بين عطلتي الفصحين فسحة حراك سياسي ورسمي تُـتوَج بجلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر الخميس المقبل وعلى جدول أعمالها واحد وعشرون بنداً أبرزها تحديد بدلات الإغتراب لموظفي السلك الدبلوماسي وموضوع القمح وإتفاقية عبور الطاقة من الأردن.
وفي أول أيام هذه الفسحة عجقة زوار في عين التينة.
فإلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كانت للرئيس نبيه بري لقاءات بارزة مع سفراء السعودية والكويت وقطر.
ومن مقر الرئاسة الثانية قال السفير الكويتي إن وجوده في هذا الصرح خير دليل على نجاح المبادرة الكويتية.
وفي مجلس النواب حضر مشروع قانون الكابيتال كونترول مجددًا في الجلسة المشتركة للجان النيابية.
وبحسب النائب علي حسن خليل فإنه لن يكون هناك قانون كيفما كان ولن يُشبه بالكامل ما تقدمت به الحكومة مشدداً على الحفاظ على حقوق المودعين وعلى ما تبقى من أموال في البلد.
أما اللجنة التي ينص عليها المشروع الحكومي فقد أُعيدت صيغة كل البند المتعلق بها بحيث وُضعت قيود على حدود تَصرف هذه اللجنة.
ومن تحت قبة البرلمان رد النائب خليل على كلام رئيس الجمهورية في بكركي عن موضوع التشكيلات القضائية وقال إنه لا يمكن لمن يَحجز مراسيم تتعلق بتعيينات للفئات الثالثة وما دون خلافاً للدستور أن يضغط لتوقيع مرسوم مخالف للتوازنات عندما أضيفت غرفة إلى غرف محكمة التمييز ما أدى إلى حصول خلل كبير بحيث باتت الهيئة العامة للمحكمة غيرَ متوازنة وأكد خليل ان الموضوع غير مرتبط بأي ملف قضائي.
اقليميًا القدس في الواجهة دائمًا… قطعان المستوطنين استباحت مجددًا المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال التي منعت وصول المصلين الفلسطينين.
الأقصى اذًا في قلب المواجهة وسط معادلة وحدة وترابط الساحات الفلسطينية: غليانٌ في أراضي الـ 48 والضفة ويدٌ على الزناد في غزة.
صاروخ غزاوي واحد اُطلق من القطاع لكنه حمل ألف رسالة ورسالة في بريد معادلة الردع التي كرستها المقاومة..
. التجارة مهنة شريفة يمارسها الناس منذ أقدم العصور.
أما التجارة السياسية في لبنان، فممارسة منحطَّة لبعض السياسيين الذين يعرفهم الناس جيداً منذ عقود.
هؤلاء، يتاجرون بالموت… هكذا يفعلون يومياً مع ضحايا انفجار المرفأ، وهكذا فعلوا منذ سنوات مع سقوط كل شهيد من الشهداء منذ عام 2005 إلى اليوم.
هؤلاء بتاجرون بالحياة… حياة الناس التعساء، المترقبين فرجاً في الوضع الاقتصادي والمالي، وافراجاً عن ودائعهم المحتجزة أو المنهوبة، بفعل تراكمات عمرها أكثر من ثلاثة عقود.
هؤلاء، يتاجرون بالشعارات… ومنها مثلاً ما يملاً اللوحات الاعلانية على مساحة الوطن، بتكاليف باهظة، لا يغطيها دعم معنوي فقط، ولا تكفي لتبريرها كل نظريات الفاند رايزينغ وسخاء التبرعات. ومن شعاراتهم الفارغة أيضاً، ما يكررونه دوماً عن حصار يتعرضون له، وتسلق على أسوار، وحديث خادع عن سيادة ورفض للوصاية.
هؤلاء بتاجرون بالولاءات: أمس مع سوريا وغداً ربما مع اسرائيل، وما بين الاثنين تملُّق أمام السفراء، وتزلُّف في السفارات، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
هؤلاء، يتاجرون بالمواقف… يوماً مع السلاح، ويوماً ضده… يوماً مع ربط النزاع ويوماً ضده، يوماً مع حماية البلاد من الفتنة السنية الشيعية، ويوماً مع التحريض… يوماً في موقع الدفاع عن أركان الفساد، ويوماً في موضع قيادة الثورة أو تبنيها أو التسلق عليها.
