يتصاعد الاهتمام بمقاربة علاجية جديدة وواعدة في مواجهة سرطان البروستات، تتمثل بالتعامل معه بواسطة الموجات الصوتية الموجهة والعالية الكثاف، التي تعمل بديلاً للمشرط في عملية إزالة الورم من البروستات. وتتضمن تلك المقاربة المتقدمة تقنياً فوائد عدّة تشمل ضآلة الآثار الجانبية الناتجة عنها، بحسب ما نشر في موقع “ميديزيت”.
يشكل ما طرح في هذا المجال تحولاً على مستوى العمل الجراحي في معالجة سرطان البروستات. فبدلاً من إجراء الجراحة بواسطة الأدوات التقليدية، تستخدم فيها فأرة الحاسوب. وفي دراسة حديثة، قارن جراح فرنسي وفريقه الجراحة الروبوتية الجديدة مع نظيرتها التقليدية التي تشكل حتى الآن الوسيلة العلاجية الرئيسية لسرطان البروستات.
ومن المعلوم أن الجراحة التقليدية لإزالة أورام البروستات تؤدي إلى آثار جانبية معروفة على الحياة الجنسية، وكذلك الحال بالنسبة إلى القدرة على التبول.
وبعد تشخيص حالة سرطان البروستات بفحص “بي إس إيه” والتصوير بالرنين المغناطيسي وفحص الخزعة، يمكن اقتراح الجراحة الروبوتية. وعبر إدخال جهاز رقمي متطور في المخرج، فيصبح خلف البروستات مباشرة ما يمكِّن من إنتاج صور صوتية ثلاثية الأبعاد تكون مركزة على الورم بشكل دقيق.
وعبر الجهاز نفسه، توجّه موجات صوتية عالية الكثافة كي تصيب موضع السرطان بدقة، ما يقلل من تأثيرها على الأنسجة الطبيعية المحيطة بذلك السرطان. وخلال تلك الجراحة، تنتج الموجات الصوتية بمعدل يصل إلى 600 موجة مكثفة، وتنتج حرارة تتراوح بين 80 و100 درجة مئوية. وبفضل تلك الحرارة، تقضي كل موجة على مساحة لا تتخطى الخمسة ميللمترات مربعة، وبقطر 1.7 ميللمتر.
وتجري تلك العملية تحت التخدير الموضعي، وبجلسة واحدة تتراوح مدتها بين نصف ساعة وساعتين.
في 90% من الحالات، حسب الأطباء المختصين، لا تتعرض القدرة الجنسية لأي أذى، فيما تصل تلك النسبة إلى 50% في الجراحات التقليدية. وكذلك لا تؤثر هذه التقنية في القدرة على الانتصاب إلا بنسبة ضئيلة تماماً.
تجدر الإشارة إلى أنه حتى اللحظة، بقيت الجراحة التقليدية والعلاج بالأشعة الوسيلتين الوحيدتين لمواجهة سرطان البروستات الذي يتطور أولاً ببطء، قبل أن تتسارع وتيرة تطوره.