| غاصب المختار |
مازال البحث قائماً في تشكيل كتلة نيابية وازنة، مختلطة طائفياً ومناطقياً، تُحدث فرقاً نوعياً في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل، ولو أن أغلب أعضائها قد يكونوا من الطائفة السنية.
وعلى هذا، يواصل نواب “تكتل التوافق الوطني” اتصالاتهم بهدف تشكيل هذه الكتلة، بعد تأجيل فرضته فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، ثم إحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل عمركرامي يوم الخميس الماضي. وقالت مصادر التكتل لموقع “الجريدة” إنه “خلافاً لما تردد عن فشل تشكيل الكتلة وانعقاد اول اجتماع لها، ما زلناعلى ما نحن عليه نقوم بالاتصالات مع النواب، لا سيما المستقلين، بحيث يكون التكتل وطنياً جامعاً لا مذهبياً ضيقاً. وصحيح ان الكتلة لم تتشكل بعد، ذلك أننا نعمل على توسيع المشاركة النيابية فيها، وجرت اتصالات مع نواب من غير الطائفة السنية، ومنهم نواب اللقاء المستقل الأربعة الخارجين من التيار الوطني الحر: الياس بو صعب وابراهيم كنعان وألان عون وسيمون أبي رميا”.
وأوضحت المصادر أن غداءً جمع النواب الأربعة في منزل النائب كنعان بنواب من “تكتل التوافق”، للبحث في إمكانية انضمامهم إلى التكتل الجديد، وأن هناك اتصالات مع نواب من غير السنّة، من الشمال وغيره، ويوم الإثنين سيعقد اجتماع لـ”تكتل التوافق” وبعض النواب لمتابعة البحث. مؤكدة أن الأمور “سائرة بإيجابية”.
لكن بعض النواب المستقلين ما زالوا يحاذرون الانضمام إلى تكتل وصفوه “بالموسمي الرئاسي والحكومي”، ولا يماشون هذا التوجه. ويقول بعضهم: “نحن لسنا هوائيين، ولدينا ثوابت سياسية وطنية وقومية لا نحيد عنها، وكل طرف لديه مواقفه وتوجهاته وستظهر خلال جلسة الانتخاب، وربما قبلها بقليل”.
ويبدو أن الحركة النيابية ستتكثّف من الآن وحتى موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل، وهذا ما يفسّرحركة المرشحين المعلنين للرئاسة تجاه الكتل النيابية والقوى السياسية، وتجاه الخارج، كما فعل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بإيفاد عضو كتلة “القوات” النائب بيار بو عاصي إلى الرياض لجس نبض السعودية حيال ترشيحه. لكن مصادر الكتلة اوضحت لموقع “الجريدة” أنه “لا يمكن بعد الافصاح عن الموقف السعودي من ترشيح جعجع، وأن الاتصالات ما زالت قائمة مع الجميع ومع السعودية وعندما يكون هناك شيء للإعلان نعلن عنه في وقته”.
كما ذكر النائب المستقل الدكتور غسان سكاف لموقع “الجريدة” أنه متفائل بحصول جلسة الانتخاب، بل وانتخاب الرئيس يوم الخميس، بناء للقائه الأسبوع الماضي بالسفير السعودي وليد البخاري. لكن حتى الآن لا تقاطعات نهائية على إسم مرشح تكفل وصوله إلى سدة الرئاسة. وأضاف “في الاتصالات التي أجريناها مؤخراً، لمسنا جدية واهتمام كبيرين من المجتمع الدولي، بالتوازي مع تصميم داخلي، ما يؤكد أنه سيكون للبنان رئيس للجمهورية تُفتح له أبواب قصر بعبدا في 9 كانون الثاني 2025”.
أضاف سكاف: “علينا انتخاب رئيس قبل أن تفاجئنا الأيام المقبلة بتطورات جديدة تؤدي إلى انكفاء المجتمع الدولي ونحن عراة”.
بالتوازي، يقوم بعض نواب “التغيير” بلقاءات مع بعض المرشيحن للرئاسة بعيداً عن الاعلام، وأوضح أحدهم لموقع “الجريدة” أن القرار بدعم احد المرشيحن يُتخذ في 8 كانون الثاني، أي عشية الجلسة، أضاف “لكني أجزم بعقد الجلسة الانتخابية. أما هل سيتم انتخاب رئيس فيها؟ فالأمر متروك للجلسة ولنتائج مشاورات اليوم الأخير السابق للجلسة”.