أصدرت محكمة جنايات محافظة واسط العراقية أحكاماً بالسجن بحق مدانين ينتمون إلى جماعة “القربان” في العراق لإدانتهم بجريمة “تحريض المواطنين على الانتحار”.
وأعلن المسؤول المحلي في محافظة واسط حبيب البدري إن “فرق الأمن الوطني في المحافظة ما زالت تلاحق جماعة القربان في المحافظة، حيث بلغ عدد المعتقلين لغاية الآن منذ بدء الحملة ضدهم قبل عدة أشهر، إلى أكثر من 100 معتقل”، موضحاً أن “هؤلاء المعتقلين بعضهم يحملون أسماء دلع منها: أبو الليو، عصفورة، دبابة، ستموني، نصيحة، والإمبراطور”.
وتواصل السلطات الأمنية والقضائية العراقية ملاحقة عناصر جماعة “القربان” المتطرفة بمناطق وسط العراق وجنوبه، منذ عدة أشهر. وتصنف السلطات العراقية الجماعة ضمن خانة الجماعات “المنحرفة” دينياً، بعد تفشي ظاهرة الانتحار بين أفرادها.
وخلال الأشهر الماضية، أعلنت الأجهزة الأمنية عن اعتقال نحو 90 منتمياً لهذه الجماعة، لكن مراقبين ونشطاء من مناطق انتشار هذه الجماعة يؤكدون أن نشاطها ما زال مستمراً، وسط رعب الأهالي من تأثيرها على أبنائهم وبناتهم.
ونشطت جماعة “القربان” أو “العلّاهية” في عدد من المحافظات، خصوصاً محافظة ذي قار الجنوبية، وتنفذ طقوساً متطرّفة تتضمّن تقديم أشخاص “قرابين” إلى الإمام علي بن أبي طالب من خلال الانتحار بطرق بشعة، الأمر الذي تسبّب في اضطرابات اجتماعية وأمنية بمحافظات جنوبي العراق. وقد سجلت محافظات ذي قار وميسان والبصرة والقادسية (الديوانية)، عشرات حالات الانتحار داخل المنازل وبعض الجوامع التي يتخذونها مقارّ لهم.
ومعظم من أقدموا على الانتحار من المنتمين للجماعة كانوا قد تركوا رسائل مكتوبة أفادوا فيها بأنّهم “قرابين للإمام علي بن أبي طالب”.
ويبدو أنّ جماعة “القربان” تملك تنظيماً واضحاً وقنوات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظى بعض رموزها باهتمام كبير، كما أنهم يعمدون إلى اللطم والضرب على الرؤوس علانية، علماً أنّ لهم أناشيد موسيقاها شبيهة بموسيقى الراب.
وكان أول ظهور لهذه الجماعة قبل نحو أربع سنوات في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، وقد أقدم عدد من عناصرها على الانتحار في منازلهم وفي هياكل لمنازل قيد الإنشاء بالإضافة إلى دور عبادة، واتضح في ما بعد أن عناصر الجماعة يجتمعون للحديث عن الذنوب التي يرتكبها البشر، وأهمية التضحية للإمام علي بن أبي طالب، ثم إيقاد الشموع في نهاية الحديث، ومن تنطفئ شمعته أولاً يقدم على الانتحار، مع العلم أن أغلبهم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً، وعادة ما ينتشرون في أطراف المدن الكبيرة وفي القرى والأرياف والمناطق النائية التي ينتشر فيها الفقر والبطالة.
وتبدي الجهات الأمنية في العراق مخاوفها من احتمالات تسلّح هذه الجماعات، وإقدامها على قتل أبرياء لتنفيذ أفكارها، ولا سيما بعض المعتقلين من الجماعة، أفادوا بأنهم ينتمون إلى مدارس “طُهرانية” (من الطُهر)، ويؤمنون بأنهم مسؤولون عن تطهير أنفسهم من الذنوب عبر قتلها، أو قتل المذنبين من أسرهم أو مجتمعاتهم الصغيرة التي ينتمون إليها.