هؤلاء، يتاجرون بالحقيقة والعدالة والحقوق في كل مجال وناحية، بلا خجل ولا وجل…
ولأننا على مسافة 26 من الانتخاباتِ النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.
ظل لبنان تحت منخفض المتن متأثرا بمروج وجروح في جريمة الليل الصيدلاني الغامض الذي ترك على أرض المتن ضحية لا تزال تحقيقات مقتلها قيد المراقبة والتدقيق ومن قاضي التحقيق زياد الدغيدي الى المدعي العام في جبل لبنان نازك الخطيب كلفت شعبة المعلومات بإشراف العميد خالد حمود فك الخيوط الاولية للجريمة لكن كل فرضيات الاغتصاب والسرقة التي سرت ليلا استبعدت في كشف النهار لتسقر الرواية الأولية على دوافع شخصية أنهت مسيرة الصيدلانية ليلى رزق خنقا في مكان عملها وخنقا في الاقتصاد والسياسية والقضاء بقيت ظروف الجرائم المتمادية من دون تحقيق ومع وقف التنفيذ وبينها المشروع العالق في اللجان المشتركة الذي يقيد حركة الأموال أو ما يعرف بالكابيتال كونترول وفي اللجان امتزج النقاش بخطة ترميم القطاع المالي حيث أشارت مسودتها الموزعة على الوزراء إلى أنها ستشطب ستين مليار دولار من التزامات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية إزاء المصارف التجارية وهو التخوف المستحدث على أموال المودعين مرة جديدة أما في حركة تقييد تحقيقات المرفأ فإن حجب توقيع وزير المال يوسف خليل مرسوم تشكيلات محكمة التمييز بحجة وجود خلل طائفي فقد ترك جدالا ونزاعا قضائيا سياسيا مرجحا للتفاعل واليوم رد وزير المال السابق علي حسن خليل على رئيس الجمهورية ميشال عون وسأله: من الذي عطل ويعطل التشكيلات القضائية على مدى سنتين؟ فلا يمكن لمن يطالب بالحفاظ على التوزانات الطائفية أن يحتجز مراسيم ويضغط في اتجاه توقيع مرسوم مخالف لهذه التوازنات لكن المفارقة أن علي حسن خليل نفسه وقع مراسيم مشابهة وناقصة ميثاقيا عندما كان في موقعه وزيرا للمال كما فعل أسلاف اخرون من صنف التوقيع الثالث وبما تقدم يصبح الارتياب مشروعا من تعطيل حركة التحقيقات في المرفأ ..إذ إن الإشكال ليس عالقا عند رئيس غرفة مسيحي او مسلم.. إنما في العنبر رقم اثني عشر، وهذه الجدليات تندلع كلها.. تحت سقف معتم إذ أعلنت شركة كهرباء لبنان اليوم أن تخزين مادة الغاز أويل، قد وصل إلى حدوده الدنيا في معملي دير عمار والزهراني، وهما المعملان الوحيدان اللذان لا يزالان في الخدمة، وهو ما يوضع معمل دير عمار خارج الخدمة قسريا وسيضع معمل الزهراني خارج الخدمة أيضا في اليومين القادمين وفي انتظار تحريك عجلة التيار الكهربائي وفتح الملف في مجلس الوزراء الخميس فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يترتب مناسك العمرة قريبا للحج السياسي الى المملكة العربية السعودية وهو اطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري على اجواء جولته التي ستقوده بعد الفطر الى الكويت والتي اعلن سفيرها في بيروت عبد العال القناعي نجاح المبادرة الكويتية وعودة المياه الى ما كانت عليه.
جريمة المروج ما زالت في الصدارة خصوصًا أن وقعها جاء سيئًا جدًا لجهة فظاعتها ولجهة العودة إلى التذكير بالأمن المتفلت في أكثر من منطقة، علمًا أن الإهتمام بالتحقيقات جاء على كل المستويات، وهناك تلميح بأن الملابسات ستكشف.
تطور آخر جاء وقعه سيئًا جدًا: رامي فواز ضحية جديدة من ضحايا تفجير المرفأ، بعد إصابته إصابة خطرة في رأسه، وصمد منذ 4 آب 2020، لكنه استسلم في نهاية المطاف لهول الإصابة وانضم إلى قافلة الضحايا.
