هل ستتعلم سوريا الجديدة من درس أفغانستان؟

نشرت مجلة “فورين أفيرز” تقريرًا لها يحكي عن “ضرورة تعلم الإدارة السورية الجديدة والدول التي تتعاطى معها من درس سابق وهو عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021”.

فبعد استيلاء طالبان على كابل، تعثرت أفغانستان تحت وطأة العقوبات والعزلة الاقتصادية والدبلوماسية، حسب التقرير.

كما ذكر أن “الحكومات الأخرى فشلت في التصرف بالسرعة والجرأة الكافيتين لتخفيف أزمة الفقر في البلاد، وتركت العقوبات الاقتصادية التي لم يكن لها تأثير معتدل على طالبان ولكنها دفعت الأفغان إلى ما يقارب المجاعة”.

وأضاف أن “معظم البلدان رفضت التفاوض مع طالبان بطريقة ربما كانت لتعزز حقوق المرأة وغيرها من المعايير الدولية، واختارت بدلا من ذلك الانتظار ومعرفة ما إذا كان قادة أفغانستان الجدد سيفعلون ذلك بمفردهم”.

وتابع: “لقد كان هذا الإحجام عن التعامل مع طالبان بمثابة ضربة للجناح البراغماتي في الحركة، مما أدى إلى تمكين المتشددين خلال الأشهر الأولى الهشة من حكم النظام”.

وشجعت هيئة تحرير الشام هذا التواصل من خلال إظهار المرونة السياسية والأيديولوجية التي تميزها عن طالبان، بحسب المجلة التي أضافت: “الجهات الفاعلة الخارجية تبدو على استعداد لتكرار العديد من الأخطاء نفسها التي ارتكبتها في أفغانستان بعد استيلاء طالبان على السلطة”.

وذكر تقريرها أن “الحكومات الغربية لديها مصلحة قوية في التعلم من أخطائها في أفغانستان، لأن الأزمة المطولة في سوريا من المرجح أن تمتد إلى بقية الشرق الأوسط، وتقوض النفوذ الغربي في المنطقة، وتجبر المزيد من الناس على الفرار من البلاد. وإذا ما تباطأ الغرب، فقد يدفع البلاد نحو الانهيار ويبدد نافذة الفرصة القصيرة لإقناع المتمردين السابقين باتباع المسار الصحيح”.