كيف سيكون الفارق بين هوكشتاين وبولس؟

| غاصب المختار |

بعد التعهّد الخطي الذي سلمه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الجالية اللبنانية، في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان ذات الحضور الناخب المؤثر للجاليتين اللبنانية والعربية، بوقف الحرب والعمل على إعادة ازدهار لبنان، بدأ “طابخ” هذا التعهد المستشار الخاص لترامب ووالد زوج ابنته اللبناني مسعد بولس، الذي بات يطل يومياً تقريباً عبر شاشات لبنانية، لتأكيد قرار ترامب وقف الحرب في لبنان وفي الشرق الأوسط عموماً، وفي غيرهما من دول العالم، لا سيما أوكرانيا، هذه الحروب التي رعتها أو غذّتها إدارة الرئيس الحالي جو بايدن وفشلت أو تقاعست عن إخمادها.

وبحسب المعلومات المتداولة أميركياً ولبنانياً، فإن مسعد بولس قد يخلف مستشار بايدن الخاص إلى لبنان وفلسطين المحتلة آموس هوكشتاين، وإنه سيتولى الملف اللبناني، بكل تفاصيله، السياسية والأمنية والاقتصادية، وربما الانمائية والاعمارية بعد وقف الحرب. وثمة رهانات لبنانية كبيرة في أميركا على مصداقية بولس ووعوده، ومساعيه التي بدأ يبذلها باتصالات مع لبنان، إضافة للتواصل المستمر مع الجالية اللبنانية، لتحضيرملفات ترتيب الوضع اللبناني.

ومع ذلك، يبقى السؤال الكبير: ما الجديد النوعي الذي سيقدمه بولس إذا تولى الملف اللبناني؟

بولس من أصول لبنانية، ومازال على تواصل مع بيئته الزغرتاوية، ويُقال مع تيار “المردة” بشكل خاص، ما يعني أنه سيهتم حكماً بمعالجة الوضع اللبناني بحيوية وجدية أكثرمن هوكشتاين، الذي جاء في سيرته الذاتية أنه “اليهودي والعسكري السابق في كتيبة دبابات بالجيش الإسرائيلي، والراعي الكبير لمصالح اسرائيل على حساب مصالح لبنان”.

وثمة أسئلة اخرى تُطرح حول ما يمكن أن يفعله بولس، قبل وبعد استئناف هوكشتاين مهمته لوقف الحرب في لبنان وفلسطين المحتلة، كما تردد، خلال أسبوع أو أسبوعين؟ وما الذي يمكن أن يفعله مع الكيان الاسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو بعد التجارب الفاشلة السابقة معها؟ وما هي الأفكار التي سيحملها؟ هل هي امتداد أو استمرار لمقترحات هوكشتاين، أم أنها مقترحات ستراعي مطالب لبنان وحقوقه؟ وهل سيضغط بالشكل المطلوب على نتنياهو لوقف الحرب، أم يستمر الدعم الأميركي المفتوح له كما كان سياسياً وعسكرياً؟

ثمة فترة انتظار أمام لبنان لحين تسلم ترامب مهامه الدستورية في كانون الثاني المقبل، قد تكون على الساخن جداً، كما هي الحال الآن، وقد تكون أبرد إذا تمكن هوكشتاين في الشهرين المقبلين من فرض معادلات جديدة على الكيان الاسرائيلي غير متحيزة كالسابق يقبل بها لبنان.

وبحسب مصدر حقوقي وسياسي تابع الانتخابات الأميركية، بدا من توجهات ترامب أنه مستعجل على وقف الحرب في لبنان والحروب في الشرق الأوسط، ليكون مطلع عهده مستقراً خارجياً، ليتفرغ لمسائل أخرى داخلياً وعد ناخبيه الأميركيين بإنجازها، وحتى لا تنال هذه الحروب من وهج وقوة عهده وانطلاقته!

وبانتظار أن يزور المبعوث الأميركي هوكشتاين بيروت، الأسبوع المقبل أو الذي يليه، من دون المرور بكيان الاحتلال الإسرائيلي، تردد أن تواصلاً جرى بينه وبين ترامب الذي طلب منه “مواصلة العمل وعقد صفقة مع لبنان”. وإذا صحت هذه المعلومات، فهذا يعني أن ترامب جاد فعلاً في وقف الحرب قبل تسلمه مهامه الدستورية. فهل يفعلها هوكشتاين، أم يستكمل مسعد بولس المهمة بوسائل أخرى ضاغطة أكثر، أو مقنعة أكثر للطرفين برغم علاقة ترامب الطيبة بنتنياهو؟

سبق أن ركن لبنان إلى وعود هوكشتاين، ولم يحصد سوى الخيبة وتصعيد العدوان الاسرائيلي التدميري بين كل زيارة وزيارة لبيروت وفلسطين المحتلة، لأن إدارته وافقت نتنياهو على أن تكون المفاوضات لوقف الحرب على “الساخن”. فهل تكون زيارته المقبلة أيضاً على صفيح ساخن، أم أن ترامب مهّد له الطريق ليفاوض على البارد هذه المرة، أم يترك إستكمال المهمة لبولس ليتمها بطريقة جديدة مختلفة؟

أيام وتظهر الأجوبة.