في السياسة، السِجال بين بعبدا وعين التينة فتح من جديد، فبعد كلام رئيس الجمهورية من بكركي عن عرقلة التحقيق في انفجار المرفأ وتصويبِه على ثنائي أمل حزب الله، رد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، علي حسن خليل، فاستغرب كلامه، “هو لم يسم ولكن بالتصويب كان نحونا”.
يتابع خليل: سؤالي: من عطل التشكيلات القضائية مدى عامين، والمهم أن يجيبنا فخامة الرئيس عن هذا الموضوع وعن الأسباب التي عطلت عمل القضاء ككل في غياب التشكيلات القضائية لأكثر من عامين، ولا يمكن لمن يطالب بالحفاظ على التوازنات بالمؤسسات الوطنية، ولمن يطالب ويحجز مراسيم تتعلق بتعينيات للفئات الثالثة وما دون خلافًا للنظام العام وللدستور، أن يمارس أو يضغط في اتجاه توقيع مرسوم مخالف لهذه التوازنات عندما أضيفت غرفة إلى غرف محكمة التمييز حتى حصل خلل كبير في هذا الموضوع وصرنا بهيئة عامة لمحكمة التمييز غير متوازنة”…
كلام الرئيس ورد عين التينة، يطرح السؤال التالي: هل سيستمر التيار والحركة في القطار الإنتخابي نفسه بعد هذا التراشق؟
في الهموم المعيشية، أزمة تقنين كهربائي تطل برأسها من جديد، الغاز أويل وصل إلى حدوده الدنيا في كل من معملي دير عمار والزهراني، وهما المعملان الوحيدان اللذان لا يزالا في الخدمة، الأمر الذي وضع معمل دير عمار خارج الخدمة قسريًا اليوم ظهرًا، وسيضع قسريًا أيضًا معمل الزهراني خارج الخدمة خلال اليومين المقبلين، على أن يعاد وضعهما في الخدمة مجددًا، بعد وصول شحنة الغاز أويل العائدة لشهر نيسان 2022، والمرتقب أن تصل مساء غد.
تَتغاضى عن فسادِ حلفائِها في لبنانَ وتَستخدمُ قانونَ ماغنسكي لمعاقبةِ اعدائِها السياسيين.
هو ليسَ اتهاماً من اعداءِ اميركا او مناوئيها، واِنما مقالٌ في مجلة “فورن افيرز” الشهيرة، التي رأت انَ قلةً قليلةً من اللبنانيينَ تُصدِّقُ واشنطن التي تَرعى نخبةً فاسدةً في لبنانَ بحسَبِ المجلة، بَدءاً من حاكمِ مصرفِ لبنانَ الذي تدافعُ عنه السفيرةُ دوروثي شيا، الى احزابٍ سياسيةٍ ومصرفيينَ وشخصياتٍ اعلاميةٍ متورطةٍ بنهبِ المالِ العامِّ كما تقولُ المجلة.
المقالُ الذي كتبَه الباحثُ الاميركيُ “سام هيلير” دعا واشنطن الى التخفيفِ من ازدواجيةِ المعاييرِ وضرورةِ الذهابِ الى اجراءاتٍ جِديةٍ حتى ضدَّ حلفائِها التقليديينَ في لبنانَ المتورطينَ بالفسادِ والذين نَهبوا المالَ العام..
اما استعادةُ المالِ المنهوبِ فتُعِدُّ له السلطةُ قانوناً مُلتوياً باسمِ الكابيتال كونترول، يريدُ تحميلَ المودعينَ الخسائرَ التي تَسببت بها طبقةٌ سياسيةٌ وماليةٌ تتحكمُ بالبلادِ منذُ عقود.
وعليهِ عَقدت نقاباتُ المهنِ الحرةِ من اطباءَ ومهندسينَ وصيادلةٍ وصُحفيينَ العزمَ على مجابهةِ هذا الاداء، والضغطِ لعدمِ تحميلِ المودعينَ خسائرَ الدولةِ المنهوبةَ من قبلِ مَن سَمتهُم جماعةً من الفاسدين.
اما جماعةُ المنابرِ الانتخابية، المتورِّطُ الكثيرُ منهم بعمليةِ السرقةِ الموصوفةِ وتهريبِ اموالِهم الى الخارج، فلا يزالونَ يُضللونَ الرأيَ العامَّ لحمايةِ انفسِهم وشركائِهم ممن اَوصلوا البلادَ والعبادَ الى هذا الدرْكِ الاسفلِ من الازمة..