اعتبر وزير الصحّة العامّة فراس الأبيض، أنّ “الوضع بالغ الصعوبة، ولدينا مشاكل متعدّدة من ماليّة واجتماعيّة ووبائيّة، والوضع السّياسي لا يساعدنا على السّير إلى الأمام، ومن المسؤوليّة أن نبحث عن كيفيّة التقدّم وعن طرق المساعدة، فالإمكانات الحاليّة قد تشكّل عائقًا كبيرًا، ولكن ما من خيار”.
وأوضح بحديث إذاعي أن “مرحلة اللّامبالاة الّتي يعيشها المواطن خصوصًا في موضوع “كورونا”، يمكن أن تنتهي عندما نقدّم له شيئًا لنعيد بناء الثّقة، والنّاس لا يمكن أن تتحمّل الإقفال العام، بسبب الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة، لأنها شبعت كلامًا ومسرحيّات إعلاميّة، وهي تريد أن تلمس شيئًا لكي تستمر”.
وأضاف: لمجابهة كورونا وأوميكرون بظل الأوضاع الراهنة، علينا حضّ النّاس على تلقّي اللّقاح، لأنّه يشكّل أحد وسائل الخلاص، و80% من الّذين يدخلون إلى المستشفيات هم من غير الملقّحين، ومن بينهم نسبة الوفيّات المرتفعة، فإجراءات الأمس نصّت على الإقفال لغير الملقّحين حتّى بجرعة واحدة، أمّا بالنّسبة للملقّحين فيمكنهم أن يعيشوا حياتهم الطبيعيّة، وهذا الأمر ليس فقط في لبنان بل في كلّ بلدان العالم”، وأضاف: “إذا كنّا لا نريد إقفال البلد، فعلينا التشدّد في الإجراءات خصوصًا مع غير الملقّحين”.
وتابع وزير الصحة: “نتواصل مع المستشفيات لإيجاد الدّعم اللّازم لها، وإعادة فتح أقسام “كورونا” في بعضها، مع ما يرافق ذلك من تكاليف كبيرة على تلك المستشفيات في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة الراهنة، وسنستخدم جزءًا من قرض البنك الدولي لدعم حالات الاستشفاء، أي أنّ البنك الدولي سيدفع قرابة ضعفين ونصف عمّا تدفعه الوزارة لـ”كورونا” وغير “كورونا” من استشفاء عادي لمرضى وزارة الصحة العامة، بحيث لا يدفعون الفرق الّذي كانت تطالبهم به المستشفيات. وقد تمّ البدء بهذه الاتفاقيّة منذ يوم أمس”.
وأكّد أنّ “على من يتولّى أيّ مسؤوليّة، أن يتحلّى برحابة الصدر، لذلك أحاول قدر الإمكان ألّا أدخل في مهاترات وأتفهّم وجع الناس، وأنا أوّل من يعترف بالخطأ في حال حصل، وأهمّ ما نقدّمه للمواطن هي الصراحة والشفافيّة، الّتي تشكّل مدخلًا للحلول في الأوقات الصعبة”، وتابع: “وضعنا المالي ليس كما السّابق، وللأسف تصحيح الوضع لا يجري بطريقة منظّمة، ويأتي على حساب الطرف الأضعف الّذي هو المريض والمواطن. لذلك، نحاول تخفيف هذا الأمر عن كاهل المواطن”.
وعن رفع الدّعم عن الدواء، أوضح الأبيض أنّ “رفع الدّعم بدأ مع الحكومة السّابقة، وعندما تولّيت الوزارة كان الوضع سيّئًا، وكان علينا تصحيحه، لذلك حصل اتفاق مع مصرف لبنان على دعم بقيمة 35 مليون دولار، وكانت الأولويّة للأدوية السرطانيّة والمستعصية الّتي ما زالت مدعومة بالكامل، كما استمرّينا بدعم الأدوية المزمنة ولكن بنسبة أقل؛ والمشكلة الأساسيّة هي بارتفاع سعر صرف الدولار. لذلك، كانت وزارة الصحة أمام حلّ من جزأين، دعم مراكز الرعاية الأوليّة، وتوزيع الأدوية مجّانًا على النّاس”.
وأكّد أنّ “المقيمين من غير اللّبنانيّين يمكن أن يستفيدوا، ولكن هؤلاء لهم مستوصفاتهم الّتي أنشأتها لهم الأمم المتحدة، إضافةً إلى أنّ كلّ الأدوية والمساعدات الّتي تصلنا بمعظمها من الاتحاد الأوروبي، ولذلك لا يمكننا أن نقول للمانح أنا لا أريد تقديم الدواء لهؤلاء النازحين، وأكثر من 85% من اللبنانيين يستفيدون من الأدوية في مراكز الرعاية الأوليّة، ولذلك إن خفّض الدعم، بجزء منه، كان من أجل الحصول على الأدوية، وقد بدأت تصل، وليس صحيحًا كلّ ما كان يُقال، إنّ معظم الأدوية موجودة ولكنّها مخزّنة. نحن نسير في طريق من أجل مساعدة المواطن، فمراكز الرعاية مفتوحة أمام النّاس، وهي تحت رعاية الوزارة ومراقبتها، والمستشفيات الحكومية مجّانيّة وهي لكلّ النّاس، وعددها 30 مستشفى حكوميًّا، وهو عدد غير قليل، إضافةً إلى تعاقد وزارة الصحّة مع عدد من المستشفيات الخاصة، ولكن الموضوع المهمّ بالنسبة لنا هو التغطية الصحيّة الشّاملة، وهي إحدى حقوق المواطن، وتأخذ مقابلها الدولة من المواطن ضرائب أو مساهمات من أجل تمويل هذه التّغطية الشّاملة”، وتابع: “الكثير من لقاحات الأطفال لم تنقطع خصوصًا في مراكز الرّعاية”.
وكشف “أنّنا نعمل على إنشاء منصّة للدواء منذ خمسة أسابيع وصرنا متقدّمين جدًّا، وخلال أسبوع ننتهي من هذه المهمّة”، لافتا إلى “أنّنا عندما خفّفنا الدعم، قلنا إنّه بسبب غياب التمويل. ونحن موعودون بأن تقوم الحكومة ولجنة الصحة النيابية بمحاولة تأمين التمويل، وعند ذلك سيعود الدّعم، وسيتوفّر عندها الدواء دون الخوف من التهريب أو التخزين. ولكن الشرط الأساسي لوزارة الصحّة هو تأمين التمويل”، مشدّدًا على أنّ “توافر الدواء أمر أساسي، خصوصًا إذا أردنا محاربة السوق السوداء”.
وعن وضع المدارس في ظلّ جائحة “كورونا”، بيّن أنّ “الخيار كان عدم إقفال المدارس، ومن أجل ذلك نحن بحاجة إلى نسبة تلقيح مرتفعة. نحن نتابع مع وزارة التربية والتعليم العالي أسباب تدنّي نسبة التّسجيل لتلقّي اللقاح، ونعمل على تنشيط هذا الموضوع بالتّنسيق مع المدارس، وسنستغلّ فرصة العيد لتلقيح التلامذة”.