على الرغم من التفاؤل الذي ضخه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد اتصاله بالمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، فإن ما تسرّب من كيان الاحتلال الإسرائيلي عن مسودة مشروع وقف إطلاق النار، لا يوحي أنه يمكن الموافقة عليه لبنانياً.
فقد كشفت مسودة المقترح الأميركيّ للاتفاق على وقف الحرب في لبنان، أن بنوده تتضمّن أن يكون للعدو الإسرائيلي حرية العمل في كافة الأراضي اللبنانية، في حال “خرق الاتفاق”، وأن يكون الجيش اللبناني، القوة المسلّحة الوحيدة في جنوب لبنان، وأن يُنزَع سلاح “حزب الله” في غضون 60 يوماً، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية “كان 11” في تقرير، مساء الأربعاء.
وبموجب الاتفاق، فمنذ لحظة توقيعه فصاعداً “لن يقوم حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، ولن تقوم إسرائيل، من جانبها، بتنفيذ أعمال هجومية، ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك ضدّ أهداف عسكرية وحكومية في الدولة اللبنانية”.
وأكد تقرير “كان 11” أن “وثيقة التسوية للوسيط الأميركي، عاموس هوكشتاين، سبق أن عُرضت على المستوى السياسيّ” الإسرائيلي.
وبحسب المسودة، فإن النقاط الرئيسية للاتفاق المحتمل:
– إقرار “إسرائيل” ولبنان بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701.
– هذه الالتزامات لن تحرم “إسرائيل” ولبنان من حقّ الدفاع عن نفسيهما، إذا لزم الأمر.
– بالإضافة إلى قوات “يونيفيل”، سيكون الجيش اللبنانيّ الرسميّ، هو القوّة المسلّحة الوحيدة في جنوب لبنان عند الخط “أ”.
– بموجب القرار 1701، ومن أجل منع إعادة بناء وإعادة تسليح الجماعات المسلّحة غير الرسمية في لبنان، فإن أي بيع للأسلحة إلى لبنان، أو إنتاجها داخله، سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية.
– ستُمنح الحكومة اللبنانية الصلاحيات اللازمة لقوى الأمن اللبنانية، لتنفيذ القرار.
– مراقبة إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية.
– مراقبة المنشآت غير المعترف بها من قبل الحكومة، والتي تنتج الأسلحة، وتفكيكها.
– تفكيك أي بُنية تحتية مسّلحة لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق، وتقع تحت الخطّ “أ”.
ووفق التقرير، فإنه سيتعيّن على “إسرائيل” سحب قواتها من جنوب لبنان خلال سبعة أيام، وسيحلّ محلها الجيش اللبناني، وستشرف على الإنسحاب الولايات المتحدة، و”دولة أخرى”.
وسيتمّ تحديد موعد، يكون هو الموعد الأقصى الذي سينشر خلاله الجيش اللبناني قواته على طول الحدود والمعابر.
وفي غضون 60 يوماً من توقيع الاتفاق، سيتعيّن على لبنان، نزع سلاح أي مجموعة عسكريّة غير رسمية في جنوب لبنان.
لكن قناة “LBC” نشرت وثيقة قالت إنها النص الكامل لمشروع اتفاق وقف إطلاق النار، وهو أيضاً يشكل خرقاً للسيادة اللبنانية لأنه يسمح للعدو الإسرائيلي بطلعات جوية والقيام بعمليات عسكرية ضد كل ما يشتبه بأنه أماكن تخزين أو إنتاج أسلحة في لبنان، وهو ما يعني بالتالي أن هذا المشروع لن يكون الاتفاق عليها متيسراً.