في تحول غير مسبوق على الساحة العسكرية، تتجه الولايات المتحدة نحو إعادة صياغة مفهوم الحرب، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة، بدلاً من الأسلحة التقليدية مثل الطائرات الحربية والدبابات.
وناقش الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية، حيث سلط الضوء على التحديات والتداعيات لهذا التحول الكبير الذي تقوده إدارة ترامب بالتعاون مع الملياردير إيلون ماسك.
وأكد الجنرال مارك كيميت أن التحول إلى الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة يمثل نقلة نوعية.
وأوضح قائلاً: “نحن أمام عصر جديد، حيث تتجاوز التكنولوجيا حدود المألوف وتعيد تعريف مفاهيم الحروب التقليدية”.
وأشار كيميت إلى أن الهدف الرئيسي هو تقليل التكاليف البشرية والمادية، مؤكدًا أن العنصر البشري يمثل نقطة ضعف أساسية في منظومة الأسلحة التقليدية.
رغم هذه الطموحات، هناك مخاوف من التخلي عن الأسلحة التقليدية التي أثبتت فعاليتها لعقود. وهنا قال كيميت: “لا يمكن الاستغناء الكامل عن الأسلحة التقليدية على الفور.. الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي قد تتفوق في المهام التكتيكية، لكنها قد تواجه تحديات في المعارك الاستراتيجية التي تتطلب قرارات بشرية دقيقة”.
ناقش البرنامج تأثير المنافسة الدولية على هذه التحولات العسكرية، خاصة مع تسارع وتيرة التطورات في الصين وروسيا.
واعتبر كيميت أن “الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل التأخر في هذا السباق، خاصة وأن الصين وروسيا تستثمران بشكل مكثف في تقنيات الذكاء الاصطناع” ، مضيفاً : “إذا لم تكن لدينا المبادرة في هذه التكنولوجيا، فإن تفوقنا العسكري قد يكون مهددًا”.
قال كيميت إن “الشركات التقليدية التي لا تواكب هذه الموجة الجديدة من الابتكار قد تجد نفسها خارج اللعبة”، مضيفًا أن الشركات التي ستتمكن من التكيف مع هذا الواقع الجديد ستصبح اللاعب الرئيسي في السوق الدفاعية.
لم يخلُ النقاش من التطرق إلى القضايا الأخلاقية المرتبطة باستخدام الأنظمة المستقلة في الحروب.
ورأى كيميت أن “القضايا الأخلاقية ستكون دائمًا جزءًا من النقاش، لكن الدول التي تتخلف عن هذا السباق قد تجد نفسها مجبرة على تجاهل بعض الاعتبارات لضمان تفوقها العسكري”.