استهدف العدو الاسرائيلي، بعد ظهر الأحد، مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” الحاج محمد عفيف، بغارة اسرائيلية همجية استهدفت مبنى يضمّ مركز “حزب البعث العربي الإشتراكي” في منطقة رأس النبع، بالعاصمة بيروت، ما أدى لاستشهاده مع عدد من أعضاء “وحدة العلاقات الإعلامية”.
محمد عفيف النابلسي، المعروف بـ”الحاج محمد عفيف”، هو نجل العلامة الراحل الشيخ عفيف النابلسي، من بلدة البيسارية إحدى قرى جبل عامل بالقرب من مدينة صيدا.
الحاج محمد عفيف أحد أهم الوجوه الإعلامية في “حزب الله”، وهو عضو المكتب السياسي وهو المسؤول عن وحدة العلاقات الإعلامية في “حزب الله”، الذي كان يتولى مهمة نقل رسائله وتوضيح سياساته للجمهور. وقد عُرف بجرأته وبراغماتيته، فهو كان معروفاً بواقعيته، كما كان يعتمد النقد الذاتي في كثير من الاستحقاقات السياسية. وقد مقرباً جداً من الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله. وقد لعب دوراً سياسياً إلى جانب مهمته الإعلامية.
تولى عفيف المسؤولية منذ تموز 2014، حين قرر “حزب الله” إدخال تعديلات على وحداته ومؤسساته الإعلامية.
وقد أصدر مجلس الشورى، آنذاك، سلسلة قرارات تتعلق بإعادة تنظيم المؤسسات والوحدات المعنية بالشأن الإعلامي، أبرزها تعيين محمد عفيف، الذي كان يعمل مستشاراً إعلامياً للأمين العام للحزب الشهيد السيد حسن نصر الله، مسؤولاً عن وحدة العلاقات الإعلامية في الحزب.
ونجح عفيف في صياغة علاقات صداقة مع معظم الإعلاميين اللبنانيين والعرب والأجانب العاملين في لبنان.
وسبق لمحمد عفيف أن تولى هذه المسؤولية في وقت سابق، قبل أن يتولى إدارة الأخبار والبرامج السياسية في قناة “المنار”. كما شارك عفيف بتغطية حرب تموز 2006، حيث كان يتولّى مجموعة من العلاقات الإعلامية بحكم منصبه كمستشار إعلامي للسيد حسن نصر الله.
ويعتبر عفيف صوت الحزب الرسمي، وظهر علناً في العديد من المناسبات والمؤتمرات الصحافية، وكان يقوم بنقل رسائل الحزب إلى الرأي العام اللبناني والعربي والدولي، ويدافع عن سياساته وقراراته، كما يرد على الانتقادات الموجهة إليه.
وعلى الرغم من النصائح العديدة التي تلقاها، إلا أن الحاد محمد عفيف استمر في أداء دوره، حتى تحوّل إلى واجهة شبه وحيدة للحزب بعد اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله وقيادات الحزب.
وقد ظهر عفيف علناً في الضاحية الجنوبية بين الدمار مرتين، حيث عقد مؤتمرات صحافية وقام بجولات إعلامية، غير آبه بالمخاطر المحدقة وبالتهديدات التي كان يتلقاها من العدو الإسرائيلي.
كما أنه تردّدت شائعات اغتياله في العديد من الغارات الصهيونية التي استهدفت شققاً سكنية في الضاحية الجنوبية وخارجها، إلى أن استشهد بغارة عنيفة على مبنى في منطقة رأس النبع في بيروت يضم المقر الرئيسي لحزب “البعث العربي الإشتراكي”.