شكّل ارتفاع الحديث حول اتفاق وشيك لوقف إطلاق نار بين كيان العدو الإسرائيلي ولبنان، ردود فعل غاضبة لمسؤولين في كيان الاحتلال حيث اعتبروا أن هذا الاتفاق هو انتصار لـ”حزب الله” وهزيمة لـ”إسرائيل”، ووصف عدد من المسؤولين الإسرائيليين هذا الاتفاق بأنه “اتفاق الاستسلام الكبير”.
وفي حين اعتبر وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش أن أي اتفاق لن تكون له قيمة أكبر من الورقة الموقع عليها، أكد وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال، إيتمار بن غفير فقال إنه سيصوت ضد الاتفاق مع لبنان. أما وزير “التراث” في دولة الاحتلال، عميخاي إلياهو فقال: “إذا سألوني عن رأيي في الحكومة سأعارض بالطبع، وإذا تأخرنا تكتيكيًا حتى إدارة ترامب، حينها قد يكون الاتفاق صحيحاً”.
وقال رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، إن “القيادة الإسرائيلية لا تزال في قبضة نفس المفهوم الخاطئ منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر، لم يتغير شيء. والاتفاق الذي يتم الحديث عنه فظيع من وجهة نظر إسرائيل، وبدون إيجاد آلية تبعد حزب الله خلف المنطقة الأمنية، أقول لكل مستوطني الشمال: ليس لديكم ما تعودون إليه”.
ونقلت “يسرائيل هيوم” عن حركة “الاحتياط – جيل النصر” التي تضم مئات القادة والجنود في الاحتياط بجيش الاحتلال قولهم إن أي ترويج لاتفاق يتضمن الانسحاب من لبنان يعد “بصقة” في وجه مستوطني الشمال وجنود الجيش، و”يسمح لحزب الله بإعادة تأهيل وتعزيز نفسه لحرب لبنان الرابعة في وقت قصير”.
وكان الغضب على أشده لدى رؤساء بلديات المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، والتي تشهد قصفًا يوميًا من “حزب الله”، مع هروب المستوطنين منها من منازلهم.
ودعا رئيس مجلس مستوطنة المطلة دافيد ازولاي مستوطني المطلة إلى عدم العودة وإيجاد مكان لهم في “ولاية تل أبيب”.
ووصف رئيس بلدية مستوطنة كريات شمونة أفيحاي شتيرن، الاتفاق بالاستسلام المباشر، وقال: “قبل التوقيع على اتفاقية الاستسلام مباشرة، أدعو قادتنا إلى التوقف والتفكير في أطفال كريات شمونة، انظروا إلى أعينهم ولا تخاطروا بمصيرهم ليكونوا الأسرى التاليين. كيف وصلنا إلى هذه المرحلة من النصر الكامل إلى الاستسلام الكامل؟ لماذا لا نكمل ما بدأناه؟! أين سيعود سكاننا؟ إلى المدينة المدمرة؟ بلا أمن ولا آفاق؟!”.
وقال رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الغربي “ميتا آشر”: “أسأل نفسي هل أعيش في حلم أم أنني أهلوس؟ أم أن من يتخذ القرارات في الحكومة الإسرائيلية يهلوس؟ بعد أن كان الناس محبوسين في الملاجئ لمدة عام، وبعد أن فقدنا صحتنا العقلية، يأتون الآن ليستهزؤا بنا. سنستمر في دفع الثمن، لأننا طحالب الجدار ونحن شفافون، ونحن لا نحتسب”.
أضاف: “طالما أن الناس لا يشعرون بالأمن ولا يشعرون بالأمان، فسيكون هناك المزيد والمزيد من العائلات ستغادر، وسينقلب الأمر على رؤوس أصحاب القرار”.