثيلية الجميلة، تظل عالقة في ألبومات الشعب، حيث يستذكرها في كل عرض من عروض ممارسة السلطة.

لكن، تظل بعض المشاهد خارجة عن السيناريو، كمشهد إمرأة تدافع عن نفسها أمام أنياب ضباع السياسة. أن تدافع أنثى بكل ما أتت به من احترام لأنوثتها أمام كم هائل من ذكورة مسمومة ملطخة بالفساد، ليس بالشيء الذي تعود المشاهد الشرقي عليه.

وقفت أنثى أمام أحد “الضباع”، بثقة، وقوة، وشجاعة. احتار كيف يسكت أصوات الثائرين على أي واقع مسيء للإنسان، إن كان واقع الفساد والسرقة الذي أصبح موشومًا على جبين كل مؤسسة لبنانية، أو واقع الذكورة المتغلغلة في صلب السياسة ولا وعي المشاهد.

ومن الطبيعي أن تمتلئ الساحات بأصابع الاتهام. لكن، هل فعلًا من يتهم شرف الأنثى دائمًا أمام أي تحد أو استحقاق سياسي أو ديني، هو مقتنع باتهامه؟

على كل حال، فهذه الأصابع أيضًا تتوجه أمام الشاشة إلى شخصيات أخرى، تشعل في نفوس المشاهد الشرقي الغضب والإحباط، والهلوسة في بعض الأحيان، وهي المدافعة عن الشخصية الأولى المشكّلة محور الفيلم. فعلًا، أن يقف رجل أمام لجنة تدقيق بأخلاقيات الحوار رأفة ً بصندوق الاقتراع، أو احترامًا للمهتم بمتابعة المشاهد، ليس بالموقف الذي يلاقي استحسان البعض.

يجب أن تتكرر هذه التجارب السينمائية، في كل مرة يحاول ضبع أن يسيّل لعابه على شرف إمرأة أمام أمثاله الموبوئين، وأن تستوعب كل إمرأة مكانتها الحقيقية في عين نفسها، وتقتلع عين كل من يراها “مادة دسمة” للسخرية أو سبيلاً للوصول إلى “النصر الأبدي”، لأن النصر الحقيقي على مدرّجات المجلس هو كسر كل ما يسيّج ذوي الوباء ويحميهم من العدالة.