| خلود شحادة |
بلغت مفاوضات الساعات الأخيرة من مساء يوم الأربعاء الخواتيم بخلاصة تجعل جلسة يوم الخميس الرئاسية، وحيدة، تفتح وتقفل على انتخاب رئيس للجمهورية بعد نحو سنتين وشهرين على الفراغ.
“هبّت” رياح قائد الجيش، وتم الاتفاق على أن يكون جوزاف عون رئيساً “توافقياً” بين معظم القوى السياسية، وإن غامر جبران باسيل وكذلك ثلّة من المستقلّين بعدم ركوب “موجة” القرار الإقليمي ـ الدولي على اختيار قائد الجيش رئيساً للبنان.
تفاصيل الساعات الأخيرة من المفاوضات، كانت حافلة بالاتصالات السياسية المكثّفة، بعد أن شكّل “الثنائي الشيعي” خلية مشتركة عقدت اجتماعاً مغلقاً على مدى أكثر من 5 ساعات، وتولّت تنسيق الاتصالات والتواصل، وكذلك مناقشة الاقتراحات و”الأثمان” التي جرى عرضها على “الثنائي” للقبول بالاقتراع للعماد جوزاف عون.
في الضفة المقابلة، كان الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان يتابع الاتصالات مع المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، ومع القيادة السعودية والجانب الأميركي. بينما كان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان يواصل جولاته واتصالاته المكثّفة مع النواب لتأمين دعمهم لانتخاب عون.
في خلاصة المفاوضات التي استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، كان هناك اتفاق “بالأحرف الأولى” على “سلّة” عناوين تتعلّق بالمرحلة المقبلة بعد انتخاب الرئيس، وتتضمّن تفاهمات أولية على إسم رئيس الحكومة المقبل وشكل الحكومة المقبلة وتوازناتها والحقائب الرئيسة فيها، خصوصاً حقيبة المالية، وعناوين البيان الوزاري، ومسار إطلاق “الاستراتيجية الدفاعية” وهدفها، وملف الإعمار، وإطلاق ورشة إصلاحات والدعم العربي والدولي للبنان للخروج من أزمته الاقتصادية.
وعليه، أصبح “الثنائي الشيعي” شريكاً في “التوافق الوطني” على انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وسار مع الرياح الدولية التي هبّت على لبنان لصياغة التسوية الرئاسية.