| ناديا الحلاق |
ما إن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حتى بدأ النازحون إلى بيروت يستعدون للعودة إلى مناطقهم وبلداتهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية بعد أن نزحوا منها بسبب العدوان الاسرائيلي الذي استمر 66 يوماً.
وسط أجواء من الفرح والارتياح، حزموا أغراضهم ووضعوها في السيارات أو الباصات متوجهين الى حيث ما أتوا.
بالتهاني والدموع والوداع المؤثر غادر آلاف النازحين من مراكز الايواء
رافعين الاعلام ورايات النصر، إلا أن فرح العودة حمل معه غصة فراق الأحبة.
ويقول جواد لموقع “الجريدة” فرحتنا ناقصة بفقدان “السيد”، لا معنى للانتصار والسيد حسن بعيداً عنا، كنا نتمنى لو كان بيننا، ليطل علينا ويزفّنا “خبر الانتصار بنفسه”، “تقبل الله منه الشهادة ونعاهده الاستمرار بنهج المقاومة”.
أما عماد الذي غادر منزله في الصرفند منذ شهر ونصف يقول من على باب إحدى مراكز الإيواء وهو يلملم أغراضه وجراحه ليحملها معه إلى الجنوب: “عند دخولي هذا المركز كانت لحظات أشبه بكابوس لا أستطيع نسيانها، كل ما كنا نريده سقف آمن نحتمي تحته، طوال فترة الحرب كنا متسلحون بالصبر والثبات، واليوم جاءت لحظة العودة التي لطالما انتظرناها، سنعود إلى أرضنا مرفوعي الرأس، سنعود إلى بيوتنا لننفض عنها شظايا الغدر ونرتبها كما نريد، مشيراً إللى أن منزله نجى بأعجوبة من القصف الاسرائيلي”.
ويضيف بحسرة: “أعلم أنني سأجلس في الظلمة فلا كهرباء ولا انترنت ولا اتصالات في المنطقة، ولكن المهم أننا ثابتون وصامدون وواثقون بأننا أعزةً مكرّمين”.
أما زينب التي سارعت للاستعداد للذهاب إلى الضاحية الجنوبية مع أولى لحظات وقف اطلاق النار، لتفقد منزلها الذي أصبح ركاماً، هي تعلم أنها لا تستطيع العودة نهائياً إليه قبل إعادة إعماره وتقول لموقع”الجريدة”: صحيح أن بيتي أصبح ركاماً ولكن أريد أن أتفقد الضاحية أن أشم أرضها وترابها، أريد أن أفتخر بصمودها وعزتها، كل شيء لا يهمنا المهم هي العودة، سنعيد بناء ما دمره العدو بشكل أفضل وأحسن وستعود الضاحية الى عزها ومجدها من جديد. المهم أننا منتصرون على العدو الاسرائيلي بفضل المقاومين الذين يسطّرون ملاحم البطولة والنصر”.
وتضيف مع غصة “سأتفقد الضاحية وأعود مجدداً إلى هذا المركز، إلى حين معرفة مصيري”.
فيما يقول عباس الذي دمر منزله بالكامل: “راجعين ولو نصبنا الخيم، سنعود إلى ديارنا وسنعيد إعمار الضاحية بالشبر والندر”.
بالمحصلة لا أحد يعلم أي مصير ينتظر النازحين الذين فقدوا منازلهم في اليوم التالي للحرب، بسبب ضبابية خطة الطوارىء التي وضعتها الدولة منذ بدأ العدوان الاسرائيلي على لبنان. هل سيبقون في مراكز الايواء أو يلجؤون للمنازل البديلة او لاستئجار المننازل إلى حين اعادة اعمار منازلهم؟.
موقع الجريدة حاول الاتصال بالجهات المعنية، إلا أننا لم نلقَ أي اجابة شافية، وأسئلتنا ربما سنعرف إجابة عنها في الايام القليلة المقبلة.