في كل حرب تُشنّ على لبنان، ينكشف الدور القذر لعدد من اللاعبين الخارجيين والداخليين على حد سواء. وإذا كانت بلادنا تعرّفت منذ زمن طويل إلى شراكة الولايات المتحدة وبريطانيا مع العدو في حربه المتواصلة على لبنان وفلسطين منذ 75 عاماً، فإن الانقسام العالمي حيال جريمة الإبادة الجارية، يظهر حجم المشاركة الغربية في الحرب.
وحتى من يعارض الحرب، لا يملك الشجاعة أو القدرة على لعب دور خاص، كما هي الحال مع فرنسا التي لا تدين جرائم العدو بصورة واضحة، لكنها تحاول إظهار بعض عناصر التمايز، من أجل لعب دور وسيط، وهو ما يفرض عليها سلوكاً يبدو “مستفزاً” لـ”إسرائيل” التي لا تريد أن تعطي هامشاً لأي طرف ينتقد جرائمها ولو بخجل.
ويفرض سلوك بعض الدول مقاربة من نوع جديد للتعامل مع الغرب، كما هي الحال مع ألمانيا التي يبدو أنها حسمت موقفها بالانخراط بصورة كاملة في الحرب إلى جانب إسرائيل، ليس في فلسطين ولبنان فقط، بل في كل المنطقة.
بين ما يجري على أرض المعركة من مواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال، وما يجري داخلياً من مساعٍ سياسية، ثمة خيط سميك جداً. لكنّ هناك جهداً من جانب العدو، بدعم أميركي، لجعله غير قائم في سياق السعي إلى تحقيق مكاسب سياسية سريعة، وعلى وجهتين: واحدة تتعلق بالمفاوضات حول القرار 1701، وثانية على صعيد إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في لبنان.
في الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي عاموس هوكشتاين، خرج كثيرون يتحدثون عن أنه لم يحمل جديداً. ومن اطّلعوا على “الأوراق الرسمية” للمحادثات، قالوا إن الرجل لم يقدّم مقترحاً، لكنه حاول معرفة طبيعة الوضع الذي يحكم عمل المفاوض اللبناني.
وبحسب هؤلاء، فإن هوكشتين يفترض أن يحمل في الزيارة الثانية المتوقّعة، بصورة رسمية، التصور أو المطالب الإسرائيلية، علماً أن ورقة هذه المطالب التي تسلّمها البيت الأبيض من رون ديرمر، مساعد بنيامين نتنياهو، ونشرتها “الأخبار” غداة الزيارة، كانت بالفعل في جيب هوكشتاين.














